تصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران على خلفية الهجمات الإرهابية التي طالت إيران مؤخراً ، حيث توعد فيها السيد الخامنئي الرياض برد انتقامي قاسي وتدميري ، الى جانب تصريحات لقادة الحرس الثوري أن الخطط معدة وجاهزة للتنفيذ ، الأمر الذي يجعلنا إمام استحقاقات كبيرة وخطيرة للمنطقة عموماً ، وهنا لابد من تساؤل عن الأسباب التي جعلت إيران تصرح بهذه التصريحات النارية الخطيرة ، والتي أطلقها المسؤولين الإيرانيين أثناء تشييع ضحايا العملية الإرهابية والتي استهدفت مرقد السيد الخميني والبرلمان الإيراني ، والجدية بهذه التهديدات ، مما ينذر بحرب كبيرة تشمل عموم المنطقة ، بين السعودية وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران ، خصوصاً وان جميع أطراف الصراع يمتلكون الترسانة الحربية الكبيرة والخطيرة ، ولعل هذا ما يسعى إليه تنظيم ” داعش ” في تأجيج الصراع ، ويعمل عليه منذ سنوات مضت ، وإشعال حرباً طائفية بين الشيعة والسنة في المنطقة .
إيران تختلف مع السعودية في ملفات عدة ، ولكنهم يلتقيان في ملف واحد وهو إدارة الصراع بالنيابة على أراضي سورية واليمن والعراق ولبنان ، ولكن الجدير أن تفجيرات طهران وتهديدات محمد بن سلمان بنقل المعركة الى العمق الإيراني هو ما يوحي بان تغييرات كبيرة على المشهد وعلى قانون اللعبة عموماً في المنطقة ، وان الأخير قدم سبباً موجباً لإيران لهذا التصعيد الخطير ، حيث عمد الأمير الصغير الى استباق الأحداث ، وإثارة الأقليات العراقية والمذهبية في إيران ، وما يعزز هذا الأمر أن منفذي هجوم طهران هم من السنة في إيران ، صحيح أن داعش أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات ، ولكن منفذي الهجوم انتموا الى صفوفها وتلقوا التدريبات في قواعدها .
توالت التهديدات الإيرانية رداً على هذه التفجيرات ولعل أخطرها ما صدر على لسان الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الايراني ” أن الحرس الثوري وضعت مسألة الانتقام من هجومي طهران على جدول أعماله وبشكل جاد ومكان الانتقام سيبقى سراً ، وربما يقول القائل انها تصريحات كسابقها من التصريحات ، الا أن هذه التصريحات هددت الامن القومي الداخلي الايراني ، واستقرار الجمهورية الذي ينبغي أن يكون الرد متسقاً من هذا التهديد الخطير ، لهذا فان اي مواجهة محتملة بين السعودية وإيران فهي تمثل نفطة تحول خطير في المنطقة ، وهي بمثابة حرب عالمية ولكن بالنيابة ، وإغراق المنطقة برمتها ببحر من دماء الابرياء ، الى جانب أدامة عدم الاستقرار فيها ، وادامة حرب الاستنزاف فيها .