23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

داء التماطل في ميدان التربية والتعليم

داء التماطل في ميدان التربية والتعليم

يتخذ الملايين من البشر في هذه الايام من السنة قرارات لسنة 2017 الجديدة . . وربما نسبة كبيرة منهم ستتخلى عنها فعلا وتقررت بدل ذلك ان تنفذ هذه القرارات الواعدة في السنة التي بعدها أي (2018)
ولكن لماذا نحن البشر نؤجل الامور ولماذا اصبح التماطل من المشاكل الشائعة والمتعارف عليها.
من الشائع ان التماطل هو مشكلة من المشاكل الخاصة بالطلاب والاكاديميين . حيث يقول عنها المختص النفساني تيم باتشيل من جامعة كارلتون الكندية وهو من المشاركين في بحوث في هذا المجال يقول انها اكبر مشكلة يواجها ميدان التربية
و البروفسور تيم باتشيل متخصص في هذا الميدان وقد وصل عدد اراء مشاهدي المحاضرة التي اعطاها مؤخرا على اليوتيوب وتتضمن نصائح الى الطلبة للتوقف عن المماطلة وصل عدد الآراء الى( 170000 )تعليق وجاء فيها ان المماطلة بإمكانها التأثير على درجات الطلبة وعلى الانسحاب من الدراسة والصحة البدنية والعقلية.
ويضيف بروفسور باتشيل ان الاساتذة المحاضرين ايضا يعانون من التماطل. حيث تبين من توتير الاكاديمي ظهور ما يسمى ب( ذنب التماطل) في كتابة الابحاث والصراع بين تصحيح الامتحانات ومشاهدة نيت فليكس.
واصبحت مشكلة المماطلة اكبر مما كانت عليها من قبل وذلك مع قيام المزيد من الناس بالدراسة على الاون لاين .
حيث انه اثناء العمل على الانترنيت يتمكن الانسان بمجرد الضغط مرة واحدة فقط على زر من ابدال مقالة يكتبها ابدالها بشريط فيديو يدور حول عطاس قطة او البوم صورمن الفيس بوك لصور زوجة سابقة وصاحبها الجديد وهما يتمتعان بعطلة.
ويقول بروفسور باتشيل ان المماطلة هي الاختيار في تجنب فعل شيئا ما وحتى مع علم المرء ان هذا الامر يكلفه كثيرا على المدى الطويل .
ويواصل قوله ان المماطلة تختلف عن تأجيل عمل ما عن قصد كما انها ليست مسألة تنظيم الوقت أو ادارته ولكن تعني الفشل في السيطرة على العواطف والميول.
ويضيف انه عندما نقوم بالمماطلة فإننا نحاول تحسين امزجتنا بتجنب الاشياء التي نشعر بانها غير مسرة ومزعجة.
والمماطلة تقريبا تشبه طبق لذيذ وجاهز امامك يكون اخف من امر صعب مكلف به . أي انها استراتيجية من استراتيجيات المواكبة للحصول على شعور افضل بتغير اتجاه اهتمامنا مؤقتا ومحاولة نيسان مشكلة ما كتصحيح كراسات الامتحانات.
التماطل امر اكثر شيوعا بين الناس المندفعين والباحثين عن الكمال والذين يتحملون اعباء اخرين و يتوقع منهم الكثير والذين يخشون الفشل
وبشكل خاص يؤثر التماطل على الناس الاصغر سنا لأننا كبشر نستطيع السيطرة على عواطفنا عندما يتقدم بنا العمر ولكنا مع ذلك هناك امل في مواجهة التماطل.
و يصر بروفسور باتشيل بالاستناد الى ما قام به من ابحاث مع دكتور فوتشسيا سيرويس من جامعة شفيلد يصر انه بإمكان المرء تجنب التماطل باتباع ما يلي:
* ممارسة تقنية التعقل والتوسط لتكوين سيطرة على الافكار السلبية
باستخدام هذه التقنية بإمكاننا ان ندرك اننا لا نحبذ ان نقوم بعمل شيئا ما دون اتخاذ حكم بخصوص هذا الشعور وبعدها نذكر انفسنا لماذا هذا العمل كونه مهم ونلزم انفسنا باتخاذ الخطوة الاولى . هذا ما قاله بروفسور باتشيل
وعندما نتقدم بعمل شيء ما نشعر بالارتياح ويسهل علينا الاستمرار بالعمل . وقد قرر السير انتوني سيلدون نائب رئيس جامعة بيكنهام اجراء جلسات تعقل لأساتذة الجامعة والطلبة:
* تقسيم العمل الى خطوات واضحة وسهلة الادارة
احد اسباب المماطلة هو تحديد المرء اهداف غالبا ما تكون كبيرة جدا وغير واضحة مما يجعل هذه الاهداف مخيفة ومزعجة
فمثلا يمكن تدريج قرارات العام الجديد من “انقاص الوزن “(الترشيق) او “كتابة رواية” الى ” لبس لباس الرياضة” او “تحديد اسم الشخصية الرئيسة في الرواية” على سبيل المثال
ففي فريق جامعة ورك المسماة مجموعة “تصنيع ورك “قام بول روبرت ب(ورشات )عمل للطلبة حول وضع الاهداف المخطط لها في العقل وما تحقق منها .
وقد ساعدتهم هذه التقنية الى تقسيم الاعمال الكبرى الى اجزاء كي يستطيعوا تحديد الخطوات التي سيحتاجونها لإكمال مشاريعهم .
ويقول بول روبرت هذا سيساعدهم بالنتيجة في التغلب على الكسل والتماطل .
* لا تعاقب نفسك
ويظهر بحث بروفسور باتشيل ان الطلاب الذين يسامحون انفسهم بسبب التماطل لا يحتملاقل احتمالا ان يتأخروا بنفس الطريقة في المهمة القادمة.
لذلك كلما زاد الذنب والغضب الذي يشعر به المرء حول حرمان العالم من تحقيق احلامه هذه السنة كلما قلت الفرص من تحقيق الاحلام السنة القادم
* زد من العادات الجيدة التي تعودت عليها
يقول بروفسور باتشيل انه استطاع في نهاية الطاف اطاعة واتباع ارشادات طبيب الاسنان في استعمال الخيط الرفيع بالإضافة الى عادته الحالية في استعمال الفرشاة في تنظيف اسنانه
حيث الزم بروفسور باتشيل نفسه بوضع الخيط على الطاولة امامه كل مرة يستخدم الفرشاة واصبح استخدام الخيط عادة ثانية له
* لا تنفصل عن مستقبلك
عندما تعرض للمرء صورة له في العصر الرقمي وتطلب منه ان يخصص مبلغ من المال يحتمل اكثر ما يحتمل ان يقوم بالتوفير للتقاعد لأنه يشعر بعلاقة اقوى مع ما سيكون عليه في المستقبل
وعندما يضع المرء صورة له في العصر الرقمي في مكتبه ربما سيدفع زملاءك الى الاسراع بالنظر اليه بغرابة او ربما حتى يتهمونه في السفر في المستقبل (استياق الاحداث)
فمثلا اذا كان موعد المرء في اكمال وتسليم عمل ما في الساعة التاسعة صباحا ببساطة يبدأ المرء بتخيل نفسه انجاز العمل وهو يتسابق مع الزمن في الساعة الثانية صباحا .و ربما ذلك يدفعه للبدء بالعمل ابكر من ذلك
يقول بروفسور باتشيل ان المماطلة غالبا ما تعكس مشكلة وجود اعمق لها علاقة بانعدام الهوية او تحديد الاتجاه في الحياة
نحن نماطل في عدم القيام بأشياء مملة او لامعنى لها. لذلك يجب على المرء ان يذكر نفسه عن أسباب قيامه بعمل ما وما ترتيب ذلك الشيء واهميته في سلم طموحاته
فربما كتابة مقالة جيدة قد تساعد المرء على ا لحصول على درجة عالية تساعده في تحقيق حلمه في شهادة الدكتوراه
وبالتفكير بهذه الطريقة تجعل فكرة الاستفادة على المدى الطويل من جراء انجاز العمل تتغلب على ملذات الانشغالات الثانوية
الدروس المتحصلة من مقاومة التماطل
اذا كانت هذه الخطوات المستندة على البحوث فعالة الى هذه الدرجة هل يجب ان نقوم بتعليمها في المدارس والجامعات واماكن العمل.
والجدير بالذكر ان العديد من الجامعات في الغرب تقيم جلسات بهذا الخصوص وتقدم ارشادات للطلبة لمقاومة التماطل.
ولكن بروفسور باتشيل يقول ان الكثير من النصائح لاتزال تركز على مهارات ادارة الوقت بدل من معالجة الاسباب الجذرية.
ويختتم بالقول يجب ان يعالج الاساتذة مسار مشاعر الطلبة خلال الفصل من اجل فهم اسباب التماطل
واذا استطاعوا ادارة عواطفهم فان ذللك سيساعدهم في ميادين الحياة.