مرة اخرى نطلق العنان لسذاجتنا ونفترض حسن النية لأدارة تصورنا أنها جديدة لحكم البلد والأنطلاق نحو التغيير والعبور الى بر الأمان . ومرة اخرى نتعرض لأِهانة نستحقها .! فالنوايا التي افترضنا حسنها كانت خبيثة بل وأشد خبث من نوايا أِدارتين سابقتين كارثيتين تسببت في تدمير البلد .
أنطلقت الأدارة الجديدة القديمة لحكومة العبادي منذ اكثر من 6 اشهر والعراق يغرق في الفوضى العارمة والتي شملت كل اجزاءه دون استثناء !
محافظات الأقليم وحكومته تعيش أزمة مع ادارة المالكي وصلت الى حد الأنفصال ولازالت المشاكل قائمة .. محافظاتنا الواقعة بين الأقليم وبغداد غرباً وشرقاً تعيش اوضاعاً مأساوية صنعتها الحكومة السابقة طمعاً بالسلطة فسلمت بعض تلك المحافظات دون قتال الى الأرهاب وهجر الملايين من اهلنا هناك وقتل الآلاف وانهارت المؤسسة العسكرية التي انفقت عليها من اموال الشعب مبالغ تصل الى 200 مليار دولار ولازال النزيف متواصل .!
مناطق حزام بغداد تعيش أزمة ثقة ناتجة عن ظلم واضح نتيجة للعقاب الجماعي الذي كانت تتبعه الحكومة السابقة وبطرق مختلفة من اغراق بداعي الفيضان الى الحصارات والأعتقالات العشوائية للشباب والشيوغ والنساء ..
المليشيات الوقحة انتهزت الفرصة لتمارس عمليات الخطف والقتل والأبتزاز والترويع .!
محافظات الجنوب دون استثناء ينشط فيها الفقر والجوع وسوء الخدمات وانتشار الأمراض الغريبة والمريبة ..
كل هذا الذي جرى ويجري في العراق والأَموال تستنزف بشكل همجي لتتشكل امبراطوريات مالية قوامها مثات المليارات من الدولارات أبطالها اناس لايعرفون للشرف والغيرة والأنسانية طريق رغم ادعائاتهم المزيفة على انهم مرتبطون بأحزاب اسلامية . وبأس الأحزاب التي تعتاش على السجت الحرام .!
نجحت الحكومة العراقية السابقة وبأمتياز في أن تجعل العراق مفلسأ ومضحكاً ومبكياً . تذكرت دريد لحام الفنان السوري الرائع في مشهد من مسرحية كأسك ياوطن وهو يحاكي أباه فيقول ( الله وكيلك يا أبي صرنه فرجه ) نعم صرنا فرجه .!!
التحالف الذي يدعي انه وطني دعَمَ الولايتين السابقتين بشكل مريب يثبت عدم وطنيته وأنشغاله فقط في المكاسب والمناصب على حساب مستقبل العراق ووحدة أراضيه ودماء شعبه ..
وبعد كل هذه المآسي والكوارث توقعنا ان يحاول التحالف الوطني انقاذ مايمكن انقاذه ويبدأ بعملية اصلاح حقيقية تعيد للمواطن كرامته .
وعلى هذا تشكلت الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي وكان تأسيسها مبنياً على ورقة سياسية تمثل الحد الأدنى من الأصلاحات بسقوف زمنية رغم انها طويلة لكنها كانت افضل الخيارات للتخلص من مشروع دكتاتوري كان يخطط له في الغرف المظلمة .
ولكن هل يمكن للأفعى ان تلد عصفوراً؟
مرة اخرى نقع في دائرة الأستغفال ليصبح موضوع الاصلاح مثل كذبة نيسان قبل موعدها …
الاحزاب الحاكمة بعد ان ساهمت في استنزاف اموال العراق بَنَت لها صروحا ودفاعات زمليشيات تدافع عن برامجها التخريبية المادية .!
الحكومة المنتخبة من تلك الأحزاب محصنة في المنطقة الخضراء وهي تملك المال والأعمال . أما الشعب فنصيبه القتل والترويع والأعتقال والفقر والجوع والتهجير !
الحكومة الجديدة القديمة لم تقدم شيء ولن تقدم . والأزمات الكارثية في البلد تزداد وتتشضى . وثورة الجياع قادمة لامحالة . وعلى هذا يتضح ان الحكومة يديرها أكثر من رأس متناحرة فيمابينها وهي تتخبط في كل شيء .
وليس أمام رئيسها ( الفخري ) الدكتور حيدر العبادي الذي اكن له كل الأحترام ليس امامه كأنسان أِلا الأستقالة من الحزب الذي ينتمي اليه ويتبرأ من سياساته التي دمرت البلد على مدى اكثر من 10 سنوات ماضية وان يعلن للشعب على انه مستقلا تماما لينصره الشعب ويناصره وان يمنع الأحزاب من التدخل في سياسة البلد وأن يشرع فورا في اعادة اموال العراق من خلال قانون طالبنا به سابقا يسمح بموجبه لمن تسبب او سرق الاموال ان يعيدها خلال مدة لاتتجاوز ال 60 يوما دون عقاب ومن ثم القيام بحملة قوية لأعتقال كل من لم يمتثل لهذا القانون ومصادرة امواله والمقربين اليه ومن الذين تدور حولهم الشكوك في استفلال تلك الاموال .
وسيكون هذا القانون منقذا للميزانية الخاوية ومن ثم يعمل العبادي فورا على اصدار عفو عام يستثني جرائم الارهاب ليعيد اللحمة الوطنية وليستعيد المواطن في المناطق المنكوبة جزء من كرامته التي اهدرتها اجهزة امنية قاسية في الحكومة السابقة بالتعاون مع المخبر السري الذي اهان العراق والعراقيين بشكل مقزز !
كما على السيد العبادي ان يقوم بسرعة في اصدار حزمة قوانين تلملم شمل العراقيين وتجرم الطائفية والمناطقية ليستعيد الوطن عافيته ولتكون حكومة العبادي جزء من الشعب وليس الأحزاب وليعلم ان الساعة التي تذهب لايمكن اعادتها .
وان لم يستطع السيد العبادي فعل العمل الوطني فعليه ان يكشف الحقائق امام الناس وايقاف المهزلة التي يدار بها البلد ويتبرأ من تلك السياسة وان يعلن استقالته حفاضا على سمعته وتأريخه – وليضع حدا لتجاوز الاحزاب على حقوق الشعب – اللهم اشهد اني قد بلغت —!