23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

ليس من باب الصدفة , أو لعبة من لعب القدر, أن يتبوأ السلطة عقود من الزمن ديكتاتور ظالم مرعب في قطر من أقطار العرب . فيطلق كلابه المسعورة لتستهين بمقدسات الأمة. وتصفي جسدياً قياداتها الدينية  والسياسية والأجتماعية وترهب فنانيها ومفكريها وتدجن المجتمع وتذله وتصادر حرياته.
وليس من الصدفة أبداً أن تثور الشعوب لأزاحة هؤلاء الجبابرة والمتسلطين أعداء الأنسانية  ,ومعيقي حركة الرقي والتمدن والتحضر .فتبذل الغالي والنفيس من أجل حريتها وكرامتها.  وتحقق ما تصبو إليه. و تتمتع بكل حقوقها المدنية والسياسية منها بالأخص . وبالتأكيد فإن حالة الأحباط التي إعترت الشعوب, ولما مرَّ بها من هلعٍ ومهانة وخوف إضطرت شعوبنا لا مختارة لأطاحة هؤلاء الجبابرة بالإستعانة بقوى عالمية لأنها عجزت و لم تجد طريقاً آخر بعد أن وضعها حكامها أمام هذا الخيار الصعب.فقوى الظلام الخارجية وعملاؤها هيَ من مهد لتسلط هؤلاء الفاشستيون الوحوش الكواسر التي حكمتهم بالحديد والنار عقود طوال.وهنا تكمن المؤامرة ويبان لقليلي الخبرة ما عَظم وما خفيَّ عليهم من دسائس خطط لها ودبرت ونفذت بالظلام .فما ان يزيح شعب ما  طاغية ديكتاتوراً منحرفاً عن السلطة, حتى تبرز صراعات ونزاعات مدمرة غالبيتها طائفي أو عرقي فتكتسح البلاد, وتقلق راحة العباد وتحرق الأخضر واليابس. والمتتبع للأحداث التي جرت في ليبيا والعراق وما يجري الآن في سورية,وما بدأ بلبنان أيضاً, يرى بوضوع ويستشعروجود مؤامرة كبرى تستهدف هذه الأمة وجعلها تدور في دوامة من العنف و الأرهاب والأقتتال الطائفي.فتموت البسمة التي إرتسمت على الوجوه آملة تحقيق المراد,بعد إطاحة الجبابرة.. وتختفي ملامح النهضة والولوج في الحالة الديموقراطية الصحيحة . ويحل محلها ظلام دامس تتحرك فيه قوى ظلامية تقتل وتنهب وتدمر وتهجر وتنسف البنى التحتية فتتحول البلدان الى خرائب وزرائب تلتهمها نيران ٌ .محرقة تحرق الأخضر واليابس بدون إستثناء,وتحولت المدن العامرة الى ساحات حرب ودمار.فمن يقف وراء إشاعة الرعب والذعر وسفك الدماء ؟
مَن وجَّهَ وخطط لتشويه صورة الأسلام والمسلمين, حتى بات لِمَن لا يعرفه ديناً دموياً إرهابياً. لا يجيد المسلمون إلا سفك الدم والجنس والأغتصاب والتحايل والكذب على الله والسلب والنهب؟مَن الذي يُفتي بتحليل ما حرم الله وتحريم ما حلله؟لماذا نهج الناس على تقديس الكثرة ممن لا يستحقون حتى الإحترام,وعادوا أو إبتعدوا عن الصالحين والمصلحين من علماء الأمة؟
 ومن يمنع التوافق والسلم الأجتماعي  والتلاحم والتآزر لبناء الأوطان؟ ومن يوجر نار الطائفية؟ مَنْ الذي يعطل الحوار بين المختلفين ويسد الباب أمام أي طريق يفضي للسلام والتفاهم والأنتقال السلمي للسلطة, وفق نتائج صناديق الأقتراع بإشراف دولي محايد؟ مَنْ فجر في الضاحية الشرقية من بيروت وسفك الدماء ولماذا ؟ ومن يزعزع أمن لبنان وشعبه البسيط المسالم؟هناك من له مصلحة في كل هذا لإشعال الفتن الدموية والأقتتال والكراهية . فمَنْ يحرك الدمى ومَن بيده خيوط اللعبة مِنْ وراء الستارة ؟
هل غاب الوعي عن الشعوب حتى تلتهم الثورات شعوبَها وتدمر بلدانها التي ثارت من أجلها ومن أجل حريتها وكرامتها؟لقد تحولت ثورات الربيع العربي الى نقمة على أمة العرب.بعد أن ركب الموجة العملاء وطلاب السلطة والمال والأدعياء وتجار الدين. فتحول حالهم من سلم الى بداياتٍ لحروب أهلية . وهل ما حصل في العراق وليبيا وسوريا وما يحصل اليوم في لبنان إلا فناء ودمار؟ هل ثارت الشعوب وغَيَّرت حكاماً ظلمة وطغاة مستبدين من أجل نسف كياناتها وحرق بلدانها ؟فهل هذا صدفة؟
أليس هذا سؤالاً محيراً ؟كيف ثارت الشعوب على حكام ظالمين مدعومين من أمريكا والغرب ومهادنين لإسرائيل ومنفذين أجندتها , حكاماً سلبوا حريتها وأهانوا كرامتها ونهبوا ثرواتها.ثم عادت ذات الشعوب لتسلك سلوكاً داعماً للغرب وأميركا وإسرائيل التي إصطفت وساندت حكامها وظلمتها السابقين.فمن أثَّرَعليها نفسياً وقادها لموقفين متضادين؟ومن وراء الستارة ومن المُحرك ولماذا؟
عاشت شعوبنا قرون طويلة وهيَ متعددة المذاهب والأديان متنوعة الملل والنحل. نسيج متجانس بلا عداء ولا قتال ولا تنافر فمن أوقد هذه النيران والأحقاد بعد سقوط الأصنام؟لماذا لم تتصارع هذه الطوائف عندما كانت محكومة من جهلة وجبابرة عتاة ؟ من المخطط ومن بيده التوقيت ؟ وكيف إستيقضت الفتنة إن كان هناك فتنة ؟ ومَنْ أيقضها؟ أم إنه المخطط الذي يرمي لأضعاف هذه الأمة للسيطرة عليها ونهب ثرواتها .وتكون هي الأضعف في المنطقة وإسرائيل هي الأقوى والشامخة والمؤزرة بطيف من الدول الكبرى الطامعة بالغنيمة,ودول تنتمي لهذه الأمة ولكن حكامها إرتضوا أن يبيعوا أوطانهم لأعدائه.و يكونوا عبيداً للأجنبي والطامع والقاتل.فلا دور لهم إلا أن يكونوا دمىً تحركها من وراء الستارة قوى تعتبر مصلحة الصهيونية الأهم. لتعيش إسرائيل بأمان وتنعم هانئة بخيرات بلداننا ,التي تتقاسمها مع دول العدوان, بصيغ متعددة, منها الشركات وبرامج التنمية المزعومة ,والأستثمار الكاذب.الذي لا تصح تسميته إلا الأستئثار  .فمن وراء الستارة الذي يحرك قيادات باعت نفسها للشيطان, لتَهْلَكَ أمتُنا وتحيا إسرائيل؟