بمرور الأيام ومع زيادة حدة الصراعات بالمنطقة التي تغذيها أجندة خفية ،يبدوا واضحآ وبدون أي تشكيك ان هناك مخططآ ما يجري تنفيذه على كافة الاصعدة ،وهو مخطط تقسيم الوطن العربي ،وهذا المخطط وضع منذ أمد واشرف على رسم معالمه مجموعة من كبار المخططين الأستراتيجيين “المسيحيين المتصهينيين”، لتتوارثها الاجيال “المسيحية المتصهينة ” جيلآ بعد جيل من منظمة فريدم هاوس وتحالفها مع روزفلت الى مخططات كسينجر ،مرورآ بمشاريع برنار لويس – جيمي كارتر –بريجنسكي ،وو،الخ ،فهنا وعلى سبيل المثال لا الحصر فالمتصهين “برنارد لويس” كان قد وضع خططه منذ عقود خلت لتنفيذ مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها الى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وأوضح ذلك بالخرائط التى اوضح فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتي على اساسها يتم التقسيم وسلم المشروع إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الصهيو امريكي جيمي كارتر .
والذي قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة “تصحيح حدود سايكس – بيكو” ليكون متسقا مع المصالح الصهيو – أمريكية بالمنطقة العربية، وفي هذا السياق يقول” لويس “لا مانع عند إعادة احتلالنا للعرب أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا ما نع أن تقوم أمريكا بالضغط علي قيادتهم الإسلامية – دون مجاملة ولا لين ولا هوادة – ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها .
وفي ذات السياق فقد طرحت وثيقة صهيونية قبل ثلاثة عقود تتحدث عن واقع نعيشه اليوم وتقول هذه الوثيقة التي طرحت في نشرة كيفونيم في فبراير من عام 1982 التي تصدر في القدس المحتلة عن المنظمة اليهودية العالمية تحت عنوان “خطط اسرائيل ألاستراتيجيه” حيث تطالب بتفتيت كل الدول المجاورة لاسرائيل من النيل إلى الفرات وفيما يلي أؤرد الفقرات المهمة من هذه الوثيقة وتقول هذه الوثيقة بفصلها الاول .
“لقد غدت مصر باعتبارها كيانا مركزيا مجرد جثة هامدة لا سيما اذا اخذنا في الاعتبار المواجهات التي تزداد حدة بين المسلمين والمسيحيين وينبغي أن يكون تقسيم مصر إلى دويلات منفصلة جغرافيا هو هدفنا السياسي على الجبهة الغربية خلال السنوات القادمة، وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سلطتها المركزية فسوف تتفكك بالمثل بلدان أخرى مثل ليبيا والسودان وغيرهما من البلدان الأبعد ومن ثم فان تشكيل دولة قبطية في صعيد مصر بالاضافة الى كيانات إقليميه أصغر وأقل أهمية من شأنه أن يفتح الباب لتطور تاريخي لا مناص من تحقيقه على المدى البعيد وان كانت معاهدة السلام قد أعاقته في الوقت الراهن “
وتكمل هذه الوثيقة طرحها لمجموع خططها المستقبلية وتقول:
“وتعد تجزئة لبنان الى خمس دويلات .. بمثابة نموذج لما سيحد ث في العالم العربي بأسره وينبغي أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا الى مناطق منفصلة على أسا س عرقي أو ديني أحد الأهداف الأساسية لاسرائيل على المدى البعيد والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هى تحطيم القدره العسكرية لهذين البلدين”.
وبالنسبة لسوريا والعراق فهذه الوثيقة تقول:
اما بالنسبة لسوريا فالبناء العرقي لسوريا يجعلها عرضة للتفكك مما قد يؤدى الى قيام دولة شيعية على طول الساحل، دولة سنية في منطقة حلب وأخرى في د مشق بالإضافة الى كيان درزي قد ينشأ في الجولان الخاضعة لنا وقد يطمح هو الاخر الى تشكيل دولة خاصة ولن يكون ذلك على أية حال الا اذا انضمت اليه منطقتا حوران وشمالي الأردن. ويمكن لمثل هذه الدولة على المدى البعيد ان تكون ضمانا للسلام والأمن في المنطقة وتحقيق هذا الهدف في متناول أيدينا .
“أما العراق ذلك البلد الغنى بموارده النفطية والذي تتنازعه صراعات داخليه فهو على خط المواجهة مع إسرائيل ويعد تفكيكه أمرا مهما بالنسبة لاسرائيل بل انه أكثر أهمية من تفكيك سوريا لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهد يد لاسرائيل” تنتهي هنا بعض فصول الوثيقة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن مجلس الشيوخ الأمريكي صوت كشرط لانسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29/9/2007 على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات المذكورة أدناه وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة كركوك الغنية بالنفط محافظة كردية ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر 2010 والمعروف أن دستور “بريمر” وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في الجنوب/ سنية في الوسط / كردية في الشمال، عقب احتلال العراق في مارس – إبريل عام 2003 ، وهذه الحقيقه التي لاتقبل التشكيك الان فالوقائع على الارض وتغير العامل الديمغرافي على الارض العراقيه يوضح كل هذه الحقائق.
فهذا الحديث وهذه الادلة وكلام هؤلاء ووثائقهم موجه للذين لم يقرأوا التاريخ وينفون بشكل قاطع “حقيقة المؤامرة” ويظنون أن ما صنعته امريكا الصهيو- ماسونية بالعراق من احتلال وتقسيم هو امر مفاجىء جاء وليد الاحداث التي انتجته، وينفون حقيقة المؤامرة التي تعصف بنا للأن ويبررون ما جرى بجنوب السودان بأسباب ونزاعات عرقيه داخليه ،والذي يجري بسورية ولبنان واليمن وليبيا والصومال وو،الخ ،بأنها صراعت داخلية، ولكن الحقيقة الكبرى انهم نسوا ان ما يحدث الان هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته واعلنته الصهيونية والمسيحية الصهيونية المتطرفة وبدعم من ماسونيي العالم لتفتيت العالم الاسلامي والشرقي العربي بالاخص منه وتجزئته وتحويله الى فسيفساء ورقية يكون فيه الكيان الصهيوني المسخ المدعو بدولة اسرائيل هو السيد المطاع وذلك منذ أصطناع هذا الكيان الصهيوني على ارض فلسطين عام 1948.
ختامآ،أننا عندما ننشر هذه المخططات والوثائق “لبرنارد لويس” “وللصهاينة” ، فاننا نهدف الى تعريف العرب بالمشروع التقسيمي الذي يفتك بنا الأن واخص منهم فئة الشباب الذين هم رهان هذه الأمة ،والورقة الرابحة التي نراهن عليها دائمآ ،والذين يتعرضون اليوم وللأسف لعمليات غسيل ادمغة ،لنقل بوصلة الصراع الحقيقي والمعركة الحقيقية من القدس المحتلة الى صراعات طائفية تفتيته قذرة ،تستنزف الأمة ,والخاسر الوحيد منها هي هذه الأمة وبعد توضيح جزء من هذه الحقائق حول نؤايا هذا المشروع والدور الصهيوني فيه وحقيقة أن هذا المشروع الان هو قيد التنفيذ ويتم التمهيد لفصوله واهدفه المستقبلية بشكل متسارع وأن العمل فيه يسير ألان بشكل واسع وقد تم فعلآ خلق بيئة ديمغرافية وبؤر جغرافيه على ارض الواقع لاقامة هذا المشروع التفتيتي التقسيمي على ارض الواقع في الوطن العربي ، فانه لابد أن تكون هناك قناعة مطلقة عند الجميع مثقفين عرب ورجال دين وو،الخ ،أن ما يعصف بنا اليوم هو الخطر بحد ذاته، وهو البداية الاكثر خطورة على مصير الأمة كل الأمة والتي أن استمر الحال كما هو عليه اليوم ، فقريبآ سوف نرئ ثلاثين كيانآ عربيا وغير عربي عرقي ومذهبي وديني بحلول عام 2022 ، ان لم يتحرك الجميع لقتل هذه الفتنة وهذه المؤامرة قبل ان تحرقنا جميعآ ……..
[email protected]