7 أبريل، 2024 2:07 ص
Search
Close this search box.

خيط وخرابيط

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم انم منذ حوالي 36 ساعة وقد شعرت باني سوف لا أنام أبدا، لذلك اضطررت أن أخذ حبة فاليوم 10 استجابة لنصيحة أحد الأصدقاء عبر الهاتف، وما أن تناولت الحبة حتى شعرت بدوار ودوران يشبه إلى حد ما السكر الذي سمعت عنه كثيرا بأنه يحدث ما حدث لي. ولأني متعود (ديما) على ممارسة الكتابة اليومية؛ بدأت بالكتابة دون أن أدري عن ماذا أكتب، لا أخفيكم سرا بأني أشعر الآن براحة جسدية ونفسية جعلتني أستغرب من سبب منع تناول الحبوب المنومة.  هل الكذب حلال أم حرام؟ عفوا أقصد ممنوع أم مسموح؟ ولماذا يعاقب الله على الكذب ويمنع ممارسته؟ ( قصدي يحرم، خاف يكولون مفرداته علمانيه) وهل إذا امتنعنا عنه في الدنيا سيكون مسموحاً في الآخرة؟ أقصد هل الكذب في الجنة مسموح أو حلال؟ وهل السرقة ممنوعة أو حرام في الدنيا، فهل إذا امتنعنا عنها في الدنيا ستكون مسموحة في الجنة؟ وكذلك الغش والخداع والغيبة والنميمة، ولا أقول ووو؛ لأن هنالك أشياء لا تصلح معها الـ ووو.
كل هذه الخرابيط جاءت بسبب مبدأ واحد أظنه خاطئاً، وهو قول بعض الناس بأن من يمتنع عن شيء في الدنيا فان الله سيعوضه له في الآخرة. لذلك أتساءل كيف يعوضنا الله عن الامتناع عن الكذب والغش والسرقة والخداع والربا. ولأن تفكيري المنطقي ما زال يسيطر عليّ رغم حبة الفاليوم، وجدت أن الحرام حرام في الدنيا والآخرة والحلال حلال في الدنيا والآخرة، فمن غير المعقول أن يمنعنا الله من الكذب والغش والخداع والسرقة والربا، ويعوضنا عنها في الآخرة بأن يسمح لنا أن نكذب ونغش ونخدع أهل الجنة، ثم كيف نرابي في الجنة؟ فهل سنقرض أحدهم تفاحة بتفاحتين إذا استمر القرض خمسين ألف عام؟!
حين شعرت بأن التحشيش قد ابتدأ؛ حاولت جر أفكاري إلى قضية حساسة، أعرف أني سوف أتعرض للشتم إذا قلتها، وأنهم سوف يتهموني بالكفر، فهناك من لا يفرق بين التفكير والتكفير، وهذا من حقهم، فقد منحهم الفراهيدي حق ممارسة التقاليب للحصول على معنى متقارب من جذر ثلاثي واحد. فلا فرق بين ( بحر وبرح وحرب وحبر وربح ورحب) فكل تلك الكلمات تدل على السعة: نعم ( بحر سعة الماء، وبرح سعة الضرب، وحرب سعة المعركة، وحبر سعة العلم، وربح سعة الكسب، ورحب سعة الصدر). ومن هذا المنطلق الخليلي وجد بعضهم أن ( فكر وفرك وكفر وكرف وركف ورفك ) بمعنى واحد، ولم يحاولوا مقاربة معاني التقاليب كلها، بل اكتفوا بان التفكير والتكفير بمعنى واحد. لذلك سوف أحرف المقولة الشهيرة فأقول: (أنا أفكر إذا أنا كافر)، ولكوني كافرا بحسب تقاليب الفراهيدي؛ سأسأل دون تردد: هل ممارسة الجنس وشرب الخمر حرام في الدنيا؟ فإذا كان كل منهما حراما فلماذا يكونان حلالا في الآخرة؟ وهذه الفكرة وصلتني من خلال بعض المتفقهين في الدين الذين يرون بأن الله يعوض تارك الخمر بأن يعطيه نهراً من الخمر، وتارك ممارسة الجنس بان يعطيه آلاف الحوريات، وإذا كانت هذه الفكرة صحيحة فلماذا لا يعطي لتارك الكذب الحق في الكذب وتارك الغش الحق في الغش وتارك السرقة الحق في السرقة وتارك الربا الحق في الربا. ولا أخفيكم بأني أعلم بأني قد أسهبت في الجمل السابقة، لكني أعلم أيضا بأني في حالة خيط وخرابيط، والمشكلة تكمن في أني فهمت الآن بدقة معنى كلمة (معوّز)، وفهمت أيضا لماذا يستمر المخمور بإعادة ما يقول وكأنه يخبر صاحبه للمرة الأولى بأكثر دقة وتفصيل. كما فهمت معنى القبلة الأولى وكيف يمارسها المخمور وكيف يشعر بها، فهي دائما أولى.  وأعدكم بأنها المرة الأخيرة التي (أعوّز) فيها، فسوف أمتنع عن تناول الفاليوم وأبدأ بتعاطي الخمر [ حلوه تعاطي مو؟] لا، سوف أبدأ بشرب الخمر، لأن كلمة تعاطي لا تدل تلك الدلالة الحقيقية على الشرب، هكذا أفهمها الآن، فعندما ذكرتها شعرت بأني أجلس في قصر، والقصر لا يمنحني حق الكتابة، لأني أستغرب كيف يكتب أصحاب القصور وماذا يكتبون ومتى؟ ( لا حبيبي مو حقد طبقي ) بل هو مجرد تساؤل، ألا يثبت ما قلت بان الخمر وممارسة الجنس حالة طبيعية في الدنيا والآخرة؟ أما من يقول لي: (والزاني والزانية فاقطعوا ايديهما من خلاف) فأقول هذا الزنا المذكور يختلف عن ممارسة الجنس، لأن الزنا كان نوع من أنواع الإغتصاب، أو الخيانة الزوجية، فاذا وعدت زوجتك بأنك سوف لا تخونها ووعدت هي أيضا، فان ممارسة الجنس تعد خيانة للوعد وتستحق العقاب، أما إذا لم تعدها مثل جميع العرب حين يتزوجون، فذلك لا يعد خيانة. ثم أن التفسير ليس موضوعنا، لأني أناقش الفكرة.
أفكاري تتشتت الآن وأشعر بالحاجة إلى النوم، لكن خطرت في بالي قضية لابد من قولها: فإذا كان الممتنع عن الزنا يجازى بحورية أو آلاف الحوريات؛ فبماذا تجازى المرأة الممتنعة عن الزنا؟ هااا [ طبعا مو بس كافر، وانما ساقط أخلاقيا]
أشعر بأن الموضوع تحول إلى خيط وخرابيط، وقد أخذني النعاس جدا، وسأرسل الموضوع إلى اياد الزاملي وأنا في هذه الحالة دون تدقيق لأني اشعر بأني سوف أتنازل عن هذه الآراء غدا. ولا أتردد في طريقة كتابة همزة (اياد ) بالكسر أو بالفتح مثل كل مرة. ( لأن تكتبهه بالكسر يكَولون يتعيقل، تكتبهه بالفتح؛ يطلعلك واحد يتعيقل)
ثم إذا كان الفاليوم حلالا في حالة المرض؛  ففرويد اكتشف بأن كل إنسان مريض بطريقة ما، ألم يقل : (كلنا مرضى) ؟ فلماذا لا يسمحوا لي أن استخدم هذه الحيلة الشرعية؟ لو الحيل الشرعية بس للربع؟ فهم يرابون ويزنون تحت عنوان التجارة والاستمتاع، أليس من حقي أن أكتشف حيلة شرعية وأقول باني مريض نفسي ولا يعالجني إلا المهدئ القوي، (سوف لا أطلق عليه اسم الخمر: فاسميه مهدئ قوي جدا) و(مهدئ قوي مو جدا). يعني عركـَ وبيرة.
أشعر بصحوة قليلة لكن عقلي المشبع بالفاليوم بدأ يصور لي الوضع بعد عدة سنوات حيث يتوجه أغبياء الأنترنيت إلى الفقهاء ليسألوا عن تحريم وتحليل نقل المواضيع وضرب المواقع الألكترونية  المعادية للإسلام،  وهل دخول بروفايل الصديق حلال أم حرام، طبعا راح يكَولون حرام حتى إذا سمح الصديق بذلك لان هذه أسرار، زين شلون أسرار وهو سمح لي بالدخول. وكل هذا التحريم إذا كان الصديق ذكراً، أما إذا كان أنثى فشيلوا يكَرعان،( ما أدري هي شيلوا لو شدوا روسكم؟ على كلٍّ: لا يجوز الشات مع الأنثى وهي فاسقة، لكن بعض الفقهاء سيجوز الشات نهارا لأنه يعد ضمن أوقات العمل أما ليلا فيجوز الشات بين المحرمين فقط. وبعد أن يكتمل كتاب (فقه الانترنيت) للعلامة البلاكبيري، تفكر الدولة في وضع قانون حقوق الملكية الفكرية، وهذا القانون سيتعارض مع فتاوى العلامة البلاكبيري في كتابه الصحيح(فقه الأنترنيت)، وتحدث ضجة في البرلمان وخلاف حول تشريع قانون حقول الملكية الفكرية بين أتباع البلاكبيري وأتباع الآيفوني، وسيستمر الصراع إلى أن تضاف للإسلام فرقتان جديدتان، الفرقة البلاكبيرية والفرقة الآيفونية، ثم تبدأ الحرب الطائفية بين الفرقتين وتبدأ المواقع الألكترونية للفرقتين بالتهاوي، ثم تخرج مجموعة معتدلة لا بلاك بيرية ولا آي فونية بدعوة الطرفين للحوار وتتهم الفرقتين بتخريب ما بنيناه كل تلك السنين، وعندها سنتهم تايوان ونظامها العنصري  بأنها وراء كل هذا الشقاق، وسنصب جام غضبنا على اليابان، ثم تطلب إحدى الفرق تدخل فلندا لمساعدتها في إيقاف ضرب المواقع الالكترونية، وسيعمل الهكر الفلندي مع وضد الطرفين لكسب رزقه، وعندما أقف ضدهم وأكذّب ادعاءاتهم؛ سيتهمونني بالكفر، مدعين بأن أي إنسان يجب أن يتبنى مذهبا ما، وإلا فكيف يكذب ويتحايل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب