8 أبريل، 2024 4:32 ص
Search
Close this search box.

خير الكلام ما قل ودل- الحوارات فى التلفزيون ما لها وما عليها

Facebook
Twitter
LinkedIn

اصبحت الحوارات التلفزيونيه من المواد الرئيسيه فى كل  محطات التلفزيون وتقدم غالبا فى الاوقات التى تركن العائله للراحه وتتابع المواد التلفزيونيه. هذا يعنى ان لها اهميه كبير فى تقديم ماده حول قضايا المهمه والاكثر اهميه وقضايا الساعه التى بحاجه ماسه لبيان ابعادها وتداخلاتها من اجل ان يكون المواطن على بينه بما يدور ويستجد من حواليه وبشكل خاص ما يتعلق بسياسة الدوله ومنجزاتها.                                                               ان تصميم البرنامج يقوم على مقدم البرنامج الذى يجب ان يكون ذو خبره ومهنيه فى العمل الاعلامى ومتمكن من لغة سليمه وحضور وشجاعه ادبيه وان يكون قد استعد جيدا للموضوع الذى سوف يتم الحوار حوله. ثم الخبراء المدعويين للحوار الذين يتراوح عددهم 2- 4. فى بلد تركيبه الحكم تقوم على المحاصصه فانها تراعى المدعويين ايضا,ويضاف ايضا احد الخبراء كمستقل وبذلك فأن المشاركه تـ محاصصيه, عادله”. فى عراقنا العزيز الذى تحيطه التحديات والاطماع محليا, اقلميا ودوليا ولا يعلم حتى كبار المسؤلين” كيف سيكون الحال بعد بضعة شهور, ناهيك الوقوف الجدى امام احد هذه التحديات خاصة وان العراق فقد استقلاليته وحكومة المحاصصه قد افسدت تقريبا كل شىء بحيث احذت تظهرعلى السطح فضائح وانتهاكات وبايقاعات سريعه جدا لا يمكن ان تصدق ولا يمكن ان يكون الفاعلون والناشطون من الاسوياء. لا شك فان هذه الغرائبلابد ان   تناقش فى التلفزيون وتجد مكانها فى الحوارات التلفزيونيه. ومن الغرابه بمكان ان يتكلم  الحزبيون حول الفساد المالى والادارى وكانه بعيدا عنهم, ترى من هم الفاسدون ومن اين جاؤا وما هى جنسياتهم.                                                                                                 يقوم البرنامج على دعوة الخبراء من الحزبين ا سنيا او شيعيا او كتائبيا ويشترك الاكراد غالبا فى القضايا التى تهم الاقليم بشكل رئيسى. ان الخبراء الحزبيين يحاولوا ليس فقط تبربر ما يحصل وانما يصوره بالطرق السليم والحل الصحيح, ويؤكدوا على ذلك بقوه كحقيقه لا تقبل الشك وغالبا بصوت عالى ومتجاوزا الوقت المخصص له ويقاطع الضيوف ولا يبالى حينما يطلب منه مقدم البرنامج, لقد اخذت وقتك, ارجوك دعه يكمل وسوف اعطيك الوقت ثانية, على اى حال فأن معظم الخبراء الحزبين غير مريحين ويبدو لى بانهم يتركوا انطباعا غير ايجابى لدى المشاهد ين لانهم يدافعوا وجهات نظر الحكومه حتى  اذا لم تلقى صدى لدى المواطنين وانها ير مجدثه وعقيمه ومتخلفه.  ان القضايا اكثر تعقيداوتنعكس على مسار الحوار خاصة فى  قضايا الحشد الشعبى والمقاومه الاسلاميه التى تربعت لدى المحاورين المقربين الى درجة المقدس واى نقد اوشك من قبل احد الخبراء يعتبر جريمة لاتختفر ويتهموا بعدم الموضوعيه والمحاباة وتطلق بسرعه مفاهيم ومصطلحات التسقيط . فى الحقيقه ان الحشد الشعبى وعلاقته بالدوله” ضمن المنظومه العسكريه وبنفس الوقت خارج الدوله وشرعية االمقاومه الاسلاميه التى تقوم بها عدد من الميليشيات فى العمل على ترحيل الامريكان من العراق عن طريق استخدام مختلف انواع السلاح, علما بأن وجودهم فى العراق بالاتفاق مع الحكومه يفرز اشكاليه محرجه جدا للحكومه وتبدو من الضعف بانها قد فقدت السيطره على المليشيات المسلحه القريبه من ايران وانها ضعيفه ولا يمكن الاعتماد عليها فى استتباب الامن وحمايه السفارات والمؤسسات الاجنبيه العامله فى العراق.  

اما عن المشارك المستقل فهو يختلف مع الراى السائد, كليا بشكل واضح, اوجزئيا ويختلف مع الجزء الاخر, فى الواقع ان حضوره احيانا للتنوع ويشغل الوقت بالعموميات. ان اهمية المستقل ودرجة قدرته على الكشف والتحليل وصياغة البدائل يقوم على شجاعته الشخصيه والادبيه ودرجة تاريخه النضالى والوطنىبالاضافه الى الثقافه القويه المتجذره فى الوعى النقدى انطلاقا من الضروره الملحه لطرح رأى اخر وبدائل اخرى.                                                      ان اشكالية الحوارات التلفزيونيه مع بضعة اشخاص هى ايضا موضع تسائل ونقاش فى البلدن الديمقراطيه المتقدمه, خاصة ان ما يطرحمن افكار, مقترحات وخطط التى فيها الكثير من التباين والاختلاف, وفى زخمة الوقت المحدد لايتم ولايمكن ان تنال كل الافكار والمقترحات حقها من الاهتمام والتوضيح وتبقى جمل وكلمات عالقه فى ذاكرة المشاهد  دون الاطار الفكرى الذى قامت عليه, ان المشاهد لا يستطيع بسهول الجمع كا ما يطرحه المناقشون. انها فى الواقع فى كثير من الاحيان, خاصة فى قضايا معقده فى سياسة وستراتيجية الدوله تبدو غير مجديه واحيانا مشوشه.                                                                                                    ان الحوارات فى التلفزيونات العراقيه غالبا ما تكون على مستوى محدود من  الثقافه خاصة ما يتعلق بالحزبيينوكما ان المدعوين الذين يدعون الاستقلاليه يظهرون بشكل مستمر واصبحوا ضيوف دائميون يعيدوا ويكرروا نفس الذى طرحوه فى قناة سابقه. ان هذه الحاله تصور الساحه الثقافيه المثقفثن عاجزه على تقديم التنوع الثقافى والتخصصى   كما ان عدد من المشاركينفى الحوارات يحولوا المناسبه الى مسرح  يستعرضوا فيه سلوكيات وامزجه تعكس نرجسيتهم. نرجسيتهم. من الملاحظ ايضا انها قد اصبحت مجالا رحبا للتسميات والالقاب الكبيره: خبير فى الشأن العراقى, خبير سترايتجى فى شوون الشرق الاوسط, خبير ستراتيجى عسكرى,متخص فى التنميه المستدامه, دكتوراه فى تنمية الاعلام واستاذ جامعى….الخ, كما ان البعض منهم قد اسس معهد للبحوث والدراسات التى يشغله شخصيا حتى بدون سكرتاريا. ان ضيوف الحوارات, كما اعلم يتقاضون اجورا للمشاركه وهذا لعمرى لا ريب فيه, ان المثقف من حقه ان يعيش وهو لايسرق مالا من احد.                                                                                                        من القضايا المهمه ان يدعى بعض الكتاب والمثقفين لحوارات مع الاخرين لقضايا اشكاليه وشديدة الاهميه, ولكن دون ان يشار الى الوظيفه الحاليه التى يشغلها, ان يكون مثلا مستشارا لرئيس الجمهوريه او لرئيس البرلمان او المقرب من احد زعماء الكتل, فهو كاتب ومثقف وقد حضر نفسه للحوار وبجمل وكلمات جميله واضحه وهدوء المحسنين يكسب المشاهد للافكار التى يطرحها وتاخذ المصداقيه كونه”مستقلوموضوعى” كاتب ومثقف وبذلك فوق الميول والاتجاهات وكانهاحقائق مطلقه.ان هذا الاسلوب يجب ان تبتعد عنه القنوات لانه يطرح فى حقيقة الامر وجهة نظر الجهه التى يعمل بها ولها ولذلك يجب ان يعرف مسبقا.  من الضرورى الاهتمام بالحوارات الخ تتناول قضايا الساعه الملحه                   مع شخصيه ولها حضور وموقع حصل عليه من خلال الاستمراريه الزمنيه التى لها منهج ورؤيا, ان مثل هذه المقابله يمكن ان تقدم مره فى الاسبوع ويمكن ان تكون مكمله للحوارات او فى موضوع مستقل. كما ن الحوارات مع شخصين ذو فائدة كبيره حينما يتم النقاس بهدوء والاحترام المتبادل وليس بالضرورهان تكون صراع فى الحجج والانا الجامحه. انالتوسع فى الاعلام التلفزيونى مع كل امكانيات التأثير بالجماهير وخلق رأى نمطى الا انها فسحت المجال لظهور اعلاميين واعلاميات على درجه كبيره من القدره والامكانيه والشجاعه الادبيه وكذلك فى ضبط مسارة الحوار وان كان ذلك فى كثير من الاحيان صعبا جدا, الا انهم يعدوا انفسهم للحلقه جيدا ويقدمو افى البدايه ملخصا للاحداث الذى يمثل الى جد ما وجهة نظر القناة, كم يقدموا قصصا رمزيه ذات معنى وبلاغه من التراث, ان البعض منهم قد ا تتطوروا الى اعلاميين واعلاميات عالى درجه عاليه من الرقى فى المظهر والسلوك والمهنيه وضيوفا مرحب بهم من قبل الكثير من المهتمين بالشأن والمصير العراقى. الف تحيه لهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب