اذا كانت عمليات التحنيط فيما مضى فتحا حضاريا اكتشفه الفراعنة قبل ان يلتحقوا بالعرب والمسلمين ، فأنه اليوم أخطر داء يصيبهم، الاحصاءات والمسوح التي صدرت عن القمة الحكومية العالمية المنعقدة في دبي ، وهي احصاءات منهجية ، ليست تسقيطا أوردحا أوشعرا عربيا مبيناً، تقارير رسمية تشير الى تراجع مفجع في التنمية البشرية حيث اظهرت النتائج ان : ــ 57 مليون عربي لا يعرفون القراءة والكتابة ،13.5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدرسة هذا العام (2016)، 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر،8 % زيادة في معدلات الفقر آخر عامين، تريليون دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية،5 دول عربية في قائمة العشر دول الأكثر فساداً في العالم، رغم أن العالم العربي يمثل 5% من سكان العالم إلا أنه يعاني 45% من الهجمات الإرهابية عالمياً،75 % من اللاجئين عالمياً هم عرب،68 %من وفيات الحروب عالمياً عرب،20 ألف كتاب فقط ينتجها العالم العربي سنوياً أقل من دولة مثل رومانيا،410 ملايين عربي و2900 براءة اختراع فقط اقل من كوريا حيث انجز 50 مليون كوري 20201 براءة اختراع، من عام 2011 حتى 2017 تم تشريد 14 مليون عربي، من عام 2011 حتى 2017 خسائر بشرية تصل إلى 1.4 مليون قتيل وجريح، من عام 2011 حتى 2017 تم تدمير بنية تحتية بقيمة 460 مليار دولار، من عام 2011 حتى العام الحالي خسائر في الناتج المحلي العربي بقيمة 300 مليار دولار.
هذه الامة التي خصها الله من دون الامم الاخرى بما خصها به ، وعلمها مالم يعلم الاخرون ، واكثر أمة تُصدّر الكلام عن القيم وبناء الانسان والعدل وحرث الارض ، نراها اليوم تترنّح على قارعات دروب المستقبل الانساني ، وفي عربات التاريخ المتروكة ، تستعرض مفاتن الطاقة التي تكتنزها في أراضيها ، لاجل ان يبقى زعماؤها ، يعيشون بفضل المساجد والنفط والسجون السرية .