23 ديسمبر، 2024 1:36 ص

خيرية المنصور.. جرعة سينمائية في زمن الحصار

خيرية المنصور.. جرعة سينمائية في زمن الحصار

هي أمرأةٌ في مجال عملها لاتشبه بقية النساء . على الأقل في العراق . أجتهدت وكان اجتهادها لايحتمل الحسنة الواحدة بل الحسنتين نجحت في زمن كان كل شيء في العراق محاصَّر وحين كنا نحتاج الى متَّنَفَس أبداعي فني وسط مجتمع تمت عسكرته بالكامل خرجت علينا أفلام واقعية تلامس المجتمع ومتبنياته وأمنياته كان ذلك خلال سنوات الحرب مع ايران ومابعدها من ضريبة كان علينا دفعها ودفعناها حرب ثانية وثالثة كان بطلها أسم الخليج .
لن أتحدث عن سيرتها الذاتية من ناحية الولادة والترعرع وما حصلت عليه من شهادات عربية وعالمية كونها قد أبدعت لكنني هنا أريد فقط الأشارة الى أنها قد شكلت علامة فارقة في أبداع السينما العراقية .
خيرية المنصور التي تحصلت على شهادة الدكتوراه ومن فرط حبها لعملها ترغب في ان يناديها المنادي بأسمها المجرد ( المخرجة خيرية المنصور ) وتواضعها هذا واضح من خلال أعمالها البسيطة والمفعمة بالحيوية والواقعية والنشاط الفني المكثف .
شكلت خيرية المنصور حالة متميزة تشبه الجرعة لمحبي الفن السابع حين كان محاصراً في سنوات عاشها العراق . بدأت مسيرة المخرجة خيرية المنصور الأبداعية من خلال تجربة الاخراج كمساعدة مخرج مع مخرجين معروفين عالمياً وعربياً بينهم صلاح ابو سيف في فيلم القادسية و يوسف شاهين في اربعة افلام هي حدوتة مصرية و اسكندرية كمان وكمان و المصير وكلها خطوة و المخرج محمد راضي في فيلم حائط البطولات.
منذ العام 1980 وحتى العام 2003 تمكنت خيرية المنصور من عمل اثنان و أربعون فيلما سينمائياً وتلفزيونياً وتسجيلياً في العراق ومصر وسوريا والاردن فضلاً عن افلام روائية طويلة واعمال تلفزيزنية ومسلسلات .
وفي تذكير لأعمالها الفنية الأبداعية في السينما والتلفزيون نذكر لها الافلام السينمائيةالروائية الطويلة وهي فيلم 6 / 6 عام 1988 وفيلم 100 / 100 اخراج 1992أما أفلامها التسجيلية فكانت أثنان وأربعون فيلما حل العديد منها على جوائز مهمة ومن هذه الأفلام وأبرزها فيلم بنت الرافدين الذي حصل على الجائزة الثانية في مهرحان طاشقند السينمائي 1984. وفيلم الانامل الساحرة عن الفن التشكيلي النسوي في العراق.و كنائس العراق.وينابيع العطاء.وفيلم انظروا 1991 الذي حصل على جوائز عدة وشهادات تقدير منها الجائزة الاولى في المغرب و احسن فيلم تسجيلي في العراق و شهادة تقدير من مهرجان المبدعات العربيات في تونس وغيرها.وفيلم احلام بيضاء الذي حصل على الجائزة الذهبية في مهرجان الافلام التسجلية في العراق و جائزة الابداع السنوية التي تقيمها وزارة الثقافة و شهادة تقدير من جمعية نقاد السينما في مصر و كتبت السيناريو له ارادة الجبوري.و البناة سيناريو محمد الجزائري.و عاشق السينما سيناريو ثامر مهدي الذي حصل على الجائزة الاولى مهرجان معهد الفنون الجميلة في العراق.و الحلم الذاكرة الذي كتبه ثامر مهدي وذاكرة العين. وفيلم نداء العراق سيناريو ارادة الحبوري.و فيلم الملائكة تموت سيناريو وفاء عوض وانتاج هاي فيلم في مصر قامت بقراءة التعليق الفنانة القديرة سميحة ايوب وقد حصد هذا الفيلم كثير من الجوائز منها جائزة الابداع التي تمنحها وزارة الثقافة في العراق و شهادة تقدير كاحسن فيلم نقابة الصحفيين المصرية و جائزة ذهبية و الوسام الذهبي من اتحاد النساء في العراق وشارك في كثير من المهرجانات العربية والعالمية منها مهرجان القاهرة و مهرجان قرطاج السينمائي ومهرجان فيلم هاوس في اسبانيا وحصل على شهادة النقاد ويتحدث الفيلم عن اطفال الحروب في الوطن العربي.وفيلم آخر هو يوم واحد في بغداد انتاج وفاء عوض / مصر.وفيلم اللوحة الاخيرة من انتاج هاي فيام في مصر سيناريو وفاء عوض وحصد هذا الفيلم كثير من الجوائز واشترك في كثير من المهرجانات العربية والعالمية وحصد جائزة احسن اخراج وجائزة الابداع كاحسن فيلم واشترك في المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائي.وفيلم حدث في العامرية تحويل مقطوعة نصير شمة الموسيقية الى فيلم من انتاج وفاء عوض من مصر.
ولا ننسى باقي الأفلام مثل نازك الملائكة الذي أنتجته شركة البطريق . محمود حميدة
وفيلم هذا زمان فلسطين سيناريو واخراج حصد الجائزة الذهبية كاحسن اخراج في المسابقة التي اقامتها نقابة الصحفيين المصريين في اسبوع التضامن مع فلسطين.وفيلم التحدي الصامت سيناريو واخراج .وفيلم العزف على الذاكرة سيناريو واخراج عن تاريخ السينما في العراق.وفيلم فردوس الجهات الاربعة عن تاريخ العراق الحضاري والسياحي.وفيلم مدينة الشمس سيناريو واخراج انتاج شركة الفيصل السورية.وفيلم انهض سيناريو واخراج .وفيلم القرار117.وفيلم هجرة الى الله سيناريو خضير ميري ( قصيدة الشاعرة نازك الملائكة )
وفيلم عن الفنان جعفر السعدي مسيرة ابداع.فضلاً عن أعمال تلفزيونية كثيرة تتسم بالواقعية والتشويق .
اليوم خيرية المنصور هي ذاتها التي لن تتغير وهي مفعمة بالأبداع والنشاط الفني رغم حياة المهجر التي باتت ملاذاً لكل مبدع عراقي حاصرته آلام الوطن الذي سيطرت عليه عقول لاتعرف الأبداع .