17 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

خيرهه بغيرهه

الحركة اللولبية الاخيرة التي قام بها كل من تحالفي الاحرار والمجلس الاعلى على مستوى اتفاقهما لتشكيل الحكومات المحلية في اغلب المحافظات، لم يرضِ بعض الاطراف السياسية، كونها تعتبر ذلك بداية النهاية لمشروعها السلطوي الحاكم في العراق.
واظن ان حسابات هذه الجهات السياسية خاطئة وغير دقيقة تماما كما هي حسابات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة فيما يخص التجهيز والتصدير للكهرباء.
ولو رجعت هذه الجهات السياسية خطوة واحدة لا اكثر الى الوراء، ونظرت الى وضعها السابق ايام مجلس الحكم وايام الجمعية الوطنية وفترة طويلة من ايام الدورة الاولى لمجلس النواب، وشاهدت حجمها الطبيعي الغير منفوخ، لشكرت الله وحمدته مئات، بل الاف وملايين المرات.
ولا يعني هذا اننا نقف بالضد من التمدد والتوسع السياسي، او نقول عنه انه منبوذ وغير مسموح به، لا بالعكس تماما، ولكن يجب ان يكون ذلك التوسع مشروع وغير مستند الى اسس فوضوية، او توسع على حساب المصالح العامة، او توسع قائم على اساس التدليس والسفسطة والضحك على الذقون.
نعم من حق اي فرد او جهة ان يكون لهم طموح مستقبلي، ولكن هذا لا ياتي كما اسلفنا من طرق ملتوية بل ان طرقه واضحة للعيان ومُعبّدة من بدايتها الى نهايتها.
فمثلا من غير اللائق على رأس هرم السلطة ان يرسل مبعوثا الى احدى الجهات السياسية ليخبرهم ان تحالفكم مع تيار الاحرار غير صحيح، ولا ينفعكم، لانهم انقلابيون وغير ذلك من الكلام الاجوف.
او انه يرسل احد مشايخته الى احدى الكتل من الطيف الاخر، ويخبرهم اننا سنحسم لكم ملف محافظة ديالى شرط ان تمنعوا الاحرار من تسنم منصب محافظ بغداد.
والاغرب من كل ذلك، ان يعمل جاهدا على تسليم محافظة كربلاء للاخ الشهرستاني، كون الاخير نجح نجاحا ذريعا في ملف الطاقة، وتكريما له ولخدماته، سيجعله محافظا لمدينة كربلاء المقدسة.
اخي العزيز، نصيحة بسيطة، ضعها في عقلك ولن تندم، الحكم لا يستمر بالمراوغة والمكر والخديعة، ولو كان كذلك، لكان معاوية الحاكم الخالد.
فاهدأ قليلا وريّح اعصابك، لان بعض الاخوة اخبرونا ان وضعك الصحي هذه الايام على غير ما يرام بسبب ما تسمعه كل يوم من اخبار في محافظة من المحافظات، وهذا قطعا يؤثر على صحتك، وبالتالي فان البلد لا يتحمل غياب رئيس جمهوريته ورئيس وزرائه في آنٍ واحد، وخيرهه بغيرهه ان شاء الله.

أحدث المقالات