خذ أنفاسك بارتياح اهدأ، تكاد أن تصاب بسكتة قلبية! اشرب قليلًا من الماء،
فصراخ الصدمة الذي كان يدوي في أرجاء المكتب قد أزعجك!
دموع رسمت ألم المفاجأة،
وضيق التنفس علامة الحسرة!
هكذا كان حال أبي سعد حينما سمع خبرًا أوقف تفكيره.
يؤسفني أن أخبرك وجدنا لدى ابنك حبوبًا مخدرة، بعد أن قمنا بحملة تفتيش
للطلاب، كما سبق أن لاحظنا تغيرات طرأت على سعد،مثل النوم والإهمال والتوتر واحمرار العين، وعدم العناية بنظافته، واضطرابات في الحركة.
ومع تتبعنا لوضعه الصحي وجدنا أنه لم يعاني من أي مرض مسبقًا، وكان مستواه التعليمي جيدًا، وكان طالبًا منضبطًا، ولذلك طلبنا قدومك لنجد حلًا يصحح الحالة المستجدة.
نرجو منك ضبط النفس، وعدم التصرف بعصبية قد تفقدك ولدك، فعلينا بالتعقل والبحث عن الأسباب
لمعالجتها، وعليك الجلوس مع ابنك ومعرفة من غرر به وجمل السم بعينه، وبعدها بكل سرية يمكنك معالجته من هذا السم، وإعادة الحياة المسلوبة منة قهرًا، ولا تكن أنت وقاتله في جبهةً واحده.
الخبر الذي جاء بعد أيام من الحادثة المؤلمة خيانة وجع مصدرة داخل البيت، الوجع الذي أصاب القلب وأقرح الروح، من كان يستغل الثقة كنا نسمح له بقتل طفلنا بكل حرية واطمئنان يا سعادة الأستاذ.
من أغمد رمحه في قلب ابني ابن أخي! نحن أذنبنا في حق طفلنا بسبب التقصير والمراقبة وخروجه لوقت متأخر، تغير سلوكه، عزلته، إهماله لنفسه، لم نأخذ كل هذا بالجدية، وحين تغيبه
نعلم مسبقًا أنه مع ابن عمه دون أن نهتم بالتفاصيل، ولذلك نحن المذنبون، فقد منحنا ثقة دون رقابة، وحرية دون ضوابط، وأموال تسلم من غير سؤال. هذه رسالة أب موجوع، فلا تجعل بابك دون قفل، واحذر الثقة المفرطة.
لا تترك الحبل على الغارب، وتضن أنك لن تخسره.
احفظ ابنك من ضعاف النفوس، ولا تجعله فريسة المتاجرين بالسم الذي يقتل أبناءنا.
كن القلب الذي يحنو على ابنائك، ولا تكن الجدار الذي يصطدمون به، فتخسرهم بذلك.
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴿١٥٩﴾