23 ديسمبر، 2024 9:15 ص

خيانة الكلمة, سليم الحسني نموذجا

خيانة الكلمة, سليم الحسني نموذجا

“يذهلني كل اولئك المثقفين والخبراء, الذين لا يتورعون عن اللجوء الى حجج مخادعة, وعن اطلاق الأكاذيب من أجل الحصول على تأييد, تبدو وقاحتهم وانعدام ذمتهم بلا حد” هكذا يصف الدكتور باسكال بونيفاس مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية(IRIS) الفرنسي في كتابة “المثقفون المزيفون” بعض المثقفين والخبراء, الذين يتصدون لتحليل المواقف, وخلق الرأي العام في المجتمع, من خلال استخدام الاكاذيب في طروحاتهم.

الكلمة مسؤولية وأمانة, وهي لدى المثقف يجب أن تكون قيمة عليا ومقدسة, وعلى المثقف أن لا ينزوي تحت ضلال التخندقات والتكتلات الفئوية والشخصية.

يستخدم بعض المثقفين والمحللين كما يقول بونيفاس, سلسلة من الأكاذيب والترهات التي تحقق لهم مكاسب شخصية, ويتخذون مواقف تنسجم مع نزعاتهم النفسية ومطامحهم في الكسب على حساب الحقيقة.

سليم الحسني نموذج من النماذج التي أبتلي بها العراق ما بعد 2003, فهذا الشخص القابع في لندن والذي ينشر منها مقالاته, والتي وجدت وللأسف رواجا بين بعض أولئك البسطاء, الذين يثقون بكلمات الحسني نظرا لخلفيته السياسية وانتماءه الفكري لحزب الدعوة.

عمل الحسني مستشارا للسيد ابراهيم الجعفري أبان تسنمه رئاسة الوزراء, لكن سرعان ما أبعده الجعفري لما كشفه من سوء سلوك وتلون لدى هذا الشخص, الذي يتخفى تحت أسم سليم الحسني ففي الحقيقة كما يقول عزت الشابندر ان اسم الحسني هو “احمد السنبه”.

انضوى الحسني تحت عباءة نوري المالكي, وسار في ركبه, وغدا يكتب مقالات ويمتدح المقربين من المالكي, لكن كل هذا تغيير وبدأ بمهاجمة من امتدحهم بالأمس.

بعد تسنم العبادي لرئاسة الوزراء وحرمان المالكي من الولاية الثالثة, اصدر سليم الحسني سلسلة مقالات تحت عنوان “اسلاميو السلطة” والتي ناهزت التسعين مقال.

في مقالاته هذه صوب الحسني سلاحه لرفقائه القدامى في حزب الدعوة, ثم أخذ يهاجم التيار الصدري والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة, ولم يسلم منه الا المالكي ومن دار في فلك المالكي.

لقد تفنن سليم الحسني في استخدام الحيل الكلامية, والاساليب الرخيصة لتمويه الرأي, وتشويش الصورة أمام المتابع, وهو ينفث سمومه في مواقع التواصل الاجتماعي, متخذا وسيلة الحذف والحظر لكل من لا ينسجم مع رؤاه, ولكل من يحاججه ويكشف زيفه.

خرج علينا الحسني في مقالاته الأخيرة وهو يتهم سماحة السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي بأنه فاسد وقرب الفاسدين, وان الموسوي شكل مع السيد عمار الحكيم ثنائي فساد يتحكم بمصائر الناس –حسب زعمه-.

استهداف الحسني للسيد علاء الموسوي هو لعلمه إن الموسوي هو ثقة المرجعية, وانه قد كشف كثير من الفساد في ديوان الوقف, ووقف بالمرصاد لكل المتلاعبين بمقدرات الوقف, وان استهداف الموسوي هو استهداف للمرجعية التي قالت “غيروا الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد”.

ومن باب ضرب عصفورين بحجر واحد, اشرك الحسني السيد عمار الحكيم في تهمة الفساد مع الموسوي, لتيقنه بأن الحكيم احد الأدوات السياسة بل أهما, والتي وقف لتصحيح المسار الحكومي الذي سار عليه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.