9 أبريل، 2024 1:07 ص
Search
Close this search box.

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً – حلقة (7 )

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام
– حتى الظلام- هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
الشاعر الكبير المبدع بدر شاكر السياب

“ خيانة العراق /.تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن … وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً ” هذا هو عنوان الكتاب الذي يشارف العمل فيه على الأنتهاء ويمكن القول أن القراء ينتظرونه بأهتمام كبير لأن الحديث يدور حول خيانة الوطنية للعراق لما كانت تسمى نفسها بالمعارضة العراقية والقادمين على ظهر دبابات الجيوش الأمريكية وبالعربة الإيرانية الفارسية الملحقة بالدبابة الأنكو الأمريكية. ومؤلف هذا الكتاب تتناول بصورة أساسية مسائل الخيانة والذي واكبها للوسط المعارضة منذ عام 1979 .

حملت رسالة التي كتبتها، مفصلة عن حادث وسلوك مدير الأعداية وقرار نقلي دون حق، وكذلك عن مفهوم التحالف بين حزب البعث وحزب الشيوعي العراقي، ذهبت إلى بغداد وثم اتجهت إلى وزارة الصناعة، وسلمت رسالتي إلى مكتب مدير الوزير، قلت له: انني موظف في اعدادية الصناعة البصرة وأطلب مقابلة الوزير الآن، قائلا: تفضل أجلس وأنتظر .. حمل رسالتي وذهب إلى الوزير وبعد أكثر من 15 دقيقة قائلا: تفضل إلى غرفة الوزير، شرحت للوزير كل التفاصيل وقلت له : بالحرف الواحد ، هل نحن في دولة أم في غابة؟! وثم تطرقت إلى مفهوم وأهمية ذلك التحالف الذي ينص بأننا شركاء في السلطة بحكم ميثاق ” الجبهة الوطنية ” مع العلم وجود وزيرين شيوعيين (مكرم الطالباني وعامر عبدالله) في الدولة ، ناهيك عن التضييق والاعتقالات والاغتيالات والمطاردة على الشيوعيين . رغم تقديم التنازلات المتواصلة من قبل قيادة الحزب الشيوعي ، التي وصلت حد الإعلان عن تجميد المنظمات الطلابية والمهنية ، والتوقيع بعدم ممارسة النشاط الحزبي في الجيش والشرطة ، دون أن يجد من رغبة قيادة البعث في تحقيق الاستفراد المطلق بالسلطة ، فكان من المحتم أن تنهار الجبهة في ظل أجواء الاعتقالات والاغتيالات ، التي بلغت ذروتها عام 1978 بعد تنفيذ حكم الإعدام ب 31 من العسكرين لإتهامهم بأنشطة حزبية ممنوعة ” في صفوف الجيش” ، مما دق مسمار الأخير في نعش الجبهة ، وبداية الهجرة الجماعية للشيوعيين إلى الخارج …الخ وبعد ذلك قال الوزير سيتابع المسألة وعلي أن أعود إلى مدينتي والتحق بعملي في اعدادية الصناعة في البصرة .. عدت إلى مدينتي وإذ أرى أخوتي في حالة من القلق والغضب ، قلت ما الذي جرى؟! التفت إلى أخي هو ممدد على أرضية البيت وحالته بشعة والدماء تنز من بقية أجزاء جسمه جراء التعذيب .. قالوا الأمن يريدك .. يفتشون عنك في كل مكان..هرب الآن قبل مجيء عناصر الأمن، نظرت إلى الحاجة الوالدة وعلامات القلق والخوف والصمود على وجهها الملائكي قائلة: أهرب يا بني ، أقرأ على شفتيها نشيد سومر، ثانية، في الأغاني ، تعلق على بلح النخل أجراس شموسها .. هرب يا بني ، حتما سيأتي يوم وتدق الشمس نوافذنا ، وتمسح كف أشعتها ، أعين أبنائها .. غادرت البيت – هروبت إلى بغداد عام 1978 . وفي ظل أجواء تلك الحملة الشرسة هرب جميع أفراد عائلتنا إلى بيت عمي في بغداد، وبعد فترة من بقاءنا هناك.. حتى وصل خبر لبيت عمي بأن عناصر الأمن قادمين إلى البيت الآن، مما أدى إلى هروب عائلتنا وأختفاء من بيت إلى بيت .. وبعد ذلك قررت المرحومة الحاجة الوالدة أن تعود إلى مدينتها قائله: يريدون قتلي أفضل من أن أبقى مطاردة من مكان لآخر.. مما إجبرت بقية أخوتي الذهاب معها، بقيت أنا وأخي في بغداد .. واصلت العمل التنظيم السري، ثم هرب أخي في تشرين الأول عام 1978 إلى بلغاريا وبقيت أنا في نشاطي السري لتجميع خطوط التنظيم حتى شتدت حملة المطاردة ، لم يبق مفهوم (الجبهة الوطنية ) على أساس فهم ايديولوجي طبقي في حزب السلطة قابلا للتطور ديمقراطيا؟ وإلى أي مدى ساهم هذا في الفهم تاجيل الادراك الشيوعي المتـأخر أن (منطق التطور التاريخي) لم يكن حاضراً في عقلية قيادة الحزب الشيوعي العراقي والذي ذهب الشيوعيون ضحية لها؟ إلى أي مدى كان الفهم قيادة الحزب الشيوعي الطبقي (حق تقرير المصير للأكراد) باعتبار المكون الاقطاعي ؟ (سنأتي على تفاصيله لأحقاً).
وخلال تجربتي في المنافي التي أدامت42 عاماً وجدت دافعاً قوياً لأن أدون كل تلك الشواهد والأحداث والأفكار وأن أنقل تجربتي الشخصية في كتاب على شكل مذكرات، وغير ذلك مما علق في ذاكرتي من التجربة التي عايشها، أن حرصي كان منصباً على كيفية إعادة صياغة كل هذا الكم من التجارب والخبرات التي مررت بها، في صياغة تدوينية جادة، تجمع بين التاريخي والتدوين المذكراتي، دون أن نقع في حبائل أو إغراء أي منهما، ولا أدري – مقدار النجاح الذي أحققه في محاولتي تلك.
كنت حريصاً على أن الاحتفاظ بها طوال الوقت، ومع الوقت تراكم لدي كمية كبيرة من هذا الأرشيف مما زوّدني تلك السنوات بكثير من الوثائق التي احتاج إليها في تأليف الكتاب، مع العلم أن نصف ما تجمع لدي في وقت من الأوقات من تلك الوثائقيات، قد فقد بسبب ظروف التنقل واللجوء وثم سرقة قسم من تلك الوثائق التي تمت على يد الشيوعي الكردي ( بهاء الدين نوري) في سوريا وقسم آخر تم على يد النكرة الكردي الفيلي ( محمود أسكندر حسن ) الذي عمل هو واخوته في الحرس الثوري الإيراني .
كانت أمامي خيارات تقود جميعها إلى النتيجة ذاتها، فإما أن أجاهر بآرائي الرافضة لمنهج عزيز / فخري/ وخليفته حميد مجيد موسى البياتي – زمرة شيوعيو بريمر فيما بعد، وحثالات ما تسمى نفسها بالمعارضة العراقية اللاوطنية وحينها علي أن أنتظر مصيراً لا يقل سوءاً عن مصير أي معارض آخر، أو أن أعتبر أني ليس بالإمكان أفضل مما كان فأسكت أو أنضوي مع الداعمين لكن بدون ضمان كامل بالسلامة . كنت معروفاً بثقتي بنفسي وآرائي الحادة، كما كنت معروفاً بنقدي المتواصل لهرم القيادة وسياستها الأنتهازية اليمينية الخائنة العميلة، بل يمكن القول إن الاعتداد بالرأي ظل صفة ملازمة لي طوال حياتي، كنت مشاكساً منذ أيام المدرسة، فلم أكن أقبل ببساطة، المسلمات التي يلقيها المعلمون، بل كثيراً ما كنت أحاجج وأجادل.
لاحقًا وحين بدأ حياتي الثورية كنت إميل إلى الاتجاهات الأكثر راديكالية رافضاً بشدة أي تنازل أو أي حل توافقي، ساهمت بدفاع عن الرؤية الثورية بشكل مستميت، ظلت محتفظاً باستقلالي واعتدادي برأيي، رغم كل شيء، كان عزيز محمد مفتقراً للذكاء السياسي والفكري والكاريزما، ومنذ الجبهة كانت قد برزت حركة تململ وسط جماهير الحزبي والشعبي، بسبب الإحباط الذي عاشته مع التطبيق العملي للمبادئ الشيوعية.
أما الحزب الذي طالما بشّر في خطبه النارية البليغة بتخفيف آلام المسحوقين، ورفع الظلم عن العمال والكادحين، وإنهاء الطبقات بشكل نهائي، فقد انتهى الأمر بقياداته إلى أن تتحول بشكل تدريجي إلى جيب في خارطة السياسة الأنكو أمريكي إيراني، بعد أن كان وما زال دمية سياسية بيد عصابات أقطاعية الكردية ، وأيضا في السابق كان تبعيته المطلقة للمركز السوفيتي، وعجزه عن إتخاد القرارات الوطنية الآنية ، دون الرجوع إلى موسكو ، الأمر الذي تسبب في الإنقسامات والخلافات الحادة في صفوف (ح.ش.ع) فلا (ح.ش.ع) كان مستقل بقراراته ، ولا كانت موسكو تعترف بخصوصيات الدول ، والتباين فيما بينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
أن من أسباب الأمراض المزمنة ، التي أصابت الأحزاب الشيوعية العربية ، ومنها ( ح.ش.ع) ثم دكان زمرة شيوعيو بريمر التي أنتحلت أسم ( ح.ش.ع) هو بقاء القيادات الشيوعية من دون تغير لا لسنوات طويلة ، وإنما لعدة عقود من الزمن ، من ذلك ، أن خالد بكداش شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي السوري أكثر من 60 عام حتى وفاته عام 1995 وثم شغلت منصب الأمين العام للحزب الشيوعي السوري زوجته وصال بكداش وثم شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي السوري ابنها عمار بكدش لحد الآن وبقى عزيز محمد في منصب سكرتير الحزب الشيوعي 30 عاما ، ثم دكان زمرة حميد مجيد موسى (شيوعيو بريمر) ،التي أنتحلت أسم (ح.ش.ع) وهي طبقة معزولة عن الشعب، منشغلة بمحاصصاتها السياسية، وامتيازاتها الاجتماعية، التي من أهمها امتلاك حصانة ضد كل نقد. من أجل حسم حالات التململ، لجأ قادة دكان زمرة شيوعيو بريمر لسياسة القمع والتنكيل والإرهاب اتبع ذلك مع الجماهير، وداخل حزبه، الذي بدأت تتكون فيه قوة معارضة، سيتفرغ زمرة شيوعيو بريمر لمواجهة هذه القوة المتنامية، وسيشهد الحزب خلال الثلاثينيات وإلى اليوم، سوى إنعكاسا للنهج السلطوي الدكتاتوري، الذي إلغاء إمكانية النقاشات ، وتسبب بالإنشقاقات، وخروج العديد من الكوادر المثقفة والقواعد من (ح.ش.ع) ومازالت حملات متواصلة من أجل «تطهيره» من المعارضة، وبقىت عقلية قمع رأي الآخر والتحريض عليه وبالشكل الذي لاحظناه منذ تأسيس الحزب بل زاد بشكل رهيب منذ تسليم عزيز محمد قيادة الحزب ثم خليفته حميد مجيد موسى وجلاوزته وخليفته رائد فهمي الخائنة العميلة، ليس خطأ عابرا ارتكبه الحزب الشيوعي فجأة، إنما هي لغة حوار وخطاب سياسي وتنظيمي ومسلكية قمعية فاشية درج عليها هذا الحزب منذ سنوات طويلة حتى صارت جزءا لا يتجزأ من كينونته وشرطا أساسيا من شروط وجوده، وقد عبر عنها في ممارساته اليومية على طول الخط. وقد أصدق القول “قادة الحزب تأكل أبنائها على الدوام”.
لقد بين واقع (ح.ش.ع)، حقيقة أن قياداتها لا تختلف عن تفرد وطغيان الحاكم ، الذي لا يؤمن بتداول السلطة ، وأن هذه القيادة ، قادرة على اتخاذ الإجراءات التنظيمية التعسفية الفاشية ضد منتقدي النهج السياسي الخاطيء كالمشاركة والوقوف إلى جانب إيران في حربها العدوانية ضد العراق والإستقواء بالمحتلين الأنكوأمريكي وثم في مجلس العار (الحكم) ، والعملية السياسية المخابراتية ، والتحالفات الفاشلة مع الأكراد والإسلاميون الشيعة ، وقد إرتكبوا أبشع جرائم قتل الجنود العراقيين حينما تحولوا إلى عملاء لدى إيران وحملوا السلاح ضد وطنهم العراق وقاتلوا إلى جانب الجيش الإيراني في الحرب العدوانية ضد العراق، وبعضهم تسلل إلى داخل العراق للقيام بنشاطات التخريب والتجسس ، وقسم منهم مارسوا جرائم تعذيب وإعدام الجنود العراقيين الأسرى ، ثم بعدها منحهم النظام السياسي العميل الحالي مكافأة لخيانتهم الوطنية لقب (مجاهدين) ورواتب تقاعدية وتعويضات ومناصب عليا في الحكومة والبرلمان! الذين لعبوا دوراً قذراً في تدمير واحتلال العراق وبذلك إرتكبوا جريمة الخيانة الوطنية العظمى.
عندما يطلب منا تخفيف النقد العلني لمواقف دكان زمرة شيوعيو بريمر . كيف يفكرون ؟
الا يدركون بأن السكوت عن هذه الأخطاء والجرائم يعتبر مساهمة مباشرة وغير مباشرة بقبول استمرار هذه الأخطاء والخيانة الوطنية؟ أذا هم يرتضون على أنفسهم هكذا مواقف ولأسباب مختلفة ، لماذا يطلبون من الأخرين القيام بنفس الدور الراضخ للوضع الحالي ؟ ، أذا وصل الحال بالقواعد إلى التأقلم مع الأخطاء والرضوخ لها وعدم القدرة على فعل شيء ما لتصحيح مسار (ح.ش.ع)، لماذا يحاربوننا على محاولة الوقوف بوجه هذه الأخطاء والخيانة الوطنية؟ وثم يطرحون بأن الوقت غير مناسب للطرح العلني لهكذا أخطاء لأنها تؤثر على الوحدة الداخلية خاصة وأن أمامنا مهمة كبيرة الا وهي لإبقاء النظام السياسي الطائفي – العرقي المقيت ومحاصصاته المذلة، مع استمرار تحالفه في العملية السياسية المخابراتية وصراعاتها للحصول على أقصى ما يمكن من الكعكة العراقية .
أن يبقى الحكم في العراق طائفياً محاصصياً تقوده القوى الشيعية المذهبية الطائفية مع حلفاءها الأكراد التي تحتل شمال العراق وتسرق ثروات النفط و
أن يبقى النظام السياسي العراقي حليفاً تابعاً لإيران ، وان يكون العراق شبه مستمرة لها ، بما يجعل منه عمقاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لإيران للهيمنة على المنطقة .
بموجب تصريحات مستمرة للقادة السياسيين ورجال الدين الصفويين الحاكمة في إيران المدعية بأن العراق كان وسيبقى جزء من الإمبراطورية الفارسية العظمى ! هل يدرك قادة دكان زمرة شيوعيو بريمر هذه التصريحات ؟؟!
فالحزب الشيوعي العراقي – الاتجاه الوطني الديمقراطي لا يسمح بتمرير هذه الواجهة الطائفية الإيرانية والدولة العميقة في العراق أن وحدة الشعب العراقي هو الطريق الوحيد القادر على مواجهة النظام الطائفي- العرقي الفاسد والفاشل وما ترسمه من مستقبل مظلم للعراق. الوطن المستباح حالياً بالعملية السياسية المخابراتية ونظامها الطائفي- العرقي وميليشياتها الإرهابية والفساد والإبادة الجماعية ومعدوم سيادته الوطنية، ناهيك التمييز ضد المرأة وغياب الرعاية للطفل العراقي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب