18 ديسمبر، 2024 6:44 م

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً / حلقة 6

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام
– حتى الظلام- هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
الشاعر الكبير المبدع بدر شاكر السياب

“ خيانة العراق /.تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن … وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً ” هذا هو عنوان الكتاب الذي يشارف العمل فيه على الأنتهاء ويمكن القول أن القراء ينتظرونه بأهتمام كبير لأن الحديث يدور حول خيانة الوطنية للعراق لما كانت تسمى نفسها بالمعارضة العراقية والقادمين على ظهر دبابات الجيوش الأمريكية وبالعربة الإيرانية الفارسية الملحقة بالدبابة الأنكو الأمريكية. ومؤلف هذا الكتاب تتناول بصورة أساسية مسائل الخيانة والذي واكبها للوسط المعارضة منذ عام 1979 .

ربما أراد الزعيم عبدالكريم قاسم من اعلان قراره ضم الكويت انه سيحرج موقف غريمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اما يؤيد فكرة الضم فيكسب قاسم جولته واما أن يرفضها فيصبح الرئيس جمال عبدالناصر حليفا للموقف البريطاني، لكن عبدالناصر بعد يومين من قرار قاسم بضم الكويت يعلن بيانا باسم الجمهورية العربية المتحدة يطرح فيه رؤية بين مفهومي الضم والوحدة :
1- أن الجمهورية العربية المتحدة تؤمن بأن العلاقات بين الشعوب العربية لا تحكمها معاهدات أو اتفاقات قديمة أو جديدة.
2- وان الجمهورية العربية المتحدة ترى وتتوقع أن تكون حركة الشعوب العربية في الوحدة قائمة على غير النموذج التقليدي الذي ساد في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية ، لذلك فأن نفرق بين الضم الذي يريده قاسم ، وهو ما نرفضه، وبين الاجماع الشعبي المقام على أساس الوحدة والأختيار الحر وهو ما نحترمه.
لا شك أن الرئيس جمال عبدالناصر قد وجد فرصة مناسبة لتصفية الحسابات مع حكومة عبدالكريم قاسم ونكاية بالحزب الشيوعي العراقي كان الطرفان في أسوأ مراحلها تميزت بصراع سياسي صريح وعنيف،مما دفع عبدالناصر الأعتراف بالكويت كدولة وضمها إلى جامعة الدول العربية، وبذلك تؤيد (الجامعة) طلب الكويت الانضمام على عضوية الأمم المتحدة. وفيما كانت آمال الشارع العراقي والعربي معقودة على عودة الكويت للعراق وعلى العموم نجد أن موقف عبدالناصر يتعارض مع عودة الكويت للعراق .
حين قرر أرسال قواته إلى الكويت لمواجهة محاولة الضم الثانية عام 1961 كان مفروض بالجامعة العربية أن تؤيد كل مسعى لتوحيد قطرين عربيين أو أكثر، لا أن تقف ضده وتكرس جهودها لخلق كيانات عربية لا تتوفر فيها مقومات الدولة الحديثة.
في اليوم التالي فهمت من حديث أخي انه قدم استقالته من الحزب وأنا (كاتب هذه السطور) ضميت صوتي إلى جانب استقالته، لقد اثبتت وقائع تلك المرحلة كما في مراحل السابقة تتراكم الأخطاء والنواقص والخروقات لنظام الحزب الداخلي فكل ذلك أدلة واضحة على فشل سياسة الحزب الشيوعي العراقي. أن تلك التجارب لم تدرس جيدا وبعمق. ولم يعد أخي الشهيد للحزب الا عام 1963، حيث بادر في اعادة التنظيم الحزبي بشرف وبهمة، وبناء المنظمات الديمقراطية، التي تستعيد صلاتنا في أوساط الجماهير، رغم شراسة قمع السلطة، وثم إقامة صلة مع قوات الأنصار في شمال العراق، وجدير ذكره كانت تصل إلى أخي ورفاقه بريد حزبي ومع تدوين نشاطات المسلحة التي يقوم بها الأكراد والشيوعيين ضد الحكومة آنذاك، بسرية تامة وبعد الاطلاع عليها من قبل أخي ورفاقه يتم تسليمها إلى (كاتب هذه السطور) لاطلاع عليها، وبعد ذلك أعطي ملاحظاتي وأرائي بخصوص السياسة والتنظيم ، يحسن بنا أن نقول كلمة مبسطة عن دور ونشاط أخي بكتابة تلك المعلومات والأخبار وإضافة أفكار جديدة من عنده وصياغتها بأسلوب خلاق ومبدع وبعد ذلك يتم توزيعها على خطوط التنظيم السري الذي يشرف عليه أخي الشهيد.وقد تراكمت الخلافات السياسية والفكرية والتنظيمية داخل الحزب منذ تأسيسه، مما عمق الأنقسام مجددا في عام 1967 حدث انشقاقا كبيرا، وكان صوتي أخي الكبير الشهيد مازال يرن في أذني حتى اليوم : يخاطب رفاقه في الحزب بإن جميع الانشقاقات التي تحدث في الحزب الشيوعي العراقي والتي تم بعد ذلك تسوية تنظيمية أكثر منها فكرية وسياسية، بمعنى انها لم تعالج جذر الخلافات الجوهرية داخل الحزب والتي أدت به إلى هذا التمزق. وقدم أخي الشهيد استقالته ومعه عدد من رفاقه الشيوعيين و(كاتب هذه السطور)، في الواقع فان مواقف أخي ورفاقه الشيوعيين و(كاتب هذه السطور) تدعو إلى عودة الحزب إلى ثرات أوائل المؤسسين التاريخيين، ان أشد ما يخشاه هؤلاء اليمينيين التخريبين بالأمس- العملاء والخونة اليوم (شيوعيو بريمر)، الذين انتحلوا اسم الحزب الشيوعي العراقي هو الحوار العلني، الديمقراطي، الصريح الحر والمباشر حول مختلف القضايا الفكرية والسياسية والتنظيمية، لأن من عشعشوا في ظلام المناورات والمكائد والتكتيكات التآمرية ، لقد طبع هذا النوع من الإستبداد الفاشي تلك الحقبة بكاملها بطابعه، وما يزال يمثل هذا اللون الطاغي فيها حتى اليوم ، فنحن أمام ظاهرة إرهاب الفكري والسياسي متأصلة في بنية دكان زمرة شيوعيو بريمر، تقودنا إلى التفكير مليا بنتائجها الكارثية المتحققة على الحياة السياسية العراقية، لا يستطيعون مواجهة الأخرين تحت شمس الحوار العلني.
ولاشك أن هذه الظاهرة الفاشية تقدم لنا بصورة واضحة لمعرفة عقلية الإرهاب الفكري والسياسي، وكيفية دأبت دكان زمرة شيوعيو بريمر وجماعات المعارضة اللاوطنية،على أشاعة خطاب دعائي مضاد للآخر يفتقر قبل كل شيء لأبسط أصول النقد السياسي البناء، ويقوم على الأتهام المدعوم بالشتيمة والافتراء واختلاق الوقائع وتزييفها، وذلك بغرض الحط من قدر الآخر وتشويهه شخصياً قبل تشويه أفكاره وكل ما يطرح من مواقف تتعارض مع تلك الجماعات العميلة الخائنة للوطن والشعب والإنسانية. ومن ذلك يمكن أن نستنتج كيف مورست الأضطهاد والإرهاب الفكري والسياسي والتنظيمي ضدي – وضدنا وكيف فتحت سجون في شمال العراق الجبلية لتعذيب وتصفية المعارضين لنهج الخياني لزمرة عزيز محمد وخليفته حميد مجيد موسى البياتي- شيوعيو بريمر والرفيق البطل والذي راح ضحايا عدداً من رفاقنا الشيوعيين المخلصين للوطن والشعب والماركسية وعلى رأسهم الرفيق (منتصر).
ولابد لي أن أذكر كيف قام الحرس القومي مجازر بحق الشيوعيين الذي يندي لها جبين الإنسانية ؟
وجدت نفسي مطارداً، بعد أن قرر حزب البعث الهجوم على الشيوعيين والقضاء عليهم، وقام بعدة إجراءات لمطاردة أعضاء وكوادر من الحزب الشيوعي، ومحاولة الجميع الهرب من قبضة الأمن، إما بالتخفي في أماكن سرية أو بالهروب خارج العراق، بقيت ذلك المناضل صاحب المبادئ الذي يخجل من خيانة مبادئه،أو الظهور بمظهر الخائف والمذعور من السلطة، والذي فكر في مقاومة وصمود اتقاء لغدر السلطة، والذي حدث من قبل أكثر من مرة.
مطارداً، من أجهزة الأمنية وجواسيس السلطة ، بقت تروعني مثل شبح هالمت، وبغداد ومدن العراقية تغلي مثل البركان: حزب منفرد بالسلطة ، حريات ضيقة ، وثقافة تريده السلطة جزءاً من آلتها.
أصبح الوطن ضيقاً بالأمس واليوم ، احلم بمدن الضوء وعصافير الربيع والحرية ، بمغامرات قرأت عنها ذات مرة في روايات ارنست همنغواي واكسوبري واندرية مالرو وكولن ولسن : في ظل هذه الهجمة الفاشية ، تشردت ، ونمت على أرصفة الكراجات ، وأفترشت الأفياء في الحدائق ، والزوايا الطرقات وبقيت جوعاناً لأيام . بعد أن ضاقت بي السبل، فكرت وثم إبدعت في وسيلة هروب من ذلك الجحيم بجواز (..) وتعرضت على الحدود العراقية السورية لكم هائل من الأسئلة ، وبعد ذلك غادر الباص الحدود ، تنفست هواء الخلاص، بقيت في دمشق ليلة ويوم ، وثم طلب مني الحزب مغاردة إلى بيروت ، شمال العراق الجبلي ، بلغاريا ، دمشق ، كندا . تجربة المنافي كانت من التجارب العميقة المخلخلة لوعي الإنسان ومآسيها في ضميره ، كي نفجرها ، بعد سنوات ( 1979- 2001) ثم رحل إلى كندا- كتب شعراً ومقالات وقصص وكتاب (خيانة العراق- تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن.. وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً) ، تدين وتفضح ، وترفع لواء التمرد على المعارضة اللاوطنية وشعاراتها المفبركة وتعاونها مع أعداء الوطن والشعب . مازلنا مضرج بالجروح والحروق الغائرة في القلب والروح والذهن.
أننا ننقل الواقع المرعبة ، الثقافة الهمجية الفاشية الطائفية والعرقية متمثلة في تلك الوجوه القيمة والخائنة التي هي في طريقها نحو والدمار ونهب ثروات البلاد وإبادة شعبه .
كنت أنا (كاتب هذه السطور) ومازلت وفي لأفكاري ومبادئي أسعى إلى جذب مزيد من الناس على أرضية هذه الأفكار، وأكره التخاذل والخيانة والتلاعب، كما أكره سعى البعض إلى تغليب مصالحهم الفردية على المصلحة العامة للكادحين.
وتختبر بقوتها هذه قوة البشر حتى أنها تجعلهم يتخلون عن مبادئهم ويبيعونها أو يقايضون عليها، في مقابل الشعور بالأمان والتخلص من مصير أسود، إما بالقتل داخل المعتقلات من التعذيب، والتشتت والضياع والفقر والتشرد، أو بالاضطرار إلى الهروب إلى بلد آخر والبدء من جديد في نضال وحياة صعبة.
حيث أن كلما زاد بطش السلطة زاد الفرز، وأصبح من يتمسك بمبادئه، رغم العواقب الوخيمة، بطلا نادر الوجود يعاني من صعوبات شديدة للاحتفاظ بمواقفه النبيلة وكرامته، حيث استخدم صدام حسين لسياسته الداخلية خطين متقاطعين الذي يتظاهر في انفتاح السياسي في المستوين للرأي الداخلي والخارجي، والخط الحزبي المتمثل بالتعليمات التي يجري التثقيف عليها داخل الجهاز الحزبي ، والداعية إلى ضرورة تصفية الحزب الشيوعي العراقي ، هو مخطط ومبيت من قبل سلطة البعث وفق المعلومات التي نحصل عليها من قبل أقربائنا وأصدقائنا البعثيين بأن هناك مدة المحددة للقضاء على الشيوعيين هي نهاية 1979- 1980 من القرن العشرين، رغم أننا ننقل كل هذه المعلومات الموثوقة إلى قيادة الحزب يأتينا الجواب ” دار جبهة البعث مأمونة “.