23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

خيار العبادي الوحيد ..!!

خيار العبادي الوحيد ..!!

يبدو ان هذه الطبقه السياسيه البائسه لم تطلع او تتعض من تجارب الامس القريب لدول وشعوب قريبه منها ، كما حصل في التجربه المصريه وكيف راوغ مبارك ومن بعده مرسي وحاولوا ان يتذاكوا على شعبهم ويخدعوه وفي النهايه تم سحقهم ، الان تتكرر نفس الحاله في العراق الناس تخرج الى الشوارع بعد ان كفروا بكل شئ ينشدون التغيير وليس الإصلاح لان الإصلاح ميؤوس منه ولا يمكن إصلاح هذا الهيكل المتداعي الذي تخلخلت أركانه واصبح على شفير الهاويه . بوجود هذه الطبقه المتهالكة التي لا تملك خلقا او حياء ، كان المفروض بهم بعد ان استولوا على مقدرات هذا البلد منذ ثلاثة عشر سنه ان يتعلموا ابجديات العمل السياسي من اجل مصلحتهم لا مصلحة شعبهم ولتركوا خطا للرجوع مع شعبهم ينقذهم من غضبته بعد ان عاثوا فسادا وإفسادا وقتلا ونهبا وتدمير . من اين لهم ان يتعلموا وقد افنوا حياتهم في حواري وطرقات دول العالم المختلفه يعتاشون على مساعداتها وعلى ما تجود به تجارتهم الرائجة من تجسس وأعمال دنيئه حيث السمسره والسرقه والاحتيال وهم اساتذه فيها . وقد انقضّوا كالوحوش الكاسره تحميهم دبابات الاحتلال وأسلحة عصاباتهم ليضعوا أيديهم على البلد ليمارسوا ابشع انواع التصفيات والنهب والبلطجة مستاسدين على ابناء جلدتهم بينما هم للاجنبي عبيد . هذه القطعان الضاله ارادت ان تنتقم من هذا البلد الذي يربأ ان يكون ملاذا لهم وكأنه المسؤول عن تسكعهم ودونيتهم فشرعوا بتمزيقه وحرقه إرضاءا لنوازعهم الشريره . حتى الحيوان لا ياكل الاخرين عندما يشبع الا هؤلاء فانهم يأكلون ابناء شعبهم بعد ان امتلات جيوبهم وحساباتهم واصبحوا من ذوي الاملاك والجاه والنفوذ ، وهم لا يستحقوا ان يشربوا من ماء هذا البلد ولا ان يستظلوا بسماءه ، انهم يجتمعون الان ويتناقشون ويشكلون لجان ويقدمون مقترحات ويتفافزون كالقرود على منصات الاعلام وكانهم سيجلبون الاسد من ذيله ، في حين تخفي ابتساماتهم الشاحبه الصفراء سما زعاف . انهم يشكلون لجانًا اليست هذه اللجان من تلك القمامه ، عمل اللجان هو تسويف المطالَب وتسخيفها تمهيدا للقضاء عليها ، حيث تعلموها من أربابهم خارج الحدود . الحلول محدوده والزمن يمضي وهؤلاء الفطاحل لا يدركون حجم الازمه فقد اذهب الله عقولهم التي لم يستخدموها الا للإجرام والسرقه وتكديس المال الحرام ففقدوا رشدهم ويجب عرضهم على مصحات عقليه ، هذه الطبقه ميئوس منها ولن تقوم باي إصلاح سوى المماطله والضحك على الذقون . الخيار الوحيد ان يقوم العبادي اذا أراد ان يتحمل المسؤوليه ويرضي ضميره ان يقوم بإعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان وتعطيل الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ مؤقته تقوم باستلام الدوائر والوزارات واعتقال المشتبه بهم والفاسدين والتحقيق مع جميع وجوه العمليه السياسيه ويعلن استقالته بعد ان يسلم الامور الى حكومة الإنقاذ ، لتبدأ عمليات بناء مؤسسات الدوله المدنيه على أسس رصينه . عندئذ يقلب المعادلات ويعيد تعريف التوازنات ويضع حدا فاصلا بين العمل والطموح ، لقد فشلت رؤية هذه الطبقه والأكثر فشلا الإصرار عليها . وما عليهم الا الرحيل غير مأسوف عليهم تطاردهم لعنة الله والناس اجمعين . وقد بدأت الجموع تطرق أبواب المنطقه الخضراء رمز الشر وعنوان الرذيله ، فلا لجان ولا اصلاحات جوفاء ولا مفاوضات يمكن ان تؤدي الى نتيجه . لقد تحرك اليهم المارد وهم ابناء أحزمة الفقر والمهمشين والمنتهكة إنسانيتهم الذين سرقتم أرزاقهم وقتلتم ابناءهم واذللتموهم ، لا تستهينوا بهم ، هؤلاء المحرومون ان صدقت النوايا سيغيرون تاريخ العراق حيث لا ملجأ لعميل ولا ملاذ لخائن ، وسيطهرون كامل تراب العراق من رجسكم ويفرقون شملكم وسيلعن بعضكم بعضا ويتبرأ بعضكم من بعض ويتلمس كل منكم سبيل نجاة . لا بديل عن كنس هذه الوجوه الكالحه فلا أمل منهم يرتجى فالكلب كلب ولو طوقته ذهبا ، فبيض النمل لإيلد النسور وبيضة الأفعى يفقس قشرها ثعبان . فالأمل معقود بنواصي هذه الجموع الحاشده التي جاءت تثأر لكرامتها وتنتقم ممن استهان بها وجرعها ذُل الحاجه وطعم المهانه . ان لم يكن غير الأسنة مركبا .. فما حيلة المضطر غير ركوبها …!!!