23 ديسمبر، 2024 8:14 م

خيارات حروب الفتن الطائفية

خيارات حروب الفتن الطائفية

التسريبات الاعلامية للسفير السوري في الاردن حول اللقاء الاخير بين كيري ورجال الحكم السعودي, واصرار الاخير على تحويل مجلس التعاون الخليجي الى اتحاد(فيدرالي-او كونفدرالي ,بقيادة الاخ الاكبر),والاستمرار في ضخ الفكر الارهابي التكفيري التحريضي في سوريا والعراق,وفتح جبهة دموية طائفية اخرى في اليمن ,وازدياد المخاوف من نتائج الاتفاق الغربي- الامريكي مع ايران حول برنامجها النووي,واسلوب التهدئة الدولية المتبع في ملف سوريا جنيف2 ,كلها اشارات ودلالات خطيرة جدا ,لفكر ومنهج وسياسة الارض المحروقة(لانترك الحكم الا بتدمير الدولة والمنطقة),
بينما كان زين العابدين بن علي في تونس, وحسني مبارك في مصر, ارحم بكثير من هذه الزمرالمترهلة ,المتخلفة عقليا ,والمتعفنة جسديا بكراسي الحكم الابدية,
انها كما يبدوا رسالة واضحة موجهة عربيا واقليميا ودوليا,متعلقة بمفاتيح الازمات والفتن والارهاب الوهابي التكفيري,من ان الشرطي الخليجي قادر ان يزعزع الاستقرار والامن والسلم الاهلي في هذه المنطقة(على عكس الشرطي الذي ترك طهران ومات غريبا في مصر),وبالتالي فهي قادرة على تعطيل حركة وتجارة  وقود الطاقة العالمية(من النفط والغاز),بتأجيج النزاعات والصراعات الطائفية في المناطق الحيوية من الخليج العربي-الفارسي,وتحذير مهم وشديد اللهجة لمن يفكر ان يدخل البيوت الخليجية المغلقة ,تحت عناوين الديمقراطية او الاصلاح والتغيير السياسي فيها, او من ابواب كثيرة كملفات حقوق الانسان
والمرأة والانتهاكات المتعلقة بها,
والا فماذا يمكن تسمية هذا الانخراط الخليجي(خصوصا السعودية وقطر) المباشر في اثارة الفتن الطائفية,مع تقديم كل سبل الدعم والاسناد(بما فيها تقديم اسلحة نوعية للجماعات التكفيرية في العراق وسوريا واليمن ومصر وغيرها من الدول العربية)للجماعات السلفية التكفيرية(بحيث انك تجد هناك ايادي مخابراتية لدول ذات خبرة دولية في صناعة المتفجرات والاحزمة والعبوات الناسفة
 والمواد المستعملة فيها),
وبالفعل كانت الضربات موجعة ومؤثرة وصل صداها ومداها كل اصقاع الارض,مما ازعج الحلفاء التقليديين(امريكا واوربا,لكنه افرح الصهاينة قطعا) لقوة الدعم المقدم للحركات والجماعات الارهابية,
فنجد ان تركيا العثمانية انسحبت انسحابا تكتيكا لقرب موعد الانتخابات,واللعب بورقة خبيثة جديدة لاعادة علاقاتها مع العراق(باتباعها سياسة جس النبض),وحدوث تغيير طفيف في القيادة القطرية الجديدة,لكن بقاء فكرة الاتحاد الخليجي الذي طرح مجددا في الكويت ,وعارضته بشدة سلطنة عمان,تعني بالضرورة ان مسلسل افتعال الازمات الطائفية داخل الدول الاخرى لازال سياسة قائمة,ووسيلة متبعة للعب بورقة الحروب الطائفية من اجل ابعاد خطر انهيار الانظمة الخليجية المتوارثة,
فحالة الهياج السعودي الطائفي ,ونهجها المتبع بأشعال المنطقة بالفتن الداخلية,لم تأتي من فراغ,بل هي رسالة كما قلنا لابعاد مشروع الشرق الاوسط الجديد عن حدودها,والا متى كانت الامة العربية تعاني من الخطر الطائفي او المد الشيعي الايراني كما يدعون(بعد ان خلصتهم الثورة الايرانية عام1979 من شر الشاه وقوته),وايران قائدها الروحي رجل تعود اصوله وجذوره الى الاشراف من اهل بيت النبي محمد ص,ودولة دعمت كل حركات المقاومة العر بية المواجهة للاحتلال الاسرائيلي, بما فيها الحركات السنية,هذا فضلا عن ان اءئمة الشيعة الاثني عشر, شيعة عرب من اولاد الامام علي والامام الحسين ع,ليسو خوارج كما يدعي احفاد بني امية,ثم ايران كان بلد سني,و بقناعته اختار المذهب العربي  الشيعي,بينما كان سيف صلاح الدين المسلط على اهل مصر وراء تغيير المذهب الفاطمي هناك الى الشافعية.
ان الاستهداف الارهابي المتواصل لبعض الدول العربية,يحتم عليها ان تستعد جيدا لحروب طائفية طويلة الامد,وان تتبع اساليب وخطط وبرامج جديدة لمواجهة المد الوهابي التكفيري القادم من الجزيرة العربية,
والذي يهدف الى اخضاع الدول المنهارة سياسيا واقتصاديا لسيطرتها,بغية التحكم بمصير ابنائها واستغلال مصالحها المختلفة في مشاريع تأمرية خبيثة, تخدم الاغراض الصهيونية والامبريالية العالمية,
فقد اصبح عدو الشعوب العربية عدوا خارجيا كأسرائيل ,وعدوا اخر داخليا ينخر جسد الدول والمجتمعات العربية, ويشوه صورة الاسلام عالميا,ويدخلها بحروب طائفية عبثية لاطائل منها, غير التخريب واشاعة العنف والفوضى,انه الارهاب الوهابي السلفي التكفيري الاسود,فهي رسالة الى كل من يعتقد ان العنف وسيلة ناجعة للحصول على الحقوق والمكاسب ,وان كانت مشروعة, فهو واهم,فالمناطق السنية التي ترفع راية الاحتجاج والاعتصام في المناطق الغربية من العراق,لاتعرف ان التوقيت ليس في صالح احد اطلاقا,وانهم يفتحون وطنهم للاختراقات الخارجية,ويدعمون بعلم او بدونه الحركات الارهابية التكفيرية المتربصة بهم وبوطنهم,عبر اشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار الامني النسبي, بفتح جبهات للشر والعنف والارهاب التكفيري المتطرف,فخياركم خيار خاطئ,والتغيير لايأتي الا عن طريق صناديق الاقتراع,فعليكم ان تتعلموا الاسلوب والطرق الحضارية للاصلاح والتغيير,وان تبتعدوا عن المخططات القادمة من خارج الحدود لتدمير مدنكم ومحافظاتكم ووطنكم….فالوطن يبقى مقدسا لانه هبة السماء للعبد,وقد وهب الله العرب والمسلمين ارضا مليئة بالخيرات,فلا تملؤوها بالظلم والعدوان والضحايا والرؤوس المقطوعة صبرا, الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها ودعمها واشعل فتيلها…