غدا يلقي الرئيس الايراني حسن روحاني، خطابا متلفزا؛ يشرح او يوضح فيه خيارات ايران للصمود في وجهة العقوبات الامريكية التى فرضت عليها، بعد خروج امريكا ترامب من التفاهم النووي بينها وبين الدول الخمسة، ذي العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى المانيا، والمؤيد من مجلس الامن الدولي، والذي ابرم في عام 2015، وبمقتضاياته، خففت العقوبات التى كانت قد فرضت على ايران في وقت سابق. في الثاني من الشهر الجاري انهت امريكا الاعفاءات من العقوبات الامريكية لثماني دول وهي الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان الى اخرها..ماهي الاجراءات التى سوف تقدم عليها ايران لمواجهة او الاصح الصمود في وجه تلك العقوبات، وماهي الخيارات المتاحة امام ايران في هذا المسار. من الصعوبة الاجابة على هذاين السؤالين او من السابق لوقته الحصول على الاجابة الواضحة والمحددة. لكن ومن الجهة الثانية، بالامكان التنبؤ بالاجراء الذي سوف تقدم عليه ايران لكسر جزء ولو بسيط من تلك العقوبات، وهنا نحن لانتحدث عن طرق الالتفاف وهي كثيرة لتصدير النفط الايراني والذي سوف لن يصل وباي حال من الاحوال الى مرحلة التصفير،ان هذا الاجراء والذي سوف يعلن عنه الرئيس الايراني، حسن روحاني، من المرجح جدا، ان يكون ذو علاقة بالتفاهم النووي، وبالتحديد تخصيب اليورانيوم. أذ، قد يعلن حسن روحاني، اضطرار ايران على رفع كمية اليورانيوم المخصب بدرجة 20%كما نص عليه التفاهم انف الذكر، لتصدير الكمية الزائدة عن حاجة ايران الى الخارج للحصول على العملة الصعبة. احد المسؤولين الايرانيين صرح قبل ايام من ان ايران قد تلجأ الى زيادة الكمية المخصبة من اليورانيوم بدرجة 20% والتى سمح بها التفاهم النووي بين ايران وخمسة + 1 لتصدير الكمية الزائدة الى الخارج. هنا، يحدث الالتباس، أذ، ان التفاهم النووي حدد الكمية المسموح لأيران بها، حسب حاجة الاخيرة. في هذه الحالة سوف تعتبر امريكا وربما بريطانيا وفرنسا والمانيا، ان ايران قد تنصلت من واحد من التزاماتها حسب التفاهم السابق الذكر.في ذات الوقت ربما يشكل ضغطا على الاتحاد الاوربي، الحريص على ادامة هذا التفاهم والمحافظة عليه بمختلف الطرق المتاحة، ومن جانب ايران وبهذا الاجراء ان اقدمت عليه او ان اعلنه الرئيس الايراني بوضوح في خطابه المتلفز والمرتقب غدا؛ سوف يشير او يبعث رسالة تحذير الى الاطراف الدولية الكبرى، التى يهمها بقاء هذا التفاهم؛ ان ايران أذا ما استمر اشتداد الضغط الاقتصادي عليها من جانب الامريكيين، من غير ان يكون هناك عون واضح وفعال وذو تاثير بيَن من الاوربيين لجهة اضعاف هذا الضغط الاقتصادي، ستكون وتحت قسوة الظرف وتاثيره على شعوبها وبالنتجية على النظام؛ مجبرة على اتخاذ اجراءات اخرى بالتنصل عن بند اخر من هذا التفاهم وربما تلوح ببنود اخرى وليس الانسحاب الكلي فهذا امر بعيد الاحتمال ان لم نقل ليس له وجود في مخيلة صانع السياسة الايرانية وحتى هذه الاخيرة هي لهز اصبع التحذير ليس إلا. الايرانيون سوف يقولون بهذا التهديد؛ ان التزام ايران بجميع بنود التفاهم النووي لم يجنوا منه ما يفيدهم، دولةً وشعوبا ونظاما.