17 نوفمبر، 2024 6:55 م
Search
Close this search box.

خيارات الشر الايرانية ضد العراق

خيارات الشر الايرانية ضد العراق

في الوقت الذي لم يعد خافيا على أحد المرارة الکبيرة التي يجترها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أثر هزيمة مشروعها و إنتصار المشروع الوطني العراق الذي يمثله السيد مقتدى الصدر، فإنه يسعى و طبقا لأوساط ملمة و مطلعة على تدخلات النظام الايراني في العراق، من أجل الاعداد لسيناريوهات مختلفة يتم من خلالها زعزعة الاوضاع الامنية کي يتسنى له إعادة خلط الاوراق و إعادة صياغتها من جديد بما يتناسب و حجم التهديدات الکبيرة التي تحدق به على أکثر من صعيد.
النظام الايراني وبعد ماجرى و يجري من أحداث و تطورات مقلقة و غير مريحة له، فقد بدأ بالعمل من أجل الاستعداد لترتيب أوضاعه في العراق للتغطية على الاحتمالات السلبية التي بات يتوقعها في سوريا، لکن ومع تصاعد الموقف الوطني الرافض و المعارض للدور و النفوذ الايراني في العراق و إرتفاع مستوى وعي الشعب العراقي من مشبوهية الدور الايراني و تأثيراته السلبية على الاوضاع، فإن النظام الايراني صار يعي جيدا بأن الامور لم تعد کالسابق وإن الارض بدأت تتحرك تحت أقدامه في العراق.
إحتمال أن يلجأ النظام الايراني ومن خلال صقوره من العراقيين الى إشعال النار مجددا تحت”قدر الحرب الاهلية” في العراق، واحد من أخطر السيناريوهات الخطيرة التي تذکرنا بسيناريو 2006، عندما دبرت حادثة الهجوم على مرقد الامامين العسکريين في سامراء”کما أکد ذلك قائد القوات الامريکية وقتئذ في العراق في تصريحات له”، خصوصا وإن الاوضاع الحرجة التي يواجهها النظام الايراني على الجبهتين السورية و اليمنية حيث يشهد تراجعا واضحا فيهما الى جانب تزايد ضغوط الاحتجاجات الداخلية ضده و آثار و تداعيات الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، يصور هذا النظام وکأنه محاصر من کل جانب ولذلك فإن إحتمال إقدامه على تنفيذ ذلك السيناريو الخبيث أمر وارد ولايمکن إستبعاده، بل ويجب التحوط منه خصوصا بعد أن شکل حليفاه هادي العامري و نوري المالکي جبهة موحدة.
التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة ولاسيما في سوريا و التي کانت ولاتزال واحدة من أهم الامور التي يعارضها و يرفضها الشعب الايراني و المقاومة الايرانية جملة و تفصيلا وإن ماينتظر النظام من إحتمالات قاتمة في سوريا بعد الموقف الروسي الاخير المطالب بإخراج قواته من هذا البلد، يفرض عليه أن يأخذ إحتياطاته منذ الان ولاسيما وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي سيقام في 30 من حزيران القادم سوف يٶکد کثيرا على هذا الجانب و يحرج النظام أکثر من أي وقت آخر خصوصا إن هذا التجمع يدعو الى مد جسور التعاون و العمل المشترك بين الشعب و المقاومة الايرانية من جانب و بين شعوب و دول المنطقة من أجل ضمان الامن و الاستقرار.

أحدث المقالات