23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

خيارات الرئيس ترمب في العراق

خيارات الرئيس ترمب في العراق

ماهي الخيارات الاستراتيجية للرئيس الامريكي دونالد ترمب في العراق..؟، بعد القضاء على أخطر تنظيم ارهابي في العالم،وإستعداداً للانتخابات البرلمانية العراقية ،التي ستكون حدا فاصلاً بين عصرين ،فعلى صعيد الانتهاء من محاربة داعش ،وتجفيف منابعها وخلاياها النائمة ، فتحت إدارة ترمب على نفسها أبواب جهنم في معارك الحدود التركية- السورية ، وقد أخذت على عاتقها تسليح ألد أعداء الحكومة التركية، وهي القوات الخاصةالتركية ،وحزب العمال الكردستاني ، وهذا ما نراه مجسداً في معركة غصن الزيتون في مدينة عفرين السورية، التي شنتها القوات التركية وإجتاحت الاراضي السورية، دعما لحليفها الجيش الحر السوري وفصائله ،لمواجهة خطر قيام دولة كردية ،تدعمها امريكا على حدودها مع سوريا ، وهو مشروع قيد التنفيذ أمريكيا ، حيث أنشأت الادارة الامريكية قوات تابعة لها تقدر ب(30 الف ) ،من القوات الخاصة السورية الكردية وتم تسليحها بأحدث الاسلحة التي تسقط الطائرات المهاجمة لها ، وهكذا أجبرت الادارة الامريكية تركيا والرئيس أردوغان ألدخول في المستنقع السوري، بدعمها للقوات الخاصة ،وحزب العمال الكردستاني ،وتهديد الرئيس أردوغان بإجتياح مدن سورية أخرى مثل منبج، وماتزال المعارك متواصلة هناك وتنذر بحرب أمريكية – تركية في المدى المنظور ،إذا استمرت إدارة الرئيس ترمب، بدعمها للقوات الخاصة وحزب العمال الكردستاني،وإصرارها على إقامة كيان للأكراد يهدد الامن القومي التركي، ويهدد الاراضي السورية ويعرضها للتقسيم، في حين ،تخلت ادارة الرئيس ترمب عن الاكراد في العراق، وسمحت للقوات العراقية والحشد الشعبي بإستعادة كركوك والمناطق المتنازع عليها ، وخذلت الاحزاب الكردية في شمال العراق، بإعتراف السيد مسعود البرازاني،إذن الاستراتيجية الامريكية في العراق، تشهد تراجعا وفشلا ذريعا، ببسب النفوذ الهائل لايران المتمثل بقوة الميليشيات ،التابعة لولي الفقيه والتي يقودها قاسم سليماني، والتي تهدّد التواجد الامريكي ،وتطالبه في الرحيل من العراق أو الحرب ، حتى أن مكتب رئيس الوزراء حيدر العادي أعلن أن هناك خطة لتخفيض القوات الامريكية في العراق، لتخفيف حدة التهجم ،من قبل قادة الميليشيات والاحزاب الموالية لايران، فردّ البنتاغون على هكذا تصريحات استفزازية ، بتأكيده على بقاء الجيش الامريكي في العراق لمدة طويلة ، طالما هناك تهديدات وخطر لداعش في العراق وسورية ، وأخرس هذا التصريح من كان يهدد ويتوعد القوات الامريكية بالويل والثبور ، في حين تشهد العلاقات التركية – الامريكية مزيدا من التوتر والتصعيد الذي ينذر بحرب تركية امريكية كما قلنا ، إذن ماهي خيارات الرئيس ترمب في كل من العراق وسوريا ، في مرحلة حرجة جدا ، تواجه فيها إدارة ترمب معارضة شديدة من قبل روسيا وفرنسا في ألازمة السورية وتداعيات معركة عفرين، والدعم الامريكي اللامحدود للقوات الخاصة السورية وحزب العمال الكردستاني والفصائل المتحالفة معه ،نحن نرى ان معركة الانتخابات البرلمانية العراقية ، هي التي ستحدّد مصير الاستراتيجية الامريكية في العراق وسوريا، وعلى إدارة ترمب أن تختاربين أن يكون الفائز برئاسة الحكومة، أحد قادة الميليشيات التابعة لأيران ويصبح العراق خارج السيطرة الامريكية، وتخسر إدارته والنفوذ والموارد والموقع الاستراتيجي للعراق، وجميع المنجزات التي حققتها امريكا في غزوها للعراق، وقدمت له خمسة الآف قتيل ثمنا له، أو أن تنجح في إبعاد اللوبي الايراني عن المواقع والمراكز الحساسة السيادية والامنية والاستخبارية ، عن اللوبي الايراني بأية صورة كانت ، حتى لو أجلّت الانتخابات ، لضمان عدم صعود اللوبي للحكم بأية طريقة ، وهذا ما تعمل عليه الآن إدارة ترمب ، وتسعى لتغيير بوصلة اللعبة الانتخابية لصالحها ،وتحجيم الدور الايراني في العراق ،والفرصة الأيرانية المستحيلة في العراق، والخيار الأوحد لها ،هو دعمها للتيار المدني والقوائم العلمانية ، والأحزاب الخارجة عن عباءة طهران ، والشخصيات الدينية المؤثرة التي تتزعم قوائم مهمة ،منها السيد مقتدى الصدر وعمار الحكيم، وتوحيد الجهود حتى بعد الانتخابات ،لتحالفات تضمن إنهاء النفوذ الايراني ، ومن الخيارات الاستراتيجية الاخرى، هو الحرب على إيران بدعم تظاهرات القوى المناهضة لحكام طهران وإضعافهم وفتح جبهات عسكرية وشعبية، كمجاهدي خلق والامير رضا بهلوي وجبهة الاحواز والاحزاب الايرانية الاخرى ، وتعيد سيناريو التظاهرات في شوارع طهران لأشغال حكامها عن العراق، هذه الخيارات ، تدعم الأستراتيجية الامريكية، بقوة وتجعلها تصل الى أهدافها بسهولة، الخيارات هذه ،فرصة ليست لأمريكا فقط ، وإنما للدول الغربية ، التي تعاني من التدخل الايراني في الشرق الاوسط، وهذه التدخلات تهدد الامن والسلم العالمي، وتهدد المصالح الغربية في المنطقة ، وما طلب ودعوة الرئيس الفرنسي ماكرون لايران وحزب الله بسحب ميليشياتها من العراق وسوريا ، إلا دليل على نفاد صبر أوروبا الاستراتيجي ، من العبث الايراني هي وميليشياتها في المنطقة، التي أدخلتها في أتون الحرب القومية والطائفية ، في لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين ، وهكذا نرى أن الخيارات الامريكية تضيق نحو مواجهة إيران باية صورة ، وتحجيم تواجدها ووجودها العسكري في منطقة الشرق الاوسط الذي يشهد تصعيدا نحو حرب عالمية ثالثة ، يكون ساحتها العراق وسوريا، وأن ظهور تحالف روسي- إيراني – تركي هو أحد هذه ملامح هذه الحرب ، حقيقة الامر المنطقة ألآن على فوهة بركان لحرب طويلة الامد ، هو ما حذرنا منه في مرحلة مابعد القضاء على داعش، وما ظهور تنظيمات ،أبشع وحشية من داعش ،هو ما يلوح في الافق ونقصد بهم –أصحاب الرايات البيض- وتهديدات داعش الاخرى التي يستعيد تحشيده ويستجمع قواه في أكثر من مكان في العراق، بعد هزيمته في معارك الموصل والرقة والحويجة وراوه والقائم ، وتبقى الخيارات الأستراتيجية الامريكية للرئيس ترمب ،هي موضع تقدير المراقيبن على أنها ستكون جاهزة للتنفيذ ،بعد الانتخابات العراقية المقبلة ، الاحتمالات كلها واردة، أزاء عملية سياسية فاشلة في العراق، تتقاذفها أيادي الفساد المالي والاداري والنفوذ الايراني البلاحدود ، ويستشري في جميع مفاصلها الفساد ، وتستوطن فيها الصراعات والانشقاقات والخلافات الطائفية بفضل المحاصصة ، وتغيب عنها رؤية التسامح والمصالحة الوطنية الحقيقية ، التي تتبجح بها حكومة العبادي، ومن قبلها حكومة المالكي، وتعلن أنها ماضية في تطبيقها ، إذن نحن أزاء عملية سياسية يتصارع فيها طرفان لاثالث لهما، هما الادارة الامريكية وحكام طهران، وهذا الصراع هو صراع على الهيمنة والنفوذ لااكثر ، ولو على حساب الدم العراقي المراق منذ 15 سنة ، وملايين المهجرين والنازحين وظهور ظاهرة داعش بسببها لان العنف لايولد غير العنف، فداعش كما تثبت كل التحليلات هو ثمرة مرّة وإفراز هجين لأحتلال العراق ، وأحد مخرجاته الكارثية ، فبدون مصالحة ترعاها امريكا ومجلس الامن ، فلا يستقر وضع العراق، ولا تنجح أي عملية سياسية خرجت من رحم وضلع الاحتلالين الامريكي والايراني، وهكذا تبقى خيارات الرئيس ترمب محل شك وفشل ، ما لم تستند الى فعل على الارض لمواجهة إيران،وينقذ العراق من الانزلاق أكثر في وحل الفشل السياسي والحرب الطائفية ،وتغول ميليشيات إيران وأذرعها في العراق ، وتسّيدها في مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة ، وهذا أكثر ما تخشاه إدارة الرئيس ترمب ألآن …