18 ديسمبر، 2024 11:21 م

خوف وتوجس مستمر في أوساط النظام الايراني

خوف وتوجس مستمر في أوساط النظام الايراني

يمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بمرحلة بالغة الحساسية والخطورة بعد أن تکالبت وتجمعت على رأسه المشاکل والازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفکرية والتي لاتجد لها حلول شافية وانما يقوم النظام الديني دائما بمعالجتها باسلوب الترقيع والترهيم من أجل ضمان إمساکه بزمام المبادرة، وحتى إن ماقد قام به هذا النظام من أجل فرض رئيسي کرئيس للنظام وتضييق دائرة السلطة الى أبعد حد، فإنه جاء بهذا السياق.
اليوم وبعد فترة طويلة على مباشرة بايدن لمهام منصبه في البيت الابيض وماقد عقد عليه الامال بعد الذي عاناه من فترة ولاية الرئيس السابق ترامب، فإنه وفي‌ خضم الاوضاع الداخلية الوخيمة وأوضاعه الاقليمية البائسة من جراء تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يضاف الى ذلك عزلته الدولية التي تتسع يوما بعد يوم، يعاني من وطأة الازمات والمشاکل خصوصا الداخلية منها، حيث لم تعد أساليب الترقيع والترهيم والحلول المٶقتة والعابرة تجدي نفعا، وصارت الازمة الاقتصادية تلقي بظلالها السوداء بقوة على داخل إيران حيث هناك مايمکن وصفه بحالة غليان وإحتقان استثنائيين من تدهور ووخامة الاوضاع المعيشية وإزدياد الفوارق الطبقية وکذلك إزدياد نسبة المواطنين الايرانيين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر الى أکثر من 70% في بلد يعوم على بحر من البترول وحقول الغاز، فإنه ليس هناك مايمکن أن يبشر بالخير والامل لهذا النظام.
حالة التخبط الجارية في سياسات النظام والمراهنة دوما على إيجاد الحلول والبدائل المناسبة خارج إيران من خلال تصدير المشاکل والازمات الى دول المنطقة خصوصا التطرف الديني الذي ولد ويولد الکثير من المشاکل والاوضاع المضطربة في دول المنطقة، کما ان تعويل النظام على تقوية وتوسيع أجهزته القمعية من جانب والاستمرار في تطوير برامجه التسليحية ولاسيما الصاروخية منها، هذين الامرين مضافا إليهما التدخلات الواسعة للنظام الايراني خارج إيران، دفع بالاوضاع الاقتصادية الايرانية الى الحضيض، ولاسيما إنه وبعد شهرين من مباشرة رئيسي وحکومته فقد إرتفعت أسعار المواد الاساسية بشکل خاص بصورة جنونية کما إزداد مستوى التضخم بصورة غير مسبوقة.
إرتفاع نسبة التضخم بوتائر مخيفة بحيث تجاوزت 60% وتفشي الفقر وإرتفاع نسبة البطالة حتى وصلت الى حدود مخيفة، فإن المراقبون يؤکدون بأن خشية النظام الايراني وعشية الذکرى السنوية الثانية لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، من تکرار هذه الانتفاضة وحتى إن خوفه وصل الى حد أن يصرح أکثر من مسٶول في النظام بعدم رفع أسعار البنزين إنما هو لتهدئة الشعب وکسب رضاه، کل هذه الامور تضع النظام في زاوية حرجة جدا خصوصا وإنه يجد ازاءها إرتفاع دور وتأثير وحضور المقاومة الايرانية على مختلف الاصعدة، ولذلك فإنه يشدد من ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني ويواصل تدخلاته ويصر عليها خصوصا في العراق ولبنان واليمن وسوريا، بالاضافة الى تمسکه ببرنامجه النووي وإصراره على عدم الامتثال للمطالب الدولية وکذلك تمسکه ببرامجه الصاروخية المثيرة للقلق في المنطقة والعالم، ومن هنا، فإنه ليس من سبيل أمام المنطقة والعالم إلا للبحث عن سبيل واسلوب آخر للتعامل مع هذا النظام، تعامل يعيده الى رشده وصوابه والذي لن يکون إلا من خلال اسلوب صارم وحازم الى جانب دعم وتإييد النضال الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير.