5 فبراير، 2025 9:39 ص

خوف عنوانه رواتب الموظفين؟

خوف عنوانه رواتب الموظفين؟

ليس الخوف بجديد على العراقيين ، فقد ذاقوا مرارته وأنواعه على مدى 4 عقود وأكثر وهم داخل أسوار وطنهم ، الخوف من كل شيء من السلطة من الحاكم من الناس من الأقارب  من ومن ومن ، وما اصعب وأقسى من أن تشعر بالخوف وأنت في أحضان وطنك!، حتى صار للعراقيين يقين تام بأن، (أمسهم أحسن من يومهم ، ويومهم أحسنمن غدهم!) . يعيش العراقيين هذه الأيام خوف من نوع جديد لم يسمعوا به من قبل ، ولم يألفوه سابقا خوف يمس حياتهم المعيشية وبشكل مباشر!، وهو عدم قدرة الحكومة على  تأمين الرواتب الشهرية للموظفين! ، بعد أن صار توقع هذا الحدث أمرا واردا جدا! ، بعد أن أكده الكثير من الأقتصاديين والخبراء وأصحاب الشأن ، والغريب في الأمر أن هؤلاء سبق وأن حذروا قبل سنوات! ، بأن هذا سيحدث آجلا أم عاجلا في حال بقاء أستمرار الفوضى السياسية والأقتصادية بالبلاد على حالها! )المعروف في عالم السياسة والأقتصاد ، أن السياسة والأقتصاد صنوان لا يفترقان أن مرض أحدهما مرض الاخر وأن تعافى تعافى الاخر) ، ولربما يتذكر العراقيين أن الدكتور الجلبي رحمه الله هو أول من حذر من ذلك قبل وفاته بأيام .ولنتصور ماذا سيحدث وما تداعيات ذلك على حال المواطن وعلى السوق وعلى صورة الحياة العراقية العامة بكل تفاصيلها ومفرداتها ، في حال عجز الحكومة عن تأمين الرواتب؟ . وفي الحقيقة أن العراقيين عندما كانوا يسمعون مثل هذه التحذيرات من قبل الأقتصاديين والمختصين في الأخبار لم يصدقوها! ، ولكنهم ومنذ سنتين صار هذا الخوف هاجسهم ، وباتوا يتوقوعون حدوثه في أية شهر!بعد أن كثر الحديث عنه وكثرة التحذيرات منه على لسان أصحاب الأختصاص من الأقتصاديين والخبراء ، لا سيما وهم يسمعون عن قصص الفساد المرعبة وهدر المال العامالذي لا يتوقف . أن الخوف من عدم تأمين الرواتب يؤشرالى وجود خلل وخلل كبير وفوضى وعدم تخطيط في بنية الأقتصاد العراقي الأحادي المورد ، والذي يعتمد على النفط كمورد رئيسي لمدخوله السنوي ، ولا شك أن الفساد المرعب والرهيب والقوي والمستشري في كل ذرة تراب بالعراق! يقف كسبب رئيسي وراء ذلك ، أضافة الى موضوع (مزاد العملة) ، والذي يمثل النزيف المرعب والذي لم يتوقفلتهريب العملة الصعبة من البلاد منذ 2003 ولحد الآن!! ،وبالتالي أنعكاس وتداعيات ذلك وأثاره على تدمير الأقتصاد العراقي!. ولا أعتقد أن حكومة السيد السوداني وجوقة المستشارين معه لا يعرفون أن النفط هو سلعة كباقي السلع! قابلة للعرض والطلب حسب السوق النفطية التي تشرف عليها منظمة الأوبك، فمثلما ترتفع أسعار النفط ، فكذلك تنخفض ولربما الى حدود دنيا مخيفة! ، كما أن التحكم بأسعار النفط لن تكون بعيدة عن الصراعات الأقتصادية للدول الكبرى وحسب ما تقتضيه مصالحهم ،ولهذا حرصت الحكومات الرشيدة ، على كيفية الأستفادةمن واردات النفط عند أرتفاع أسعاره ، حتى لا تتأثر أقتصادياتها عند أنخفاض أسعاره ( القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود ) ، كما أن هذه الحكومات الرشيدةأستطاعت أن تبني أقتصادها وتقويته دون الأعتماد على النفط ! ، بل جعلته واحد من مصادر الدخل الثانوية! ، مثال ذلك دولة الأمارات تلك الدولة النفطية الصغيرة والتي تعد واحد من عجائب الدنيا! ، فقد جعلت واردات النفط تشكل 10% من مجموع وارداتها السنوية! . وفي الحقيقة كم أشعر بالألم والحزن عندما أسمع وأقرأ أن مصدر من الحكومة  أعلن بأن الرواتب قد تم تأمينها لهذا الشهر!! ، فمثل هذا الأعلان لا يشكل لدى غالبية العراقيين أية رسالة أطمئنان ، بقدر ما يزيد قلقهم بان القادم  سيكون أسوء والرسالة توضح ، بأننا نعيش بالقدرة وعلى الحظ  وعلى رحمة الله ، ولا يوجد شيء أسمه التخطيط حتى ولو بالأسم!. وأمام هذا الوضع المحرج تتبادر الى ذهن أبسط مواطن عراقي الكثير من الأسئلة : منها ، أين تذهب واردات السياحة الدينية ؟ ، والتي تفوق واردات الحج في السعودية! ، فالحج هو موسمي في حين أن سياحتنا الدينية هي على مدار السنة؟ ، وأين واردات ومداخيل منافذنا الحدودية؟ ، وأين واردات دوائر المرور وأمانة بغداد وأين وأين وأين الى سلسلة طويلة من أين تذهب؟ ، أتمنى من دولة الرئيس أن يمتلك القوة والصراحة كما عهدناهعندما كان نائبا! ، وأن يواجه الشعب وجها لوجه ، ويتحدث معهم بكل صراحة وشفافية ويجيب على كل هذه الأسئلة وغيرها أمام كل وسائل الأعلام ، فأن مواجهة الشعب بالحقائق يا دولة الرئيس ستبني جسرا من الثقة بينك وبين الشعب ، أحسن وأغنى وأقوى بكثير من كل الجسور التي شيدتها!! ، فمحبة الشعب هي السند الوحيد لكل رئيس كان ، فهل ستفعلها يا دولة الرئيس؟ ، والى متى سنبقى بهذا الخوف؟