لايريد القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من الاستسلام أمام مايمکن أن تصدره المحکمة البلجيکية من أحکام إدانة بحق الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وزمرته، إذ يبدو ومن خلال المحاولات المستميتة التي يقومون بها عزمهم على بذل أقصى طاقاتهم من أجل الحيلولة دون صدور حکم الادانة بحق أسدي بشکل خاص والذي سيشکل منعطفا خطيرا بالنسبة لهذا النظام.
المحکمة البلجيکية التي من المٶمل أن تصدر حکمها في 22 من الشهر الجاري، بحق أسدي وزمرته بتهمة محاولة تفجير المؤتمر السنوي لمقاومة الايرانية، قرب العاصمة الفرنسية باريس، عام 2018. تنصب إهتمامات النظام الايراني عليهابصورة ملفتة للنظر، إذ وبحسب ماقد أفادت به صحيفة “لوموند” الفرنسية أن “إيران استنفرت جميع أجهزتها الاستخباراتية والحكومية لمنع إدانة الدبلوماسي أسد الله أسدي، بتهمة تنظيم عمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية.” وذکرت صحيفة “لوموند”، يوم الخميس الماضي، أن التحقيقات المكثفة التي أجراها القضاء البلجيكي وأجهزة الاستخبارات تظهر أن القرار بشأن هذه العملية التي تم إحباطها تم اتخاذه على أعلى مستويات السلطة في إيران، وأن المتهمين في القضية كانوا منذ فترة طويلة على اتصال بأجهزة المخابرات الإيرانية”. خصوصا وإن جاك روس، رئيس جهاز المخابرات والأمن البلجيكي، قد أکد إن “عملية التفجير قادتها وخططت لها الحكومة الإيرانية”.
النظام الايراني الذي يعلم جيدا بأن حکم الادانة بحق أسدي يعني فتح باب على النظام الايراني من الصعب جدا إغلاقه خصوصا وإنه سيسهل ويمهد السبيل أمام فتح الطريق لفتح ملفات جرائم إرهابيية أخرى قام بها النظام خلال العقود السابقة في أوربا بشکل خاص وتوجد هناك الکثير من أدلة الادانة بحقه، ولذلك فإن صحيفة”لوموند” عندما تکشف عن معلومات جديدة من فحوى تقارير أجهزة الاستخبارات إلى المحكمة البلجيكية منها أن 14 من الدبلوماسيين وكبار مسؤولي المخابرات الإيرانية التقوا أسد الله أسدي في السجن في صيف 2019. وبحسب تقرير لأجهزة المخابرات البلجيكية إلى المحكمة الفيدرالية، فإن هؤلاء الأشخاص كان من بينهم سفير إيران ومستشارون له في بلجيكا، وطبيب ومحام إيراني مقيمان في فرنسا وبلجيكا، وخمسة عناصر أخرى من الحكومة الإيرانية. فإن الصورة تتوضح أکثر بخصوص مدى حالة القلق والتوجس السائدة في أوساط النظام الايراني من صدور حکم الادانة بحق الارهابي أسدي، إذ أن ذلك سيضع ليس السفارات الايرانية ووزارة الخارجية في دائرة الشك والاتهام فقط وإنما سيضع النظام کله لأنه وبحسب ماقد أکده جاك روس، رئيس جهاز المخابرات والأمن البلجيكي، قد أکد إن “عملية التفجير قادتها وخططت لها الحكومة الإيرانية”، فإن النظام الايراني بصورة عامة لن يکون بمأمن!