18 ديسمبر، 2024 9:00 م

خوفا من “انتهاء الصلاحية”؛ إيران وتركيا شكلتا داعش ثم”حاشد”لمواجهة أميركا

خوفا من “انتهاء الصلاحية”؛ إيران وتركيا شكلتا داعش ثم”حاشد”لمواجهة أميركا

أعتقد أن لصدام حسين ضوء أخضر؟ ..فبدل “الحملة الايمانية” التي أعتقد أن لها علاقة فيما حدث ويحدث الأن بعد احتلال العراق من مأسسة للإسلام السياسي المسلح الذي أذهب بريح العراق ثرواتا وشعبا, كان من الممكن “لولا غرض في نفسه باعتقادي” يؤسس لحملة وعي شبابي عراقي شامل مماثل للوعي الذي عليه شباب ثوة 25 تشرين الذي لو حصل لكان العراق اليوم شكل مغاير شكله المأساوي الحالي وبالضد تماما منه أولاها أنك سوف لن تجد لموطئ قدم إيرانية على أرضه إن استطاعت عبور حدوده ولا أية قوى بعيدة أو مجاورة..

أعتقد أن ما جرى ل”ضياء الحق” الذي احتاط كثيرا كي لاتزيحه أميركا ما أن تنتهي صلاحيته بانتهاء “خدماته” لها ,حد أنه اصطحب معه برحلة طيران داخلية السفير الأميركي بباكستان نفسه “كرهينة” ومع ذلك ضحت بسفيرها أميركا لأجل التخلص من ضياء الحق! فإن أية جهة في المنطقة بعدها توكل لها أميركا قيادة دولة ما وتساندها ,باتت لا تأمن أميركا.. ولأن السلطة مغرية ستوافق!, فإن جميع من أوصلتهم أميركا إلى السلطة احتاطوا مقدما باتخاذهم إجراءات احترازية وأساليب علنية مضايقة لأميركا كما نجد إيران أتقنتها لحد الآن, أو خفية ,قد تحسب لها أميركا حسابات تؤجل “الغدر” بهم على الأقل..

من الواضح اليوم لأي متابع, سيستشعر من خلال الأحداث التي مرت بالمنطقة بكل قساوتها وكارثياتها منذ ما بعد احتلال العراق ولغاية اليوم أن هناك اتفاقا سريا مسبقا بين جميع قوى الاسلام السياسي شيعية أم سنية منذ قبل الاحتلال, اتفقت فيما بينها اتفاقا مصيريا أن يكونوا دولة اسلامية واحدة ,سرية, لها, أو له ,صلاحيات واسعة ,من الممكن أن تطيح أو يطيح بأي رئيس دولة باتت اسلامية كإيران أو تركيا بشكل رئيس إذا ما جنحت بنفسها عن الاتفاق وتستبدله بآخر..

طبعا لا تخلو نوايا يضمرها في نفسه كلا على حده هذين الطرفين وكذلك بقية أصحاب الاتفاق.. فمثلًا تركيا ,أو الرئيس التركي أردوغان قد يبدوا الأن ملتزما الصمت وغاضا الطرف عن كل ما تفعله ايران باليمن وبلبنان أو مع العراق أو مناوشاتها في فلسطين للاستحواذ عليها جميعا “باعتبارها أجزاء فارسية قديمة من أرض فارس” متناسية إيران أن أميركا تمارس معها نفس ما مارسته في إغراء صدام لأجل دخوله الكويت! وبعد أن تنجح إيران, ستعيد تركيا حروب “الخرفان” مع بلاد فارس لأجل االنفوذ.. في المقابل إيران تلتزم الصمت أيضا بكل ما يفعله أردوغان بليبيا وتونس وبالجزائر وحتى المغرب “ما فعله السفير العراقي في المغرب قبل بضع سنوات”! ,وبفلسطين أيضًا وبتحرشات في الموصل وغيرها بأمل أن تنجح تركيا تكون فارس بلد نووي و”فضائي” لتعيد أملاكها بشمال أفريقيا “خصوصا وقد شيعت بعض الجماعات الافريقية!” كجزء من أملاكها “الفارسية”..

واضح أن تجارب إيران وتركيا وأتباعهما من أخوان وغيرها, “المختبرية” هذه, فاشلة جدا وبامتياز حيث الظروف والبيئة والجغرافيا والخبرات المتراكمة لدى الفرد مهما تعمق دينيا أو انجرف, فهي غيرها في تلك الحقب والقرون الغابرة لأن الفرد القديم وليد تلك الظروف فهو غيره فرد اليوم قلن يتحمل الانصياع الذي كان عليه سلفه المقيد حينها بيئيا واجتماعيا جدا, أيام كسرى أو أيام العثمنة إذ الدين الذي سبق وامتطياها لم يعد يمتلك ذلك التأثير القوي اليوم إلا شكليا أو تمثيلا بأقصى حالاته, لتلوّن محتواه “بألوان رئيسية وثانوية” لا حصر لها طيلة ما سلف من قرون..