من عجائب هذا الزمان ، وفي العراق (الجديد) حصرا وليس في مكان آخر .. تأتي الأصلاحات السياسية من حزب تبوأ المركز الأول بكفاءة مشهودة في تخريب العملية السياسية من خلال نشر ثقافة (جماعتنا) وثقافة الأنتقام والحقد والتهميش والتطنيش والتفليش .. ونشر كافة الموبقات التي عرفتها شياطين الأنس والجن ، ليس أولها السرقة والنهب ، ولا آخرها التزوير والدجل .. ذلك هو حزب الدعوة (الأسلامية) الذي جعل من الدكان السياسي في العراق زريبة أجلكم الله لكل ماهو نجس ومسخ وفاسد ومنتهي الصلاحية .
فقد تسيد العملية السياسية المشوهة منذ حكومة الجعفري وما تلتها من حكومات ترأستها قيادات من هذا الحزب متمثلة بالمالكي او العبادي .. ومسك هذا الحزب بيده واسنانه ملفات الأمن والأقتصاد والخدمات والثروات وحتى سياسات العراق الداخلية والخارجية .. و (كوّش) على معظم الوزارات .. وحتى تلك التي لم يكن وزيرها من حزب الدعوة أو من حلفائه ، تجد أن هذا الحزب قد وضع في تلك الوزارة وكيل للوزير او اثنين تابعين له او ربما حتى المفتش العام ، لكي يملوا على الوزير الغير دعوجي سياسات الحزب وطريقة قيادة تلك الوزارة وأسلوب تقاسم الغنائم .
من ذلك فان الجميع على يقين ثابت أن فساد دولة العراق الذي أزكم أنوف الشرق الأوسط والعالم اجمع ، هو فساد دعوجي بامتياز .. وأن معظم ثروات العراق المسروقة أو جلّها من مليارات النفط المسروقة قد ذهبت الى جيوب قادة واعضاء هذا الحزب والى جيوب المتعاونين والمتحالفين معه .. ومن باب الحق والحقيقة فأن هذا الحزب لم يقصّر في منح عطايا وهدايا السحت الحرام الضخمة لكل من أيده في سياساته الخبيثة وسانده في سياساته (اللفطية) وسرقاته الممنهجة ، حتى لو كان هذا المؤيد الناصر من أحزاب أو كتل وأطياف أخرى ، وما أكثرهم .. فكيف يقود هذا الحزب (الخربان) حملة اصلاح ومكافحة الفساد بقيادة قطب من أقطابه (حيدر العبادي) إن لم يبدأ هذا الحزب بفتح ملفات سرقاته (الأنفجارية) أولا ؟؟؟؟؟.. وهل يتوقع العبادي أن تنطلي تلك التمثيلية السخيفة على حشود العز والكبرياء التي ملئت ساحات التحرير ؟