22 ديسمبر، 2024 2:05 م

تداهمني هموم، وأحزان، غائرة في الأعماق، كلما أردت الاسترخاء ، او الرقود في نهاية يومي ..انها هموم شخصية، وهموم عامة. وهي في ذات الوقت همم، وامال، تتجاذب معاناة قاسية، مع تلك الارهاصات…فيستيقظ، بل، ويتوقد فكري، هواجس متدفقة ، لأخطها بأناملي، كلمات أسطرها، بواحات تعبيرية، تجسد معاني تلك الهواجس …لعلها توقظ بدويها، من يغط من حولي، بنوم عميق، لينهض أيضا، فيشاركني تلك الهموم، والمشاعر.

لذلك تجدني بعد مشاوير، ومشاغل، اقضى بها نهاري ، تنتابني سحابة حزن، ويغشاني أعياء فكري، فأضع برأسي على وسادتي، واطرح بجسدي على سريري الدافئ، علني استرخي قليلا، او تأخذني سنة من النوم، لأريح عقلي ، وجسدي . لكن عقلي المتوقد، يظل يصول، ويجول، مستيقظا، متحسسا، وذاكرتي تكتض بمشاهد، وصور متعددة ، لأجدني منشغلا تارة أخرى، بمحاكمة تلك الصور، والمشاهد،محللا، وناقدا، فمنها الصالح، ومنها الطالح، وفيها المحزن، والمفرح كذلك .

ثم ما ألبث أن استيقظ، واشحذ همتي، لأحول تلك الافكار، والمشاهد، الى كلمات اسطرها بأناملي، واصورها تصويرا فنيا، بعد أن اترجمها افكارا محددة، بلغة رصينة، بليغة ، كي اصل الى مرادي، وأفرغ ما في جعبتي من هموم، وافكار، وطموحات، لعلني اؤدي رسالتي،معايشا، وناقدا، ومستنكرا، لكل حالات الفساد والافساد في الارض،حيث الأصل فيها الصلاح (ولقد كتبنافي الزبور من بعد الذكر ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباه الصالحين)،فأحس ان رسالتي تتجسد في رفض كل الصور الإفسادية في الحياة، والدعوة إلى اصلاح الذات، صعوداً إلى الإصلاح العام، دون ان نستكين، او نشعر باليأس ،والإحباط.