9 أبريل، 2024 11:55 م
Search
Close this search box.

خواطر وقتية

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الليل هدوء دائم وشوارع فارغة من البشر قد انسحبوا الى منازلهم… شوارع بلا ضجيج واسواق خالية من المارة.. ساعات تفصل بين تلك الازدحامات والاسواق العامرة المفتوحة طيلة فترات النهار وبين شوارع كان اهلها قد رحل منها منذ زمن بعيد…
سكون يرافقه هدوء تام هنا في هذه الاسواق لا توجد منافذ لدخول السيارات حتى في النهار لتخفيف الازدحامات في هذه الاسواق….
هناك حراسٌ فقط ينتظرون الفجر وعيونهم تحارب النعاس… ما أجمل الهدوء والليل الحالك وراحة النفس وهي تأوي الى الفراش بعد نهار طويل نقضيه بين الاجابات على الهاتف وكتابة ما تجود به خواطرنا من مواضيع قسم منها مهتم بالشأن السياسي والاخر قصيدة غزلية طلبها شاب يغازل حبيبته ويتخلل هذه المواضيع بيت عتابة او بيت زهيري او عامودين من النايل والسويحلي… وكلها في مصب واحد وان اختلفت المعاني اما طابع مفرح ينتمي لعائلة السرور او مشاعر حزينة نكتبها لنعبر ما يجول داخل القلب…. واحيانا نكتب مواضيع خاصة عن سياسة البلاد واداء الحاكم وكرسي السلطان ورجال الدواوين وحاشية الرئيس…
منذ الصباح ونحن نتسلم عبر الموبايل رسائل اصدقاء القسم الكبير منها غلب على صبغتها الطابع الديني وتكون على شكل ادعية واذكار صباحية او مسائية اما القسم الاخر فهو نقل من مواقع التواصل الاجتماعي او المواقع الاخرى ويكون على شكل مزحة من باب الطرافة او مقطع اغنية قديمة تشتم فيها عبق الماضي وتسمع منها ما يطرب القلب والروح…..
هدوء هنا وهناك وسكينة للراحة التامة… سويعات ويظهر من هناك خيوط الفجر وبدون اي آلام وبدون ولادة يظهر فجر جديد وتبدأ معه الحياة….. وتتقدم ساعة الزمن بنا وتسجل اعمارنا بإضافة يوم آخر…. وتعود الاصوات وضجيجها الاعتيادي ولا احد. يعرف مصير الليل القادم اونهاية النهار…. ونلتقي بأشخاص آخرين من جديد ويطرق بابنا الامل… الذي نفقده احيانا فيعود مع هواجسه دون موعد وبتفكير جديد مترنحاً بين طموحات مستقبلية او ذكريات من الماضي كانت مجرد اماني ولم تتحقق….
هكذا هو يومنا نعيشه لحظة بلحظة نتألم احيانا ويفرحنا احيانا وفي كل الاحوال سوف يذهب ولن يعود فنندم عليه من جديد ويصبح ذكريات من الماضي.. ومع مرور عجلة الزمن المستعجلة نبقى نعيش ونراوح بمكاننا دون ان نعرف اننا كنا بعجلة من امرنا…..
انتهت دقائق ذلك اليوم بليله ونهاره واكتملت كل دقائقه وساعاته وعدنا نحسب يوم جديد وهكذا وبدون ان نشعر عرفنا ان اعمارنا تجاوزت الخمسين عام… فسلاما على كل لحظة اكتملت واصبحت دقيقة وسلاما على كل ساعة اكتملت واصبحت يوم كامل وسلاما… وسلاما… على العمر كله…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب