خواطر مع فجر يوم الاحد…

خواطر مع فجر يوم الاحد…

هواجس الليل…..
عيون تترقب ساعات الصباح. ربما لا يعجبها النوم بسبب الليل الطويل الفراغ النهار القاتل…نحن نعمل في الفراغ ونصنع منه حياة فارغة فالفراغ لدينا كبير جدا ولاتتحمله فواصل اللغة العربية…يأتي الليل بلاضجيج ويجلب معه الملل مع اختفاء النجوم خلف الغيوم.. حتى الغيوم تعلمت مثلنا على العيش في عالم الاوهام… فاين تلك السحب والمزن التي كانت تبلل ملابسنا وتقطع طرقاتنا بالطين المجبول..

اختلف كل ذلك النمط الحياتي هناك واختلفت انظمة العيش وابتعدنا عن عالم الهدوء والسكينة…..مدن عصرية كبيرة يتوفر فيها المقاهي وقاعات الانترنيت والمطاعم الفاخرة وكافتريات النرگيلة وورق اللعب ولكنها خالية من راحة البال وطمأنينة النفس…

كل شيء تغير وتحول الى عالم اللاشيء ومازال نفوسنا تبحث عن ذلك الشيء المفقود…..

فلاسفة وعلماء سكنوا هذه الارض قبلنا ولم يكتبوا لنا الى على نمط اشكال معيشتهم لانهم تصوروا ان طبيعة الارض باقية لن تختلف معالمها متناسين بذلك ان صحراء الامس قد استطاع الانسان الحالي بجبروته الى مدن عملاقة يعيش فيها مع عالم الواقع والطموح الى عالم الخيال..

وها انا اكتب كلماتي وحروفها بلغتي العربية ولكنها بعيدة عن ادوات الكتابة التقليدية فلم يعد لقلم الرصاص الفضل في كل كتاباتي ولم يعد اغلب ابناء الجيل الجديد يعرفون قلم الباندان وشوشة الحبر بألوانه المختلفة واوراق المسودات التي تملأ سلة المحذوفات.. كل هذه الاشياء غزتها التكنلوجيا الحديثة واصبحت عبارة عن مساطر وحروف تكتب من برامج الكترونية لا يحتاج الكاتب فيها قلم او اوراق وكل ما يحتاجه انشاء فكرة لموضوعه الذي سوف يقوم بكتابته. ثم يقوم بتمرير اصابعه فوق تلك المسطرة الالكترونية لتكتمل امامه الاسطر لمقالته الجميلة….

في هذه الاحوال تجد الكاتب هو صاحب الفكرة مثله مثل من سبقوه مع اختلاف صيغة الكتابة والنشر …

وهنا في هذه اللحظات ومع افكاري المتعددة يتجدد العطاء الفكري ليكتب عن حالات يعيشها مع الواقع او من ذلك الماضي الذي اصبح تاريخ ومصادر ممتعة لهذا الواقع…

واعود بنظري الى غيوم السماء واراها متلبدة قريبة من هطول الامطار وكل امنياتي تشبه امنيات ذلك الفلاح الذي يترقب نزول رحمة السماء على اراضيه الزراعية لتروي عطشها وتغير وشاحها الرمادي الى اللون الاخضر.. نعم انها خزائن السماء ينتظرها سكان الارض…

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات