19 أبريل، 2024 5:16 م
Search
Close this search box.

خواطر مابعد الصباح

Facebook
Twitter
LinkedIn

نجلس صباحاً لنجدد العهد للدنيا بيومنا الجديد دون ان نعرف ماذا يخبأ لنا من الاخبار… نعيش يومنا هذا.. وسيأتي يوما نرحل دون ضجيج ويتذكرنا الصباح ومن بقى من الذين جلسوا معنا في الصباح… سيتذكرنا التاريخ فقط دون ان يقرأه الآخرين ويكتب سيرة حياتنا كما هي بدون تراتيل او تعديل ويبكي علينا احيانا ويضحك منا احيانا فنحن اشخاصاً منقلبين على زماننا كنا متمردين على واقعنا رغم بساطتنا .. لم تولدنا امهاتنا في المستشفيات العامة وفي صالات الولادة المعقمة بمادة الديتول ولم يكن في حينها المستشفيات الخاصة واجنحتها الفندقية… ولكننا ولدنا تحت عواصف التراب وفي حقول ومزارع جنوب الموصل وتركنا لوحدنا ساعات وساعات نبكي تحت سقف السماء ورحمة الامومة التي لا تملك مؤهلات علمية ولكنها تملك طيبة القلب وحنان الام المرضعة لحليبها الطاهر. لم نشرب الحليب في الملهيات ولم نتذوق سوى طعم حليب امهاتنا الذي كان يجمع الدسومة وكل الاطعام… واجهنا قساوة الحياة منذ تلك الايام فتحررنا من طفولتنا بسرعة ودخلنا في متاهة الفقر والحرمان.. وكبرنا بدون طفولة وبدون صباح وبدون ملهيات وبدون.. وبدون… وبدون…
حملنا معنا الفقر والحرمان الى مرحلة الشباب ولكن الفقر لدينا كان قاسٍ جدا أشد علينا من برد الشتاء القارص ولهيب القيض الشديد ومع كل هذه المتغيرات المناخية والظروف الصعبة والفقر والحرمان في اغلب فصوله الا اننا تعلمنا التسامح ومساعدة الآخرين والاعتراف بحقوق الغير وتعلمنا معنى الربح والخسارة والنصر والهزيمة وقبل كل هذا تعلمنا ما معنى العائلة….
ايام في زمان طواها النسيان وايام نعيشها وايام قادمة لانعرف عنها شيء سوى اننا نعيش على امل انها اجمل وافضل وأحسن… امال نحملها منذ الطفولة دون ان نتأكد من تحقيقها… ومفاجأة تهزنا بفرحها وحزنها لم نتأملها يوماً… هكذا هي الحياة ياخواطر الصباح اكتبها بقلمي البسيط مع كلماتي المنبعثة من مشاعر ابن الفلاح.. ابن الريف والمنجل والبيدر والجرجر.. ابن ماء دجلة بدون معقمات وبدون مادتي الشب والكلور… صديق الخوذة
العسكرية والقرمة الكسرية والكلاشنكوف وفوهتها سبعة واثنان وستون مليم.. وقبلها انا راعي الاغنام والتلميذ في
مدرسته وصاحب الدار ان غاب اهلها… هذا انا ياخواطر الظهر والصباح اجلس في غرفتي المتواضعة وانا اكتب هذه الكلمات وفي سقفها مروحة كهربائية وعلى يساري جهاز التبريد واجواء غرفتي مهيأة لان اكتب ما اريد…
وسوف اكتب وابقى اكتب عسى ان يتحقق جزءٌ مما اكتب… تحياتي المعطرة برائحة الورود لكل القراء والمتابعين الاكارم وهم يضيفون ازهاراً جميلة بتعليقاتهم الاخوية الصادقة….

الى اللقاء ياخواطر الصباح…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب