24 نوفمبر، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

خواطر في حضرة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد..!!

خواطر في حضرة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد..!!

قد يكون رحيل الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد ، خسارة كبيرة لاتعوض للعراق وللساحة الشعرية والأدبية والثقافية عموما ، لكن شمس النبوغ الشعري العراقي ستبقى متوهجة تشهد بأن عهد المعلقات والشعراء الفحول ، يمكن ان تعيد بنا التاريخ الى مكانة وعظمة أؤلئك الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فكانوا أعلاما شامخة تزدهي بهم قاماتنا شموخا يعانق كبرياء السماء!!
هذا البلد المعطاء حباه الله بأن يولد فيه العظماء والمفكرون والمبدعون والشعراء الفطاحل والكتاب والادباء والفنانون الكبار، وهو يحمل كل ثقل الدنيا ومركز شعلتها ، وتنجب العراقيات الأماجد الفرسان والابطال الميامين ، ليؤكدن ان الزمن العراقي مهما بلغت به الشدائد والمحن والاهوال، فهو سيبقى مصنع الرجال الرجال، الذين ينيرون الكون بغزارة علمهم وأدبهم وما تتوق به مخيلتهم في سوح الابداع ، وهؤلاء الصناديد هم  مفخرة البشرية ومن نفاخر بهم بين مدن الدنيا!!
الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد ، كان عراقيا وبطلا مغوارا ، حمل هم العراق ومعنى ان يكون العراق ، وصال بشعره لينهل من كنوز البلاغة الشعرية والحضور الابداعي الراقي ما يشكل مرحلة شعرية تبقى ملهما لاجيال من الشعراء والادباء والمبدعين، ومن يريد ان يغترف من بحور تلك الخلجات التي تتدفق حيوية واصالة وتجددا واضافات نوعية يشعرنا بالفخر وصدق الانتماء لأؤلئك الرجال في أن تبقى خيلهم تصهل وتتفجر بين جنباتهم ينابيع الابداع ، ويبقى العراق البلد الذي لاتضاهيه كل بلدان الدنيا في قيمة عطائه وما يضيف الى الحضارة الانسانية من قوة المكانة وعظمة التأثير ، وهو ما خلدته لنا الاقدار ان منحتنا حق ان نكون في مستوى الأمم والشعوب الراقية الحالمة بأن يبقى التوهج الفكري والوجداني طابعا مميزا لها على مر الدهور ، تحكي قصة شعب أبى ان يركع امام الصعاب أو عوادي الزمن ، بل انه  لايقبل ان تنحني رقبته الا لله الواحد الأحد ، ولن يطأطأ رأسه الشامخ لظالم او غاز او محتل ، وهو لن يسكت على ضيم  أو يقبل بالهوان !!
كثيرون هم المبدعون في العراق في كل العصور والازمان، حتى وأن ظن البعض بأن زمن الشعراء الفحول قد أفل، وإذا بنا نشهد ولادة عظماء من هذه الامة بين الفينة والفينة، عندها نطمئن الى ان الزمن العراقي ينجب من بطون تلك الامهات مايفجر فينا كل هذا الأمل الذي يختبيء بين ثنايا واحلام الكثيرين ممن وهبهم الله نبوغ الابداع في كل ميادينه، حتى تحول العراق الى شجرة يانعة من المبدعين في كل مجالات الحياة وهم من يعلق عليهم الملايين الآمال في ان يكونوا عهد انطلاقتها الى حيث معالم الشموخ وقمم المجد!!
وفخرنا أننا نقف اجلالا واكبارا لهذه القامة السامقة التي تعانق نخل العراق..إنه الشاعر العملاق عبد الرزاق عبد الواحد ، وسنبقى على العهد مثل ذكراه الطيبة ومنبعه الشعري الاصيل ، نغترف من بحور قصائده ما يشعرنا أننا ننتسب الى تلك الأمة المتجددة العطاء والمتفجرة الابداع ، فهي ملهمتنا التي تمنحنا كل هذا الكبرياء وكل هذا الزهو الذي يشدنا الى اؤلئك الرجال الكبار والفرسان العظام الذين سيذكرهم التاريخ بأحرف من نور..ورحم الله شاعرنا الكبير واسكنه فسيح جناته.. إنه نعم المولى ونعم النصير..!!
أما من تناسى الذكر الطيب لهؤلاء الرجال وفضائلهم ، وتنحى البعض منهم جانبا وفضل الصمت، فهو لأن الكواكب المضيئة التي غمرتهم بنورها ووهجها لم تترك لهم فرصة ان يكون لهؤلاء المدعين الابداع شأن أو مكانة..وينطبق عليهم قوله تعالى..”يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات