لعلك تجلس صباح ذات يوم وتجد من حولك عالم آخر مختلف كليا عن عالم حقيقي تعيشه مع ذكريات الماضي وجحود الحاضر وظلام المستقبل….
لعلك تجلس في ذلك اليوم وترى الناس من حولك قد ارهقتهم الحياة فتركوها واعياهم تعب السنين فندموا على ما فعلوا فيها…
ربما يكون عالم افتراضي فيه ما يتمناه او يقوله القلم ولكن ربما ايضا ما تتمناه هو الحقيقة بين ان يكون اولا يكون.. افكار واسئلة بلا اجابة… كيف استطاع هؤلاء الفلاسفة ان يعيشوا في عصورهم اللاتكنلوجية وكيف تقبلهم مجتمعهم الانساني بقبول التخليد والتمجيد…
كلمات دون اجوبة واسئلة عالقة في اذهان الكثيرين يبحثون فيها عن عالم صحيح عسى ان يجدون فيه ضالتهم ليقتلون فراغهم الطويل ويكبحون كل شهوات نفسهم الامارة بالسوء…
ربما هناك قريب مني او على نفس مسافتي من الوقت يجلس الآن لتحقيق احلامه الوردية والبحث عن اتعاب وهموم يوم جديد مع وجود قناعة تامه لهؤلاء بان النجاح يبدأ من تعاطي كل الممنوعات الاخلاقية والابتعاد عن كل الشعارات الانسانية فلكل مقام مقام ولكل مقولة اشخاص يفهمونها وكل شيء في عالمنا الحقيقي مباح على عكس افتراءات العالم الخيالي فالكذب هنا يسمونه سياسة وسرقة اموال الناس والنصب والاحتيال شطارة وذكاء والقتل بلا اسباب تصفيات مطلوبة والتهجم على اعراض وممتلكات الغير حق مشروع…
اي عالم يتقبل هكذا حالات سلبية وانت ملزم للعيش فيه لا تسمع في مجالسه سوى الربح او الخسارة في ماديات الدنيا..
وربما سائل يسألك ايها القلم بمفهومية العقلاء ويأتي معك يبحث عن عالمك الافتراضي فاين سوف تجد هكذا وهكذا امتدادات صحيحة خالية من التلوث البشري وبعيدة عن مظاهر وتسلطات الحياة فكبير القوم في يومك هذا اكثرهم مالا واعزهم نفرا والعقلاء لامجال لهم اين يسكنوا مع هؤلاء لانهم يعيشون في مساحات تمتلكها العقول مختلفة كلياً فإما ان تكون اسداً تأكل كل ما تجده في الغابة وفق شرائع وقوانين انت وضعتها لنفسك واما ان تعود لعالمك الافتراضي تتقبل ان تعيش مع البسطاء الذين لم يعرفوا بحياتهم لذات العيش ووسائل الترفيه المطلق او الجلوس على اريكةٌ مريحة في صدور المجالس…
ومازلت ياقلمي المتواضع تتمنى ذلك اليوم الذي تعيش به هناك وها انت قد بلغت من الكبر عتيا…..
هنا افقت من غفلتي فوجدت كل مصنعات الطبيعة حولي وقد بانت غزوات الثورات الصناعية بكل مضامينها وظهرت الحياة المزيفة الجديدة بكل شخوصها وصفاتهم الدنيوية الدنيئة وقد اجادوا تحليل كل شيء من محرماتهم السابقة وهم يعيشون ومن حولهم اشخاص استطاعوا ان يعيشوا بأقنعتهم المصنعة وهم يمجدون لهؤلاء الدمى عاش من يستطيع قيادة القطيع وهو على شاكلة الذئاب البشرية… وعاشت الاصنام.. وعذرا لقلمك ايها الكاتب وعذرا لعالمك الافتراضي الصحيح الذي لا يتناسب مع وقتنا الحاضر الملوث بكل شيء……..