22 ديسمبر، 2024 8:42 م

ننهض من الفراش محملين بأثقال التثاوب مع شعور داخل النفس انها بحاجة اخرى للنوم حتى وان كانت ساعات الليل طويلة جدا…
ما اجمل الصباح وانا اعيش مع اصوات المساجد تنادي للصلاة.. ما اجمله من صباح وقطرات المياه تتساقط من السماء مبشرة الارض بحلة خضراء جديدة ومعلنة كذب وادعاءات المنجمين والسياسيين الذين يتبجحون دوما بإعلانهم عن ازمات مياه بسبب شحة الامطار…
صوت الرعيد يرافق زخات الامطار مع عودة الاجواء الشتوية في هذه اللحظات…
رحمات الله تنزل علينا لتزف لنا البشرى وتقول لنا بان الدنيا
مازالت بخير وعلى الانسان ان يتقرب الى الله في كل محنة ويطلب العفو والفرج والمغفرة من كل ذنوبه لان الله قريب مجيب الدعاء…
ما اجمل زخات الامطار وصوتها المميز… ما اجمل الصباح والهدوء يملأ الشوارع التي اصبحت تتباهى بنظافتها بعد ان غسلتها مياه الامطار……
تراتيل مع النفس وذكريات وشتان بين هذا وذاك ذلك الماضي الذي كنا نخاف على بيوتنا الطينية من ان تقع بسبب تدفق الامطار وكلما سمعنا اصواته القوية وضعنا الفراش على رؤوسنا حتى يجافينا الخوف…..
لنجلس بعدها في الصباح الباكر لنجد ان الوديان وكل البرك القريبة من منازلنا قد امتلأت بالمياه لتكتمل الصورة الجميلة وانا ارى الاوز والبط يسبح فيها دون خوفا من البرد او الغرق…. تبدا بعدها مسيرتنا ونحن نسير ببطء شديد فوق تلك الطرق الغير معبدة والمليئة بأطيان الارض.. شتان بين ذاك اليوم وبين يومنا هذا وعوائلنا تطالبنا بتبديل نوع السيراميك وتغيير ارضية الكراج الذي تقف به سياراتنا الحديثة.. شتان بين شارع التبليط الموجود اليوم في كل بقعة من المدن والارياف وبين الامس والدربونة الطينية التي نخاف ان نعبرها…ومصطلحاتنا القديمة…((وحل…. جبلة…نگره)))..
ما اجمل الصباح في كل العصور وفي كل الاحوال التي نمر فيها فهو امل جديد ليوم جديد آخر نعيشه في هذه الدنيا ومعنا آمالنا التي لم نحققها بعد.. متأملين ومتفائلين ان نحققها مع يوم جديد آخر.. وكلها مجرد اماني.. ومع صوت الرعيد القوي انهي خاطرة الصباح والى لقاء آخر بأذن الله.. وصباحكم خيرا وسعادة مع اجوائكم المطرية المميزة…
صباح الخير والعافية والسرور على الجميع….