23 ديسمبر، 2024 2:18 ص

༺༺༻༺༻༻
سماء غائمة وفجرا بانت انواره.. وهدوء وسكينة… في بلادي الجو متقلب والانسان متقلب وحتى نظام الحكم عندنا متقلب…. اليوم الجمعة سوف يحتفل المسلمين بصلاتهم ويحتفل وزراء حكومتنا بتوزيرهم… فهذا هو اليوم الاول لهم.. سيفتحون نوافذ شبابيكهم ليتأكدوا من انفسهم هل هو حلمٌ ام حقيقة فيجدون الحراس في ابواب منازلهم…. نعم انها حقيقة انه العراق بلد المسؤولين والوزراء.. بلد الشخصيات وحماياتهم الخاصة… انه العراق بلادٌ يكثر فيها السراق والوزراء…. يعيش اهله بين الخضراء والصحراء…… بلد البترول وبلد المعدومين من الفقراء…
صباح جديد وفقراء تنتظر معاشاتهم المحدودة من رواتب الحماية الاجتماعية ووزراء ينتظرون حصصهم من الكعكة…
ومع صوت العصافير ونسمات الهواء البارد يولد احساسٌ جديد فتنطلق افكاراً جديدة لترسم افراحاً لنا من عالم الخيال لأننا بعيدون عن ارض الواقع.. وفي بلدي لا يعيش بارض الواقع سوى المرفهون من عوائل المسؤولين في الدولة…..
لا اعرف ماذا يفكر الوزراء في يومهم الاول هل يفكرون بنظام عائلي جديد وفق احكام سي السيد.. ام انه رؤساء علينا ومرؤوسين في عوائلهم…
هل يفكرون مثلنا بربطة خبز ام الشراء من المتاجر بنظام التقسيط.. هل يحملون مثلنا في جيوبهم النقود من الفئات القليلة… هل سوف يعترفون بعد اليوم بشيخ القبيلة..
اليوم سوف تبدأ من حولهم المداهنات والمدح والتصفيق وسوف يغلقون هواتفهم خوفا على اسماعهم من اصوات المواطنين المزعجة دوماً والتي تكثر طلباتهم فيها فهذا يريد ان يكون موظفا في الدولة كونه يحمل شهادة جامعية قد اكل الدهر عليها وشرب ومرت عليها السنين العشرة مستعجلة جداً.. وذاك موظفا لا ينقصه شيئا سوى صورة يلتقطها مع معالي الوزير لتبقى حرزاً في هاتفه الخاص يتباهى بها امام اصدقائه ومديره في العمل.. وذاك الاخر يريد وغيره يريد…
نعم انهم شعوب لا يعرفون المسؤولية ولا يقدرون تحمل الامانة…. صباح جديد وتهاني وبرقيات ومناصب جديدة في بلد يسمى العراق… رؤساءه كثيرون ووزرائه مترفون.. انهم يبيعون بمناصبهم ويشترون انهم وزراء حقيقيون لكنهم لا يفقهون وقد تناسوا متعمدين حياتنا كمواطنين…
نعم انهم الوزراء الذين يعيشون على خيرات دجلة والفرات وحقول النفط في كركوك والبصرة انهم الوزراء الذين يأكلون ولا يشبعون. وعلى شعبهم متفضلون ولأموالنا سارقون… ونهار جديد وظلام مدفون….وفقراء يخافون من الجوع واغنياء لا يعرفون الى اين يسافرون….. انها بلد العجائب بلد الحضارة والسيف والخنجر.. بلد علي بابا والمليون حرامي….بلد فضيحة القرن والثلاثة مليارات المسروقة…
وصباح جديد.. جميلا معطرا برائحة الورد والياسمين على كل اصدقائي المحبين….