18 ديسمبر، 2024 8:43 م

خواطر حول ما يحدث صرخة الامة ظلـــمها عـــصر ازدهــار الشعوب وظلمت نفسها

خواطر حول ما يحدث صرخة الامة ظلـــمها عـــصر ازدهــار الشعوب وظلمت نفسها

(1 )
هكذا كانت البداية
اعتقد لسنا بحاجه الى الدخول في التفاصيل التأريخية التي حدثت لمصير القومية الكردية من بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وبعد ذلك الحرب العالمية الثانية ونتائج الحربين التي ادت الى تقسيم منطقة الشرق الاوسط التي ومن المعروف أنها يعيش عليها اربعة قوميات ذات تأريخ معروف في مشاركتهم لبناء حضارة المنطقة والعالم وهم القوميات العريقة المعروفه : العرب والكرد والفرس والترك ‘ وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ظهرت في هذه المنطقة كيانات معترف بها في المواثيق الدولية وهذه الكيانات شملت عدد من الدول العربية بدل دولة كبيرة موحده كما وعدهم الحلفاء الدوليين المشاركين في الحرب لسقوط الامبراطورية العثمانية مقابل تعاونهم في هذه الحرب وتأسست كذلك دولة ايران على انقاض امبراطورية الفرس وتركيا على انقاض الدولة العثمانية التركية الانتماء ‘ فكان الخاسر الوحيد بين تلك القوميات الاربعة ‘ هي القومية الكردية حيث تم تقسيم مواطنيهم وارضهم وما يملكون بين الكيانات مابعد الحرب : العراق وايران وتركيا و الجزء الاخير في سوريا …ومنذ ذلك التأريخ حراك الكرد من اجل حقوقهم القومية اخذت اشكال عديدة من ضمنها محاولات تاسيس اي كيان لهم في اي جزء من تلك الاجزاء المقسمة وفي اكثر المراحل كانت توجهاتها تقتصر على النضال من اجل ضمان حقوقها القومية المشروعة ضمن تلك الدول فما كانت النتيجة الا الاحباط بنوعين ‘ النوع الاول فشلت لكذب المواقف والمواثيق الدولية والنفاق السياسي في العلاقات الدولية و النوع الثاني فشلت لشراسة وعنصرية وعدم الاعتراف بالاخر من قبل حكومات الدول التي تم تقسيم الكرد عليهم .
ولكن علينا ان نكون واقعيين بان الخلل الاكبر في هذه القضية و نهاياتها الماساوية كانت ( ولحد هذه اللحظة ) تاتي من الكرد انفسهم مما يؤدي كل مرة وفي كل الانعطافات التاريخية الحادة الى زيادة في تعقيدات قضيتهم ‘‘اشرنا في اكثر من تحليل وتحقيق ولقاءات عند الحديث عن قضية الكرد ‘ ان طريقة الغدر التي غدر بها في التعامل مع هذه القومية وطريقة تقسيمها من قبل القوى الدولية المتنفذه دون اي ضمانات ملزمة من قبل ادارات الدول التى تم تقسيم الارض و الشعب الكردي ضمن الحدود الجغرافية لكل منهم ‘ ولآن من استلم ادارة تلك الدول ( ولحد الان ايران وتركيا وسوريا مع بعض الفوارق في العراق) غير مستعدين للتعامل العصري مع حقوق الاخر ‘ واجهوا كل محاولات الكرد من اجل حقوقهم ( ضمن تلك الدول او التوجه للاستقلال ) بقوة مفرطة بل شرسة ولا انسانية ‘ تركيا الجمهورية المعاصرة اسسها مصطفى كمال بعد التنكيل بالكرد وخان علنا اتفاقهم مع القادة الكرد العسكريين في الجيش العثماني والقادة القوميين المدنيين عندما خطط لاسقاط السلطنة وبناء دولة عصرية جديدة ووقع معهم اتفاقية بأن ستكون تركيا وطن الترك والكرد بالشراكة و يتمتع الكرد بكافة حقوقه المشروعة ضمن الدولة الطموحة و وثائق هذا الاتفاق تنصل منه اتاتورك ‘ موجوده في خزائن الدول الكبرى والمنظمات الدولية ولكن في زواية مهملة مع الاسف ‘ وأعدم اتاتورك هولاء القادة التاريخيين المناضلين من اجل نيل الكرد حقوقهم المشروعة وابرزهم ( الشيخ سعيد بيران و الجنرال احسان باشا ونوري باشا ) …. واعلن اول وزير داخلية لحكومة اتاتورك امام العالم نصا ( أن تركيا دولة الترك واي شخص يعتبر نفسه غير منتمي للترك ويريد أن يعيش في تركيا ليس امامه خيار الا ان يعمل صباغ احذية …) وعنصرية الحكومة العصرية التى عشقتها اوروبا واحتضنته لم تكون وزير داخليتها يقصد الكرد فقط بل عرب منطقة اسكندرونة التي استقطعها مصطفى كمال من سوريا ايضا ‘ وهذا الكلام اشرس من جمل العنصرية التي كان يستعملها اعتى العنصرين في العالم ومع ذلك رحب الغرب كافة بتركيا الكمالي كدولة عصرية وادخلها الحلف الاطلسي فقط لان مبادراتها العصرية اعطت اشارة واضحة لمحاربة الاسلام ومنعها للعودة الى حكم تركيا ( اثبت التأريخ ان مافكرفية اتاتورك نوع من غباء القادة الذين يغرونهم الانتصارات الغاشمة ) ومنذ ذلك التأريخ وحتى يومنا هذا وعاد ( اسلام اردوغانى – وليس اسلام الرسالة والفكر والحضارة ) الى الحكم في تركيا ‘ حدثت عشرات المذابح والغدر و راحة ضحيتها الاف من الكرد و هدم وحرق مئات القرى على رؤوس اهالها .
اما في ايران ‘ حدث ولاحرج في ابادة الكرد من قبل السلطات الحاكمة فيها خلال كل المراحل التأريخية منذ ظهور الاتجاهات القومية من اجل التحرير بين الشعب الكردي ‘ والوثائق التأريخية تشهد ان هؤلاء الحكام ومنذ البداية لم يغيروا اسلوبهم القمعي ضد القومية الكردية حيث الغدر والتصفية الجسدية لرموز حركات الكرد القومية والغريب ان اكثر هذه التصفيات تحصل اثناء المباحثات السلمية تحت عنوان استجابة مطالب الحركة الكردية ولم يكن تصفية ( اسماعيل خان سمكو) ألا نموذجا لاول توجه السلطة الايرانيه عندما انتفض من اجل استقلال اقليم كردستان وذلك في عام 1930 عندما أقنعتة السلطات الإيرانية بالقدوم إلى ” شنو ” للمفاوضات، وهناك نصب له كمين وقتل ‘ وعندما انتفض الكرد هناك ايضا بقيادة القاضي محمد فكان مصيره الاعدام هو وجميع الشخصيات الذين كانوا يقودون الانتفاضة التي ادت الى اعلان تاسيس جمهورية كردستان في مهاباد في اربعينات القرن الماضي ‘ ومنذ ذلك االحدث ونتيجة قساوة تعامل نظام الشاه مع اي تحرك قومي كردي هاجر جميع زعماء الكرد الى الخارج الى ان سقط نظام الشاه ‘ شعر السياسين الكرد في ايران انه من الممكن الحصول على حقوقهم وضمن نظام الجمهورية الايرانية الاسلامية ‘ فعاد القادة الكرد الى كردستان وعندما توجهوا من هناك الى طهران لتقديم مطالبهم المشروعة ‘ كان جواب النظام الجديد تنظيم حملة عسكرية الى كل المناطق الكردية وحصل القتل الجماعي ومطاردة القادة الكرد بجميع اتجاهاتهم السياسية بطريقة اقسى مما مارسه النظام قبل الثورة ‘ وعندما صمدت الحركة الكردية امام الحملة العسكرية عاد النظام الى عادته القديمة : ( تصفية جسدية للقادة الكرد اثناء المباحثات لحل المشكلة …..!!! ) هكذا تم تصفية الدكتور عبدالرحمن قاسملو ورفاقة عام 1988 اثناء الجولة الثالثة من المفاوضات السرية لحل المشكلة الكردية في ايران وتم اغتيالهم في موقع عقد الاجتماع مع ممثلي النظام ‘ ولم تمر فترة زمنية طويلة اعيدت الكرة تصفية جسدية للقائد البديل لقاسملوا ( شرفكندي ) حيث وصل يد النظام لتصفيته ايضا عن طريق ( الرغبة في الحوار .
التاريخ الحديث وليس ماقبل تاريخ الميلاد وثق العشرات الابادة الجماعية ضد نهوض الكرد في جزئين من وطنهم ملحق بايران وتركيا فقط لانهم يطالبون بحقهم المشروع و بعض الاحيان لاتتعدى هذه المطالب الحقوق الثقافية ….!! ابادة جماعيه من قياداتهم الى قواعد حركاتهم وحرق قراهم وتشريد سكانهم في زمن حكم الشاه الذي كان عنوان حكمه بالحق حارس المصالح الامريكية وصديق مخلص للكيان العبيري المسخ ‘ واستمر هذا التعامل مع الكرد في ظل جمهورية ايران الاسلامية وكذلك في تركيا اثناء حكم مصطفى كمال و اعوانه من بعده و تلك الحكومات من اخلص الحلفاء للغرب وامريكا و حليف اقرب لنفس الكيان العدواني المسخ وترون ان نفس النهج مستمر في ظل القائد الاخواني المؤمن رجب طيب اوردوغان بل هذا الاخ المسلم وحكمه يعلن انه يطارد طموح الكرد حتى في افريقيا …….!!!!
مع ذلك ان ذاكرة الغرب لايتذكر من عمليات ابادة الكرد الا تعامل العنف الذي مورس ضدهم في العراق موثقا ان :
العرب هم عدو الكرد الاول ..!!
أن من يتابع اخبار وتقارير وتوثيق احداث مرت بها الحركة القومية الكردية في اجزاء وطنه المقسم الان ‘ بداً من ثمانينات القرن الماضي ولحد الان يستغرب وهو يرى أن اكثرية تلك التقارير يركز على وضعهم في كردستان العراق بعد جريمتي ( الانفال ) و ( الضرب الكيمياوي ) والسكوت المريب عن كل الجرائم الاخرى بحقهم منذ تنفيذ سايكسبيكو فالمرء يشعر باستغراب عندما يرى في اقليم كردستان العراق تجري حملة منظمة ضد العرب تحديدا منذ ان انسحبت حكومة العراق سلطتها باختيارها من الاقليم بداية تسعينات القرن الماضي وفتح الباب لكل التعاملات مع كل الاتجاهات الايرانية والتركية رغم التاريخ الاسود لسلطة البلدين في تعاملهم مع مشروعية الحقوق القومية الكردية ‘ مثلا ليس هناك اي وثيقة دستورية وقانونية في تاريخ القرن الماضي وكذلك قرن العولمة وحق الشعوب يؤشر مجرد تأشير الى حقوق القومية الكردية في البلدين ‘ بل ان في تركيا هناك ثوابت منع التوجه الى اي تغير دستوري يغير عنصرية التعامل مع القومية الكردية ‘ حيث هناك ثلاث ثوابت تدخل ضمن استحالة التغير وهي : 1- الدولة التركية جمهورية.‘// 2- الجمهورية التركية دولة قانون تلتزم بحقوق الإنسان، وترتبط بالقومية الأتاتوركية ضمن مفهوم الاستقرار الاجتماعي، والتضامن القومي، العدالة، وهي ديمقراطية علمانية اجتماعية.//3- الدولة التركية موحدة أرضاً وشعباً، ولا يمكن تجزئتها. لغتها التركية، علمها أحمر عليه هلال أبيض ونجمة بيضاء كما هو محدد بالقانون ‘ وتنص المادة الرابعة على منع تغيير الأحكام الواردة في المواد الثلاث السابقة، وعدم إمكانية تقديم مقترح بتغييرها …..!! هكذا كان الدستور المؤسس العنصري العلماني مصطفى كمال وبقت هذه الثوابت في عصر السلطان المؤمن رجب اوردؤغان ‘‘ اما في ايران الشاه صديق الغرب و بعد اسقاطه بالثورة الاسلامية فكان نصيب الرموز الكردية إغتيالهم اثناء المفاوضات وكانت عنوانها ( حل قضيتهم القومية )
ونعود الى اشاره أنه ورغم هذه الحقائق في موقف النظامين الايراني والتركي تجاه حقوق القومية المشروعة للكرد ‘ يرى كل المراقبين وبشكل غريب ولا يزال وبعد تاسيس فدرالية لكرد العراق وتمتمعهم ( وهو حقهم مشروع ) بكافة حقوقهم ‘ أن التركيز على اضطهاد العرب للكرد ياخذ مكانة اولوية في بحث قضيتهم ويدفعونهم للتمرد على بغداد غاضين النظر على كل التاريخ الكردي وعيشهم المشترك مع العرب منذ تاسيس الدولة العراقية و يحصرون كل تفاصيل عيشهم المشترك في الفترة الزمنية التي حدث فيها جريمتي الانفال و الضرب الكيمياوي ..
علما ان التأريخ و الوثائق لاول قانون دولة وضع لحكم العراق ليس فيه اي اشارة الى انتماء العراق لقومية واحدة ( حاكمة ) و مثبت في هذا القانون ان كل القوميات في الدولة العراقية لهم الحق يتحدثون و يتعلمون بلغتهم القومية ولحد يوم 14 تموز 1958 كان اهل كل منطقة من مناطق العراق يحكم من قبل اهله
بدأ هذا التوجه ( أي تحريض ضد العرب ) ومنذ عام 2003 وبعد احتلال العراق مباشرة اخذ شكلا منظماً قامت كل الاجهزة الاعلامية المؤيدة بشكل مباشر واخر من خلف الستار لمدرسة الاعلام الغربي عموماً والصهويني ودويلتها العبرية خصوصاً يركز على جريمتين شنيعتين فقط اللتين ارتكبهما النظام العراقي في نهاية الثمانينيات القرن الماضي بحق الكرد ( الانفال و الضرب الكيمياوي ) بشكل يوحي بانهم جريمتين وحيدتين نفذا بحق القومية الكردية منذ تنفيذ سايكسبيكو وتقسيم اراضي الكرد والعرب (فقط ..!) ‘ كأن الكرد في الجزئين الاخيرين من وطنه المقسم كان يعيش في النعيم …!!
والغريب ان الجهات المعروفة اقليمياً ‘ في تركيا خصوصاً لها مساهمة خبيثة في هذه الحملة كانهم يريدون الانتقام من التاريخ العربي بعد مساهمتهم في اسقاط امبراطوريتهم العنصرية المتخلفة ‘ علماً وكما وضحنا في تحليل اخر حول حق تقرير مصير الكرد ان تاريخ النضال الكردي في العراق يشهد ان العرب كشعب و الكثير من المنظمات الشعبية العربية ومنذ تاسيس الدولة العراقية كانوا مناصرين لنضال الكرد وأنه و (بعد سقوط العثمانيين وغدر الانكليز بحق الشيخ محمود الحفيد ، أخذت الحركة القومية الكردية في كردستان الجنوبي (العراق ) طابعاَ أكثر موضوعية في النظر إلى الأمور السياسية والموقف والموقع الكردي في ما يحدث في العراق بعد تأسيس الحكم الوطني فيها وعند ظهور قوة القومية الكردية مطالبة بحق تقرير المصير بقيادة الشيخ الحفيد وأعلن تأسيس الحكومة في السليمانية ، سحق هذا المشروع بالقوة الانكليزية وليس بالقوة العراقية ، وبذلك فتح باب إلحاق منطقتهم بالعراق ، لذلك رأينا ظاهرتين في حياة الحركة السياسية في العراق في تلك المرحلة : الأولى تأييد بل المشاركة الكردية في ثورة العشرين العراقية من خلال تدخل القوة الشخصية للشيخ الحفيد ، ثانياً عندما تم تأسيس الدولة العراقية في 1921 كان للكرد دور الشريك وليس الاشتراك ! في تأسيس تلك الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية أيضاً وبشكل ممكن أن نعتبره متميز ، من هنا فإن وضع إقليم كردستان العراق بعد تأسيس الدولة متميزاَ أيضاَ حيث سلم إدارة المدن الكردستانية الكبيرة بما فيها كركوك لأهلها واعتبرت اللغة الكردية اللغة الرسمية في الاقليم والدراسة في مرحلة الابتدائية باللغة الكردية في المنطقة بما فيها كركوك ..! ويعود حصول هذه المكاسب في رأينا المتواضع لسببين : الأول أن حركة القومية الكردية في تلك المرحلة لم تواجه بالتعصب من قبل سلطة تمثل عرب العراق ، والثاني يعود لحكمة الملك فيصل الأول في تعامله وبذكاء مع كل الأطياف العراقية
( 2 )
وباختصار لاتوجد وثيقة تذكر في العهد الملكي يوثق نص عنصري ينكر وجود التنوع القومي والعرقي في العراق بالاضافة أن توثيق ( العراق جزء من الامة العربية …!!) هو احد المكاسب ( الثورية ) لانقلاب العسكري الذي قاده العسكر واصبح بعد تثبيت هذا النص حجة بيد الاتجاهات القومية من العسكر و المتعصبين القوميين ضد الكرد مما ادى الى ان المادة التي توثق ( شراكة العرب والكرد في العراق ) حبر على ورق وحدث ماحدث في المراحل اللاحقة وان هذا التغير السلبي الذي حدث في تموز 1958 بالنسبة للكرد في الدولة العراقية فتح الباب لنوعين من العقد لم يخسر من خلالها غير مصير الكرد ‘ حيث انتفض الكرد في ايلول 1961 فتح هذا الحدث وتوجه ( الحكم الانقلابين ) لانكار حق الكرد حتى للحد الذي كان موجودا قبل الانقلاب ( بعد الانقلاب ولاول مرة توجه الحكم في بغداد الى عملية التعريب تجاه الوجود القومي للكرد مستغلين نص الدستوري – كما في ايران وتركيا – بأن العراق جزء من الامة العربية ) النوع الاول للعقدة ان الانتفاضة 1961 فتح شهية ايران الشاه للتدخل المباشر لاول مرة ضد العراق مابعد 1958 و كذلك تركيا ‘ والعقدة في جانبها الثاني ان القادة الكرد اثناء الانتفاضة ضعفوا امام التدخل الخارجي للعراق لقضيتهم دون ان يكونوا في موقع القوة التي تسمح لهم بفرض مايطمحون من اجل تحقيق هدفهم القومي داخل الدولة العراقية بذلك ( ولحد كتابة هذا المقال ) اصبح قضيتهم تحكمها القوى الاقليمية الطامعة بعضهم مع البعض اولا وموحدة عندما يشعرون ان الانتفاضات الكردية يمكن ان تتوجه الى تغير جغرافية الاقليم بقوة القومية الكردية الموحدة او بتحريك القوى الطامعة في الهيمنة على استقلالية ارادة شعوب المنطقة وفي مقدمة هذا التوجه طبعا تقف مصدر القرار الامريكي الثابت في عدوانيتة تجاه شعوب المنطقة ومن اجل امن الدولة العبرية الاستيطانية .
(3)
امة مغلوبة على أمرها
تحدثنا كثيرا عن تشابه مصير الكرد والعرب نتيجة التحول الحاد الذي حدث في المنطقة بعد سقوط العثمانين و توزيع تركتها حسب رغبة الحلف الغربي المنتصر بضد طموحهم والالعيب الغرب العدواني لتنفيذ غدرهم بمصير الكرد والعرب سببه معروف للعالم وهو تنفيذ وعد بلفور لتحقيق امنية الصهاينة العدوانين والمنافيق والغدارين مزوري التاريخ عن طريق مبدئهم الاساسي ( الغدر ) ..!! ولكن المشكلة ليست هنا ‘ بل المشكلة الاساس تكمن في ان هولاء العدوانين ( الغرب والصهاينة ) خططوا لتنفيذ مايريدون تجاه شعوب المنطقة بشكل دقيق وذكي اساسه ( فرق تسد ) مشجعا كل ظواهر التفرقة ومانعا كل التوجهات الايجابية للوحده ‘ وتعاملوا مع ذلك بجد ‘ فكان منافذ التنفيذ في الوضعين الكردي والعربي ( مع الاسف وحتى هذا الوقت ونحن عبرنا القرن العشرين و عبرنا عام العشرين من الفية الثالثة ) للتفرقة ‘ اكثر انفتاح امامهم من الوضعين الفارسي والتركي وكان ذلك ( ودائما نذكر : لحد الان ) لتمسك كلا الطرفين كل على حده بوحدة المصير التأريخي والجغرافي ‘ كند بوجه طموحات القوى الوافدة من الغرب رغم انتصارهم ‘ ومن خلال تجاوب مع الكثير من اساسيات طموحهم وارادتهم ‘ كان طريق تحطيم الارادات الكردية العربية ( خصوصا عندما اكتشفوا تجاوب الطرفي التركي والايراني مع هذا الهدف لان الغرب تجاوب مع الحلم الصهويني في اختيار موقع تنفيذ وعد بلفور في عقر دار العرب الاسلامي ….!!!) .
فكان من نتائج اللعبة (المؤامرة ) ان الروح القبليه العربيه سهل تنفيذ الخطة ‘فالذي يقرأ اخر لقاء مع الصحفي الكبير الراحل محمد حسنيين هيل قبل رحيله وهو يتذكر باسى وحزن جلسات وزيري الخارجية ( الفرنسي و البريطاني – المشهورين بتقسيم الشرق العربي والاسلامي تحت عنوان اسميهم سايكسبيكو ) وكيف يقسمون اراضي العرب و يحددون حدودهم وحكامهم ( أوفياْْ ء ) في جلسة ليلية من الليالي الحمراء ويتبادلون كؤوس المشروبات الروحية ويضحكون على مصير الكل ( أحياء ) في الشرق العربي و الاسلامي ..! وفي قراءة وضع ومصير الكرد و وطنهم ومخطط المحررين الغرب تشعر باللعبة الحقيرة نفسها التى يلعبون الان مع الكرد ‘ كانوا يسهلون حضور ممثليهم لمؤتمرات ( يسمونها مؤتمرات تقرير مصير الشعوب ) ومن يريد ان يقرأ وثائق هذه المؤتمرات وبروح حياديه يكتشف ان المتنفذين الاقوياء الحقراء الغرب ماكان يمهم شيء في تلك المؤتمرات غير خداع و استعمال ( أمراء العرب القبلين ) و ممثلي الكرد الذين ماكانوا لهم حول ولا قوة امام سطوة ممثلي الترك والعجم وهؤلاء الامراء ضامنين مايردونة كل حسب مصلحتة هم نفس الغربين الان ليس فقط يخدعون الكرد بل لايزال يعتبرون ان هذا الشعب يستحق ( مادة احتياطية ) لارتفاعها وانزالها كما يريدون لآن تجارب اكثر من مئة لم يتوجه لاثبات ارادتهم الموحدة كما حال العرب كانوا ذلك الوقت 12 كيان الان وبدل حلم الوحدة اصبحوا 22 كيان .
لنترك العرب وحلمهم ‘ ونتوقف على مأساة الكرد ‘ كما نؤكد في جميع مواضيعنا حول مسيرة القوم ( العظيم المغدور) الذي انتمي اليه ‘ ان ازمتها الرئيسيه بقدر الذي يتحمل مسؤوليتها قوى الغرب الغادر وحكام الاقطار الذين قسموا عليهم الكرد ارضا وشعبا ‘ بنفس القدر بل الاكثر ‘ من ذلك يتحمله من ظهروا وكانهم قادة الكرد اثناء الانعطافات التي كانت تحصل في المنطقة ‘ حيث لاترى ولاتقرأ انهم اختاروا الوقت و الموقف حسب دقة الوضع و قدرتهم و استيعاب مايدور حولهم عندما يتطلب الموقف حساب كل هذه الجوانب بذكاء القائد ‘ ومن حضهم عندما يظهر قائد له هذه الصفات فكان ( ولايزال ) اما يقتل او يورطنه بنوع من المعارك يموت فيه قهرا ‘ وذلك عندما تضيع الفرص امام تحولات التي تحصل في المنطقة والمؤسف أن مراجعة مراحل قضية الشعب الكردي يؤكد هذه الحقيقة المؤلمه جدا ‘ في موضوعنا السابق تحدثنا عن بعض من تلك الفرص واهم فرصة الان تسير الى ضياعها بشكل مؤلم هو تجربة اقليم كردستان العراق واكثر مايؤسف له في مراجعة مراحل هذه التجربة التي مرت عليها اكثر من عشرين عام ‘ انه و بعد احباط ماسميت بـ ( عملية إستفتاء استقلال كردستان ) .
عندها اعتقد المخلصين من الكرد ان ماحدث سيؤدي الى وضع القادة الكرد امام مسؤولية وطنية وقومية ويتوجهون لاختيار الوحدة طريقا لتعويض خسارتهم في تلك العملية و عدم السماح بتوسيع الثغرات التي احدثها فشل الاستفتاء‘ ولكن ومنذ بداية الاحباط توسعت الثغرات و تبادلت الاتهامات لحد تخوين بعضهم البعض بحيث بدل ان يتوجهوا موحدين لبغداد ‘ أن موقفهم هذا ادى الى تقوية الاطراف العنصرية والغير مؤمنة بالحق الكردي المشروع في بغداد ويعملون لاحباط اي عودة كردية قوية صاحب الحق في شراكة العراق الموحد الى بغداد .
اهم شيء مؤسف في تجربة حكم الاحزاب الكردية منذ انسحاب السلطة من مدن الاقليم ‘ ظهور مظاهر الغرور في ظرف كان بحاجه الى تصرف لرص الصفوف و التوجه الى رضا الشعب اولاً ‘ فبدل وضع الحجر الاساس لنوع من الادارة التي يضمن ادامتها ‘ كل طرف توجه لضمان ليدعم نفسه فقط دون تحسب ماياتي به دخول هذه التجربة غدا من التحديات المصيرية المتعددة الجوانب حسب حساسية وضع المنطقة والواقع الكردي فيها ‘ واهم تحسب ان هذه الفرصة لم تاتي بها طرف اخر ( المركز القرار العراقي في بغداد ) من القناعة لفسح المجال امام الكرد لخوض التجربة ‘ بدل كل ذلك بدأت عندهم ظاهرة البحث عن ( مقاعد ) في ذلك الحكم بدلا من وضع اساس للارادة التي تستطيع ادارة الخدمة ‘ والذي يعوض الكرد عن سنوات الظلم الماضيه وتفتح امامهم مستقبل ضحوا من اجل الوصول اليه وهو حكم انفسهم ‘ فظهر من بين من وصل الى موقع المسؤولية بدأ يمني على الشعب بدل إرضاءه وبعد ظهور النفط دفعهم الغرور دون اي ضمان ملموس وتمردوا عن المركز رافعين شعار ( استقلال اقتصادي ) وهم يعرفون انهم ليسوا اصحاب استقلال اداري ليس فقط بسبب بغداد بل لانهم يعرفون انهم واقعين تحت ارادة دول اقليمية بحيث من الصعب عليم اتخاذ قرار استقلالية ادارية ‘ فمابالكم بالاقتصاد المرتبط بشريان الحياة من كل جوانبة ‘ وبعد الظهور السريع والمرعب لماسمي بالاستقلال الاقتصادي حيث لم يستطعوا دفع راتب المشروع للعاملين في مؤسسات سلطة الاقليم وفي المقدمة العاملين في مؤسسات التربية والتعليم و في جانب اخر يرى المواطن الكردستاني بوضوح وبشكل عملي بناء مولات و اسواق و اماكن ترفيه واغلقت المعامل و المصانع كان من تركة السلطة المركزية كمعمل السكاير والسكر و سمنت السليمانية و معمل نسيج اربيل وتعليب الفواكه في دهوك ….ألخ ‘ وشجعوا الفلاحين لبيع اراضيهم الزراعية تم تحوله من قبل مقتدرين الى مزارع خاصة و……ألخ
اما في مجال السياسة والثقافة ظهر نوع من الفوضى دون ان تشعر بوجود خصوصية للثقافة الكردية في حين ان السلطة عجزت عن دفع رواتب المعلمين ترى افتتاح المعاهد و مراكز لتعليم اللغات الاجنبية الاهلية في زيادة في المدن الكردية وظهر من على شاشات تلفزيونية مجموعة من المحللين كل اربعة اوخمسة منهم يحلل حسب وجهة نظر طرف من اطراف السياسية المتصارعة في ساحة الاقليم فقط مهمة كل واحد منهم انتقاد وفضح بالارقام فساد الطرف الاخر دون ان تسمع حتى بالاشاره الى طرح برنامج للاصلاح ‘ و كل واحد منهم يحسب نفسه خريج معاهد دراسات سياسية في ارقى الدول الاوربية او يقلد ( اريك رولو الفرنسي واخر روبرت فيسك امريكي او توماس فريدمان …الخ) يتحدثون يمينا ويسارا لايفهمهم المساكين من الشباب المتخرجين من الجامعات منذسنين ويقضون كل ايامهم بحثا عن اي ( شغل ..!!) او فتح منفذ للهجرة ويسمون هذا الفوضى الاعلامي بالحرية والحوار الحر …. مهمتهم دغدة الشعور العاطفي لكل طرف ضد طرف او الاطراف الاخرى دون ان ترى او تسمع حتى ولو بالاشارة الى حل لكل هذه المشاكل التي تتوسع يوما بعد يوم ‘ ولايستغرب احد ان هذا الوضع في فوضى الاعلام وما يسمى بحرية الراي والراي الاخر ‘ ولانه يجري اساسا دون اسس علمية وسياسية متزنه ويعتمدون فقط على : تبادل التهم و دغدة عواطف لايستغرب احد اذا قلنا ان هذا التوجه ادى الى دفع الاكثرية الناس الى خيبة الامل لان لم يتحقق 20 % من كل ماتعهد به المسؤولين عن ادارة الامور في الاقليم ‘ ولايستغرب احد أن اي اشارة الى بديل من اي كائن بشري مهما كان اخلاصه وصدقه امام الناس او مسؤولين سيتهم بالخائن او اقله يتهم بانه من ازلام سلطة البعث علما ان اكثر من مسؤول على كرسي المسؤولية ظهر بعد سقوط بغداد كان لهم ( أضابير ) سميكة يؤكد تعاونهم مع النظام …!!
( 4 )
حلم كردستان الكبير
واحدنا يحارب الاخر
حالنا الكرد ‘ كحال العرب ‘ يشهد الله كلما يرتفع صوت ونداء الوحدة هذا يعني هناك عمل لتفرقة اوسع مماهو موجود في لحظة ارتفاع النداء ‘ اي الدولتين العربيتين تتجه حتى ولو كشعار الى تكوين نوع من الوحدة ترى بسهولة تاسيس مكتب لتخريب هذا التوجة من بلد عربي قريب من حدود احد الدولتين العربيتين ‘ وأذا استوجب ياتي الجار بقوة من الغرب لاسقاط التوجة قبل الدخول في التجربة ‘ وهكذا نرى اكثر من صفحة مؤلمة في التجربة الكردية أيضاً ‘ عندما اعلنت القيادات الكردية في العراق التوجه نحو بناء سلطة فدرالية تمهيدا لاقناع حكومة المركز للاعتراف بهذا الاختيار ‘ بدلا من ان تبادر القوى الكردية الاخرى في اجزاء اخرى من وطن كردستان بتأييد اعلامي وهو اضعف الايمان ‘ اعلنت اكبر قوة كردية مناضلة من اجل استقلال كردستان بلسان قائدها ( عبدالله اوجلان ) قائلاً : ( ان هذا الكيان الكردي في شمال العراق موجه اساسا لمعاداتنا ويجعلونه خنجرا ليطعنونا به وهو تهديد مباشر لشمال العالم العربي و غرب ايران وجميع شعوب المنطقة / لقاء مع اوجلان في مجلة – الوسط – العدد324 في 13 / 4 / 1998 اجرى اللقاء ابراهيم الزبيدي – نص نقل من صحيفة الاتحاد لسان حال الاتحاد الوطني الكردستاني – العدد 264 في 25 / 4 / 1998 )
كما قلنا ان حال الكرد ‘ كحال العرب ‘ أن أطرافهم السياسية ‘ يتحدون بصعوبة ‘ وإذا حصل ذلك سيكون من اجل مواجهة طرف او اطراف اخرى من العرب ومن الغريب يحصل ذلك بدعم القوى الخارجه عن ارادة القومية للامة ….!! فحالنا نحن كحال الاخوة العرب ‘ وطننا مجزء على اربع دول ‘ وطموحنا أن نتحرر ويكون لنا كيان قومي ‘ وهذا الطموح مشروع بكل مقايس الارض والسماء ‘ فبعد ان حدث ماحدث ‘ في وجدان الانسان الكردي ‘ لم ينطفي جذوة طموح الاستقلال القومي لياخذ مكانه الطبيعي بين القوميات الثلاثة الاخرى في الشرق الاوسط ‘ ولكن الاحداث السياسية في المنطقة والعالم و الدعم الدولي في الاعتراف باستقلالية الدول الذي وقع الكرد ارضا وشعبا ضمن حدودهم الدولية ‘ ورغم أن تلك الدول كما اشرنا لم ينظروا الى احترام خصوصيات القومية الكردية في بلدانهم حسب المعايير الدولية للمنظمات الدولية الملتزمه برعاية حقوق الانسان كما اشارنا بالوثائق في بداية الموضوع ‘ الا ان الطموح المشروع للكرد في الاستقلال في مراحل مابعد تثبيت سيايكسبيكو في كل بلد من تلك البلدان اختصرت الى المطالبة باحترام خصوصياتهم القومية ضمن تلك الدول ‘ وحاولوا بشتى الطرق واحيانا بالتعاون مع بعض الاطراف الوطنيه ضمن دولهم ان يصلوا الى هذا الهدف بالطرق السلمية الا ان تجاوب الحكومات ليس هو عدم الاستجابة فقط بل توجهوا الى استعمال العنف الى اقصى حد لمواجهة صفحات النضال الكردي ‘ الى ان وصل استعمال القوه ضد طموح الكرد في العراق بعد انقلاب تموز 1958 الى الذروة ‘ فتح هذا الموقف نظرا لمرحلة التي حدث فيه الثورة الكردية .
***
ان الباب الذي استغلتها القوى الاقليميه لاستغلال انتفاضة الكرد عام 1961 لم ينغلق منذ ذلك اليوم بل اصبح موضوع ثابت في سياسات تلك الدول ‘حيث ان الدولتين الاخيرتين ( ايران وتركيا ) اللتين قسم عليها الجزء الاهم من ارض كردستان ‘ كانوا حلفاء للنظام الذي اسقطه الانقلاب العسكري 1958 ‘ فتم استغلال هذا الحدث من قبلهم لاضعاف العراق من اجل ان لايتحول الحكم فيه الى بؤرة ضد التوجهات السياسية للحكومتين انقرة وطهران خصوصا ان الحكم العسكري وبدعم جنوني دون اي اساس موضوعي مستوعب من العراقيين من اليساريين في العراق الذي فتح الباب لدخول السوفيت في العراق ‘ من هنا ان بدء الاصطدام المسلح بين الحكم العسكري الموالي للسوفيت والكرد فتح الباب على مصراعيه لتدخل تركيا وايران وبدعم الغرب لاستغلال الحدث ‘ ولان الكرد في هذين البلدين لهم وجود واسع ولهم نفس الطموحات القومية لكرد العراق ‘ كان لابد ان يتوجه الحاكميين في انقرة وطهران للتعامل عن طريق ( الخبث السياسي ) يفرضون هم شروطهم ( كاملا…!! ) على حركة الثورة الكردية في العراق ‘ خصوصا موقف ايران الشاه …. ‘
من هنا فتح الباب للتدخل والذي جرى ( بعكس الطموح القومي الكردي ) اضافة الى دول المنطقة ‘ فتح امام كل الاطراف الخارجية عندما توجهوا الى استغلال الوضع الكردي ‘ ولكن المشكلة مميتة في هذا الموضوع ان بعض الاتجاهات في القيادة الكردية خضع بشكل مفرط لشروط الخارجية دون اي ضمان مما ادى الى ان يؤثر كل نوع من هذا التدخل بشكل سلبي على نفس الطموح الكردي في كافة اجزاء كوردستان الاخرى ‘ واخطر من ذلك ان الكيان الاستيطاني للدولة العبرية اصبح احد لاعبي في ساحة هذه القضية …!
باختصار ‘ ( ومانقوله شيء مؤسف ومؤلم لتأريخ الحركة القومية الكردية عندما ننظر اليها في جانبها المشروع لحقها في الانتفاض والثورة ) ان الحركات الكردية ومنذ ستينات القرن الماضي اصبح ساحة تنافس بين اجهزة المخابرات دول الاقليم بالاضافة الى امتدادات نشاطات المخابرات الدولية الطامعة في المنطقة ‘ بذلك اصبح الوصول الى حقوق الكرد في اي جزء من اجزاء كردستان المقسم رهينة مصالح وتنافس بين هؤلاء .
وعندما يصل اي طرفين من الاطراف المتدخلة في الشأن الكردي يصبح حقوق الكرد هو الضحية ‘ عندما ضاق الامر بحزب العمال الكردستاني في تركيا اضطر قادته الى الخروج من الاراضي التركية ‘ توجهوا الى سوريا ‘ وحتى السياسي الامي يعرف ان هذا النظام لم يفتح حدوده لايمانه بحق الكرد لانه حرم الكرد على ارضه من ابسط حقوقة الانسانية ( هوية القانونية لانتمائه الى سوريا – الجنسية – ) ‘ امام هذا الواقع ‘ اليس من المنطق ان يفهم قادة ذلك الحزب انه وضع قوته في سلة جهه محاربة لطموحة القومي هدف ضمن استرتيجيته ؟ ويضيف ذلك الى ( احتياطاته المضمونة ) في صراعها الاقليمي مع تركيا ؟ و …أليس هذا ماحصل ؟ وعندما عقد النظام السوري اتفاقا خدم في حينة مصالحه مع تركيا ‘ أصبحت هذه القوة الثورية التي كانت تعاهد لسنوات طويلة بتحقيق اماني شعبه القومية ‘ وان مقاتليها و زعيمهم ضاق بهم الارض بما رحب الى ان شاركت الجهات المخابراتية الدولية والاقليمية وكان موساد الحكم الاستيطاني العبري في المقدمة قدموا اوجلان مكبلا بالقيود الى النظام التركي ‘ علما ان ارض كوردستان تركيا ‘ اوسع ارض للنضال المسلح والمقاومة …
وبعد الانتكاسات التي واجهة الثورات الكردستانية ‘ وجاءت فرصة امام أقليم كردستان العراق ‘ بدل أن يتجهوا كل الوطنيين الكرد الى اختيار اسلوب التعاون البناء لهذه التجربة ‘ قام ( ثوار كردستان ايران ) وكذلك ( العمال الكردستاني ‘ كل مجموعة مسلحة على حده باختيار مساحة من ارض اقليم كردستان على اساس جعله مناطق انطلاق للعمليات الثورية لاجبار حكوماتهم لاستجابة لهم ….!! بذلك وضعوا قيادات اقليم كردستان في موقف حرج جدأ ‘ نسمع نتائجه يوميا ‘ بل أن العمال الكردستاني اعلن اخيرا اعتبار منطقة قنديل اقليم خاص بهم خارج ادارة اقليم ذات حكم فدرالي معترف به دستوريا في العراق ‘ وان اي تصرف تجاه اختيارين حرجين من ( ثوار كردستان ايران او تركيا ) من قبل قيادات اقليم يعتبر ( خيانة قومية …..!!!) لذا ترى ان سلطة الاقليم يتخبط في التعامل مع هذا الحرج …!!!
من المعلوم بعد تذكير هذه الاحداث المعقدة في قضية شعب مصيره في المنطقة كان ضحية تعاملات غير منصفة وغادرة للقوي والمتنفذة في العالم والمنطقة ‘ وهو يتعقد يوم بعد اخر نتيجة لتخبط وقع فيها قيادات حركات القومية الكرديه في تعاملهم مع القوى المتنفذة اقليميا و دولياً وبالمقابل موقف والتصرف الشرس للقوى الحاكمة و المضادة لطموح الكرد القومية ‘ وانحطاط مايسمى بالمنظمات الدولية المسؤولة عن مساعدة حرية الشعوب حيث تحولت هذه المنظمات ايضا الى اداة بيد الاقوياء من القوى الاقليمية والدولية ‘ ليس امام الكرد ‘ طالما لايتخلى عن طموحه المشروع اختيارين كما تؤكد وقائع الاحداث ‘ وكل من الاختيارين بحاجة الى شجاعة في المبادرة ‘ وبطريقة موضوعية بعيدا عن العواطف المجردة بل ان يكون العقلانية سيد الموقف ‘ وأشار اكثر من وطني كردي الى اهمية هذاين الاختيارين ‘ فاما ان يبادر القادة الكرد في وطنهم كردستان المقسم بشجاعة الى التوحد وتاسيس منظمتهم القومية واختيار وقت ومكان لانطلاق مع دعوة للعالم بما يريدون ليكونوا في مستوى المسؤولية لمواجهة الحدث ‘ او يتفق قادة الاجزاء الاربعة بينهم ان يكون التعاون والعلاقة بينهم ينحصر في مجالات المشورة والبناء وينحصر نضال كل جزء ضمن بلده والتعاون مع القوى الوطنية في البلدان الاربعة للبناء وان يكون الكرد صاحب القرار وليس تابع و مطالب بالحقوق فقط
ككاتب كردي وفي ظلمات هذا الوضع الذي يعيشه شعوب المنطقة ارى ان المقترحين في ظل الاعيب تلعبها القوى الظالمة و عملاء تلك القوى وتجار السياسة ومافيا لصوص ثروة المنطقة يدخلان ضمن دائرة الاحلام بعد ان وصل كل جهة ( مع كل الاسف ) الكردية الى وضع لارجعة فيها باتجاهات ايجابية ‘ ولكن … لاضير ان نحلم … وابوالمثل قال من زمان : ( أنا اريد وانت تريد … والله يفعل مايريد )