( 1 ) لعبه من الالعاب الامريكيه القبيحه :
يومي 13 و 14 من شباط 2019 ‘ انعقد بتخطيط ورعاية من الادارة الامريكية وبمباركه ودعم من الكيان العبري ‘ مؤتمر تحت عنوان كاذب ( دعم السلام في الشرق الاوسط ) ‘ فكرة المؤتمر جاءت في البداية كمقترح أمريكي لعقد اجتماع دولي من أجل الضغط على إيران ، لكن عددا من الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة لم يبدوا حماسا للفكرة ‘ لآن أوروبا ومنذ بداية حكم الادارة الامريكية الجديدة والتصرفات المتسرعة لرئيس الادارة ( دونالد ترامب ) والتي تظهر السياسة غير واضحة المعالم تتجسد في قرارات مثل انسحابها من الاتفاق النووي مع ايران وقرار الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى من العوامل التي أسهمت في أن ترى القوى الأوروبية في الولايات المتحدة عنصرا لا يمكن الاعتماد عليه .لذا مهما بلغ حجم المشكلات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط، فسوف يخبرنا المؤتمر بالمزيد عن الانقسامات الكائنة في معسكر الغرب، والتي يبدو أنها تتحول من سيء إلى أسوأ.
ونتذكر انه وقبل فترة من ذلك روج لعملية اخرى يجري التخطيط لانجازها سميت بـ( صفقة القرن ) لانهاء الصراع ( العربي – إلاسرائيلي ) ‘ فتوجهت الادارة الامريكية الى العمل لتوسيع في أجندة المؤتمر ليكون اجتماعا على المستوى الوزاري “يروج لمستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط.” ولم يرد اسم إيران في جدول أعمال المؤتمر بعد أن توسع ليشمل بعض القضايا العامة مثل تحديات الأوضاع الإنسانية، وأوضاع اللاجئين، والحد من انتشار الصواريخ …..ألخ .
ومن خلال هذا التحرك تسعى واشنطن للضغط على أصدقائها الخلجيين من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي ‘ يؤدي نشاط هذا التحالف بخطوات مدروسة الى انهاء الصراع ( العرب ..! ) مع الكيان العبيري ويضمن حل قضية فلسطين …! ولكن العالم كله يعلم ان الذي ليس له مكان في اجندة الادارة الامريكية هو التوجه لاي حل يكون حتى في حدها الادنى لصالح قضية فلسطين ونظرتها الى هذه القضية نفس نظرة الكيان العبري المسخ وهي تصفيتها وليس حلها ‘ هذا بالاضافة الى ان كل تجارب الماضي والحاضر تقول إن كل مكان تطأه رجل الأمريكان يتحول إلى بؤرة توتر واقتتال وحرب وفتنة ودمار ‘ وهذه الاسترتيجية هو الطريق الوحيد الذي يخدم بقاء الكيان الغاصب ويحقق استمرار سياسة الهيمنة الامريكية في المنطقة ‘ وكما تؤكد الاحداث ان اي توجه لضمان الاستقرار الحقيقي هنا يواجه من قبلهم بالقوة ويعتمد مصدر القرار الامريكي في ذلك على عدوانية الحركة الصهوينية العالمية و تعاون حكام المنطقة المعتمدين اساسا على وجود قوة الهيمنة الامريكية و وجود اسرائيل لضمان بقاءهم في الحكم .
( 2 ) مشروعية الشك من حكام ايران ..!
عندما اندلعت ثورة الشعوب الايرانية ‘ استبشرت كل القوى الخيرة الساعية الى تقوية الارادات الوطنية في المنطقة كطريق لضمان الاستقرار الحقيقي فيها ‘ لان النظام الايراني قبل الثورة كانت احد اهم جهه معتمده لدى قوى الهيمنة الغربية عموما و الادارة الامريكية خصوصا بحيث كان النظام يسمى بـ ( الشرطي الامريكي ) في المنطقة ولم يكن للصراع ( العربي الفارسي – او الشيعي والسني ) له وجود في قاموس الحديث عن الوضع السياسي في المنطقة بين الكيان العبري و الانظمة العربية الداعمة للهيمنة الامريكية ‘ لذلك كان لسقوط نظام الشاه و انتصار الثورة في ايران ضوء امل مشرق لتحالف القوى ذات الارادة الوطنية لتوحيد الموقف لضمان مواجهة قوى الهيمنة كما تطمح شعوب المنطقة ‘ وكانت شعارات الثورة الايرانية مشجعه للاعتماد على تحقيق ماكان تتمناه القوى الوطنية الحقيقية لشعوب المنطقة والفلسطينين كانوا في مقدمة المتفائلين بذلك ‘ ولكن لم تمر فترة ليست بالطويلة الا وان النظام الايراني الجديد فاجأ شعوب المنطقة بتوجهاتها التي يشوبها الشك والتناقض الصارخ مع ما اعلنه في بدايات سيطرته على الحكم في ايران متحججا بالحرب التي اندلعت مع العراق ‘ وظهر ذلك من تصرفاتها بعد الحرب مع شعوب و اعراق وطوائف المنطقة ‘ تلك الحرب التي يشوب اسباب اندلاعه و اطالته كثيرا من الشك ماكان للشعوب وللطوائف والمذاهب يد فيها‘ حتى لو كان صحيحا في بعض جوانبها ‘ ماكان متوقع من حكام ايران الجدد يجعلونه حجة لتوجهاتهم التي لاتقل خطورتها من اهداف الهيمنة الغربية للسيطرة على ارادة شعوب المنطقة ‘ بحيث عندما نقرأ الفعل و التصرف للنظام الايراني ‘ نرى ان تمسكهم بتلك السياسة ادى الى تشجيع الادارة الامريكية الشريرة و الكيان العبري المسخ والانظمة المؤيدة للغرب في المنطقة على توسيع تصرفاتهم العدوانية وخلق بؤر الشغب والفوضى و الادعاء بالخطر الايراني على شعوبها ‘ من هنا كان مؤتمر وارسو احد حجج الادارة الامريكية و اسرائيل حيث انهم متمسكين بوهم ان الخطر الاكبر على شعوب المنطقة هو النظام الايراني ‘وليس استمرار التوسع الاسرائيلي ورفضه لكل مايتعلق بالقرارات الدوليه لاعادة حق الفلسطينين .
ولكن في الحقيقة ومن خلال تصفح صفحات الصراع ذلك النظام مع الغرب عموما و مصدر القرار الامريكي خصوصا ‘ يبدو ان هدف صراع النظام الايراني معهم اساسه ليس اولوياته حقوق شعوب المنطقة وحرية ارادتهم واختياراتهم الوطنية ‘ بل تقسيم الهيمنه فيها
من هنا نرى ان قراءة الصراع الايراني الامريكي بالرؤيا التي يؤدي الى القول بأن الضغط على إيران لن يرتقي إلى مستوى الحرب قطعا، فالمطلوب وفق الاستراتيجية الأميركية هو الضغط ، والضغط يمكن ان يؤدي الى المساومة و توزيع المكاسب بالتساوي او قليل من الخسارة هنا لكسب شيء اكثر من المتوقع هناك و…الخ .
وفي تاريخ اخلاق مصدر القرار الامريكي مساومات من هذا النوع ليس غريبا ولا مستبعد ‘ و تلميحات صادرة من بعض مصادر الكونغريس الامريكي حول اظهار اتفه قضية ( قتل خاشقجي – كأنه الوحيد الذي قتل في العالم غدرا ) للتعامل مع الحكام السعوديين ليس الا اشارات صغيرة قابله للتضخيم ضد حكام الخليج باتجاه تقسيم مكاسب الهيمنة مع من يتصرف بالعقلانية المعتمدة على القوة من الداخل والنظام الايراني ولحد الان يتصرف على هذا النهج برصانه يحسد عليه من قبل حكام الخليج المهزوزين داخل بيوتهم …!!
( 3 ) وعندما يلعب كل على ارض الميعاد …..!
اكثر من مره اشرنا في تحليلاتنا السياسية المتواضعة انه لم يحصل ‘ او نادرا مايحصل ‘ الظلم البشع و سفك الدماء والتضحيات التي لم تؤدي الا الى زيادة الماساة والتشرد كما حصل للشعبين الكردستاني ( الكرد ) و الشعب الفلسطيني ‘ و كل ذلك حصل لهم تحت عنوان النضال القومي من اجل حق تقرير المصير ‘ هنا ‘و بعد ان تحدثت اكثر من مره و بالتفصيل عن وضع الكرد سابقا ‘ اليوم ابدي رائي فقط عن اللعب بالقضية الفلسطينية تحت شتى العناوين تبدأ بـ ( النضال لتحرير القدس باعتباره المقدس الاسلامي ) ولا ينتهي الا بزيادة احباط اهل فلسطين اخرها شق وحدتهم بين غزة والضفة ‘ وتوسيع مستوطنات لاحفاد ( تيودور هرتزل )
منذ بداية اربعينات القرن الماضي ‘ عندما بدأ الاستعمار البريطاني بتنفيذ وعده المشؤوم ( بلفور ) بكل الطرق الخبيثه و الوحشية والخداع ‘ إلى أن تم زرع الكيان الاسرائيلي وتشريد اهل فلسطين ‘ كما تحدثنا في مقالنا السابق ‘ أن ( قضية فلسطين ) اصبحت قضية تجارة سياسية بالنسبة ( للكل وبدون إستثناء ) وكل الادعياء المنتمين للقومية العربية عموما وحكامهم الذين تم تنصيبهم من قبل نفس العدو الذي عهد ( الصهاينة ) بتحقيق حلم عودتهم لارض الميعاد ‘ فهولاء الحكام وفي تلك المرحلة بدل التعامل بعقلانية لمواجهة ذلك الخطر ‘ ساعدوا ( من حيث كان يعلم قادتهم ) على تنفيذ خطة الغرب عندما طردوا الجزءالمهم من شعوبهم ( من اليهود ) ليقدموا بذلك دعم مباشر لتاسيس ذلك الكيان الذي هو الان يشكل اكبر خطر على الامن و استقرار شعوب المنطقة مستغلة ذلك الكيان استمرار ( تمسك الاتجاهات القومية ) بسياسة التعصب الاعمى في التعامل مع الاحداث والخطر الاكبر في هذا الوضع ان ( القادة والسياسيين ) منهم يتعاملون مع هذا الخطر بازدواجية واضحة حيث يغذون تحريم التقرب من ( العدوالغاصب ) نهارا وهم يتعاملون بكل جدية في الظلام مع ( الغاصب ) ليس فقط ضد الارادات الوطنية بل ضد المشردين من اهل فلسطين ‘ فكان مؤتمر ( وارسو ) خطوة لكشف رغبة ( الحكام ) للعيش الامن مع ( إسرائيل ) ‘ ومقابل هذا الخضوع ‘ تبرز ايران المدافع الامين عن قدسية القدس و الدفاع عن الاسلام و الفلسطينين …..!!!
ان الحكام العرب ‘ وكذلك تنظيماتهم الشعبية التقليدية عندما اعلنوا انفسهم اصحاب القضية ‘ ليس فقط فشلوا ‘ بل تصرفاتهم ادى الى اضعاف كل اهل فلسطين بدئا بالذين اختاروا بقاء ضمن وطنهم الاصلي و زيادة معانات المشردين منهم ‘ وأن منظمتهم ( منظمة التحرير …!! ) الذي ادعوا حكام العرب انهم معترفين بها ( الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ) ولكن في الواقع لا يزال الحكام العرب يعملون على اضعافها و ( تقسيم الضفة وغزة ) شاهد الحال …
من هنا ان الدعوة الى الفلسطينين بالوحدة والتمسك بالنضال من خلال الاعتماد على ارادتهم الذاتية وعدم الاعتماد ( كليا ) على ادعاءات حكام العرب باعتبار قضيتهم ‘ قضية قومية عربية وحيدة ‘ فهذا الاختيار سيكون الضوء المصيري في نهاية النفق الطويل الذي اوقعهم فيه اكاذيب حكام الامة ‘ اذ ان الدلائل والارقام اثبتت ان اقصر انتفاضة داخل فلسطين دفعت العشرات من المستوطنين الى الهروب من جنة ارض الميعاد
واخر الكلام :
للنهر عقاب واحد لايمارسه دائماَ ‘ وهو اغراق الذين يدخلونه قبل ان يتعلموا السباحة / مثل برازيلي