1- ميزان ثقافي:
تعود أن تقيس المثقف لا بشهادته العليا ولا بكثرة مؤلفاته ولا بأوسمته التكريمية ولا بفصاحته وشقشقته اللفظية ولا بقصائد المدح الرنانة التي تقاس أطوال الأبيات فيها بالمسطرة ولا بمؤتمراته المكوكية ولا بصوره الجميلة في الهيئات العليا أو قصور الثقافة بل بمواقفه اطرح السؤال التالي: ماذا فعل للتنديد بالفساد ،غياب العدالة الاجتماعية ،الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي ، هل كان في الصفوف الأولى أم اعتبر ذلك غوغائية وشعبوية وهو – عز قدره – لا يليق به أن يفعل ذلك؟ إن لم تجد له كتابة أو حركة أو موقفا كرمه أنت التكريم الذي يليق به ، اقذف به إلى سلة المهملات.
2- المدرسة والجهل:
قال هوجو مرة “من فتح مدرسة فقد أغلق سجنا” ولربما صح أن نقول من فتح مدرسة فقد ألجم فكرا وعلم خنوعا وكرس نمطية فليست المدرسة إلا مؤسسة تكرس ثقافة السلطة بكافة أشكالها كالنمطية والجبر،فالمدرسة لا تعلم التفكير بل تنمط التفكير.
3- الكتاب والمرأة:
الكتاب الجيد مثل المرأة التي تحبها ، تخاف عليه من الآخرين وتغار عليه.
الكتاب الجيد مثل الزوجة لا يعار !
4- الإسلام المصادر:
الإسلام كما أفهمه حركة نحو الإنسانية هو جملة من القيم التي نسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع وأولها الحرية وثانيها المساواة وثالثها العدالة الاجتماعية ورابعها الأخوة وخامسها الكرامة الآدمية و خارج هذه المنظومة القيمية لا أرى الإسلام حاليا إلا مؤسسات ريعية أو تسلطية .
5- المعنى الحقيقي للحوار:
لا تحدثني عن مبلغ إخلاصك لمذهبك بل حدثني عن مبلغ تفكيرك فيه ونقدك له فأنت ورثته كما ورثت لون عينيك وشعرك إن فعلت ذلك فأنت على استعداد جيد للحوار وارتقيت في سلم الإنسانية فليس كل من في العالم على ضلال إلا أنت.
6- الشيخ ألبرت:
“إن جوهر الشعور الديني في صميمه هو أن نعرف بأن ذلك الذي لا سبيل لمعرفة كنه ذاته موجود حقا ويتحلى بأسمى آيات الحكمة وأبهى أنوار الجمال والتي لا تستطيع ملكاتنا العقلية إلا إدراك صورتها الجبلية في السطح دون الدقائق في الأعماق . إن العلم بلا إيمان ليمشي مشية الأعرج وإن الإيمان بلا علم ليتلمس تلمس الأعمى ” ألبرت أينشتين
قال المعذب بفكره : لقد أحرجتنا يا ألبرت كيف تدخل إلى النار وأنت تحب الخالق وتعرفه عز المعرفة ؟
7-ليست كل حكمة قديمة صحيحة:
قال سقراط : العقول مواهب والعلوم مكاسب، اغفر لي يا سيدي الحكيم لا أؤمن بهذا فالعقول مكاسب والعلوم مواهب هذا معنى قولنا العقل يتطور وهو ابن بيئته .
8- عبثية الاختبار في المدرسة العربية:
خطر لي أن أعبث فكتبت مرة رسالة إلى إدارة اليونسكو أحثهم فيها على ضرورة البحث عن آلية للتخلص من فكرة الاختبار( لعلاج ظاهرتي الغباء والغش معا) في العالم العربي في مراحل التعليم كلها من الابتدائي إلى الجامعي وكتبت لهم هذه الأمثلة :
– نص اختبار سلطوي في اللغة العربية: تحدث عن جمال الربيع وزهوره وكانت المدرسة في الصحراء أو في قفر
– نص اختبار سلطوي في التربية الدينية تحدث عن فوائد الجماعة ورذيلة النزعة الفردية
– نص اختبار سلطوي في التاريخ أكتب فقرة تتحدث فيها عن الفتح الفلاني وآثاره الجليلة وقد كان في حقيقته سلبا ونهبا
– نص اختبار سلطوي في الجغرافيا ما قيمة السهول في الزراعة ؟ وقد تحولت كلها إلى مبان حديثة إسمنتية
– نص اختبار سلطوي في التربية المدنية السلطات الثلاث وكان الطفل بحاجة إلى أن يعيش طفولته بكل عطرها وألقها وعفويتها وسذاجتها
– نص امتحان سلطوي في المدرجات الجامعية العربية: تقيؤوا ما أمليت عليكم أثناء السداسي جملة جملة كلمة كلمة حرفا حرفا .
– نص امتحان سلطوي في الدكتوراه ضرورة التقميش، تقنية ذكر المصادر والمراجع ،حبذا ذكر أعلام أجنبية ،كلما زاد الحجم دل على القيمة ، الكاميرا، الحلويات …… سألت ماذا يضيف هذا البحث إلى حياتنا الجامعية والاجتماعية أو الاقتصادية ؟ لا شيء للأسف الشديد !
اهتمت إدارة اليونسكو برسالتي جما ووضعتها في مكانها اللاااااااااائق!
9- عبقرية التفكير في الإدارة العربية:
يامعالي الوزير : المستشفيات العمومية فارغة والناس لا تجد العلاج !
طيب افتحوا مستشفيات خاصة وها قد حلت المشكلة-
يا معالي وزير التعليم :المدرسة العمومية مخربة إنها مجرد هياكل قديمة وفارغة من كل شيء لا معلم ولا تعليم !….
– افتحوا مدارس خاصة وعمموا الدروس الخصوصية وها قد حلة المشكلة
– يا معالي وزير الدين هذا حرام ، الفقير يدفع من دمه ليعالج أويعلم ابنه وهو لا يجد حتى ما ينفقه على العلاج وتعليم أولاده إنه فقير مملق.
– ماذا تريد أن تقول، تحتج على الله حين خلق الفقير؟ الفقر حكمة إلهية ، طوبى للفقراء ، لو اطلعنا على أهل الجنة لوجدناهم من الفقراء، ثم قال الوزير لحاشيته:
– اجعلوا هذا موضوع الخطبة القادمة ، وأعلنوا جوائز لمن يؤلف أحسن كتاب في فضائل الفقر والصبر وها قد حلت المشكلة .
10-السلطة والسلطة:
في العالم المتقدم الإعلام هو السلطة (بالضم) الرابعة وفي عالمنا العربي الإعلام هو السلطة (بالفتح) الرابعة.