18 ديسمبر، 2024 10:01 م

صباح الخير يامدينة الصباح…
ما اجمل احلامنا معك ايها الصباح الشتوي الممطر المبارك ما اجمل رائحة الشوارع ممزوجة مع رائحة المطر..
ما اجمل مناظر الطبيعة ونحن نرى بركة السماء تنزل على الارض لتمتزج بترابها الطاهر فتتكون الحنة الحمراء..
ما اجمله من صباح والهدوء يسكن شوارعنا ومنازلنا
ولا نسمع الا صوت جريان الماء… وهو يقول للناس انا الخير وانا قادم اليكم….
انا الخير ومن بعدي سوف يأتيكم الربيع…..
انا الخير سوف افرش ارضكم باللون الاخضر وامدكم بسعادة تفرح نفوسكم وتبعد عنكم كآبة الآمال المريضة…
ما اجملك يا موصل الحدباء وانت تستقبلين اول يوم من فصل الشتاء وهو يحمل لك هدايا وبشائر الخير ويحمل معه الغيث الذي اتى سقيانا من رب السماء بدون مقابل وبدون الاتفاقات الدولية وبدون اي شيء….
انها نعم رب العالمين علينا يمنحنا ما نريد بغير حساب فله الحمد والشكر على ذلك…. انها جمعة الخير جمعة الامطار… جمعة الشتاء والبحث عن الجو الدافئ……
ستقف الكلمات مجبرةً امام كل زخة من زخات الامطار هدية محملة من السماء الجميلة…. واعود من جديد الى عالم الذكريات في تلك الدر بونة المظلمة في قريتي هناك حيث تنقطع الطرقات بسبب الطين وتقف اللقاءات بين الناس… منازل طينية تصمد امام الامطار وفضاء كبير واقدام حافية نسير في الطرقات لندخل صفوف مدارسنا ونحن نترقب السيارة التي تقل المعلمين في مدرستنا من داخل المدينة وعيوننا تترقب الطريق وفرحتنا عندما لا يستطيعون الوصول الينا بسبب الامطار وقطع الطرقات… فنعود الى ادراجنا محملين بالكتب المدرسية على ظهورنا وآثار الطين في اقدامنا ورغم قساوة الزمن الا اننا نعيش الفرحة ونشارك الطبيعة فرحتها…..
ذهبت تلك الايام ولن تعود وانا اكتب خاطرتي والامطار مستمرة بدون انقطاع ولكن الشارع نظيف وخالي من اي شيء ولايوجد فيه رائحة الطين… ما اشبه اليوم بالأمس المطر نفسه وخرير الماء نفسه والصوت نفسه ولكن حياتنا ليس نفسها بنمطها القديم… فلم تعد تلك الطرقات في قريتي ولم يبقى شيئاً من الدرابين.. ولم يأتي المعلمين في المدارس من بعيد لانهم اليوم من ابناء القرية نفسها ولابد ان يأتون لان طريقهم معبد والحياة مختلفة في كل شيء…