7 أبريل، 2024 8:10 م
Search
Close this search box.

خواطر الطفولة المتمردة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حتى ورود حديقتكم لم يذبل فيها الا الزهرة التي زرعتها بيدي في وسط الحديقة وقد أَعيتها أشعة الشمس واصبحت حطباً لا يرجو منها عطراً وليس فيها لونٌ يجذب الناظرين.. لم أرمي اللوم على نفسي لحظة ولاحتى على تربة حديقتكم لأنني انسان رغم تمرده على الواقع الا انه يؤمن بكل شيء من حوله ويعرف ان القضاء والقدر يختار دوماً ما يريده بدون استشارة او اذنٌ من أحد…
هي معادله حياتيه نكتبها بين الحين والحين نعبر فيها عن الوان الحياة وتشابهها مع الالوان البشرية فكم من وردة بيضاء وعطرها فواح تسر الناظرين وفي الزاوية الاخرى هناك اغصانٌ تجردت عيدانها واصبحت داكنة سوداء تندب حظها بفقدان ربيعها وانتظار دورها لتكون حطباً للنار..
الكثيرين منهم كانوا معنا في نفس الرحلة في ذلك القطار الذي تدور عجلاته مسرعة بعضهم ودعنا في أول المحطات اما الباقون فمازال القطار يسير ومازالوا ينتظرون محطات نزولهم هناك….
حكايات وخواريف مبهمة كنا نسمعها من العجائز بعضها يخيفنا فننام على وسادة الخوف وبعضها حكايات عن ابطال لم نشاهدهم الى هذه اللحظة… ومازلنا نذكر قسم منها والتي بانت لنا انها صنعت من عالم الخيال هذا العالم المخيف الذي لم يصل اليه أحد لأنه غير موجود في عالم الاكوان ولكنه يعيش دوماً مع نفوسنا المريضة….
مازالت تلك المدرسة قائمة رغم اختلاف المكان والزمان وتحولها من مدرسة طينية حيطانها متآكلة تشكو غدر الزمان وضجيج صوت التلاميذ في فترة الاستراحة وقد تحول بها الحال الى مدرسة مبنية وفق الطراز العمراني الحديث ولكن ومع هذا كله فلم يتغير شيء في مناهجها الدراسية فما زالت نفس القراءة التي كنا نتعلم فيها ونفس الرحلات التي يجلس عليها التلاميذ وما زال المراقب يشعر بانه شخص مسؤول ومقرب من إدارة المدرسة.. كل الذي اختلف فيها هو ضياع مسطرة المعلم التي كانت تستخدم لمعاقبة الطلاب الكسالى.. والطريق الذي سار به الاشخاص المغادرون منها الى مسافاتهم البعيدة…
كان النوم يلازمنا في اسعد اوقاتنا فيمنعنا من السهر ويفرض أوامره علينا بالنوم المبكر. كم تمنيت ان احضر احد افلام السهرة يوم الخميس من تلفزيون الوان شاشته هي الابيض والأسود…
كم تمنيت ان احمل علبة من السكائر وانا في عز شبابي لأفرض رجولتي على ذلك الواقع المتصلف وكم ضاعت لنا امنيات كانت تعتبر في ذلك الواقع من المستحيلات لنعرف ومع سرعة عجلة ساعات الزمن وعبورنا الى مرحلة الكهولة انها من التفاهات التي لا تغني ولاتشبع….
كان طابع الغرور يلازمني دوماً فأتخيل نفسي انني ذلك الفارس الوحيد الذي تتمناه كل الفتيات وانني بطل في كل شيء….. سنين مضت وانتهى كل شيء واولها عصر البطولات والاحلام الوردية…..وها انا احلم من جديد اليوم بعودة تلك الطفولة وقد نسيت انني احد ركاب ذلك القطار الذي مازال يسير باتجاه اقدارنا ولايقبل ان يدلنا عن مسافة الطريق وهل نحن شارفنا على الوصول الى آخر المحطات ام مازال الطريق طويل…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب