خوارزميات العلاقات الدولية (international relations) تخادم لا تعاون.
العلاقات الدولية: العلاقات الدولية هي دراسة تفاعل الدول القومية والمنظمات غير الحكومية في مجالات مختلفة مثل السياسة والاقتصاد والأمن, وتشمل العلاقات الدولية جميع الروابط والعوامل المتفاعلة بين القوى المحركة للمجتمع الدولي والتي تتعدى بآثارها حدود الدولة الواحدة.
التخادم: تنطلق فكرة “التخادم” أساساً من وجود طرفين متفاهمين ومتعاقدين على تبادل الخدمة فيما بينهما في مستوى واحد وفائدة مشتركة بالتناوب, وأن هناك فرق بين التحالف السياسي، وبين التخادم السياسي. التحالف يكون على أساس مشاريع ومشتركات، أما التخادم فيكون على أساس مصالح .
(الحكم علي الشيء فرع من تصوره) الكثير من المعبرين عن آرائهم الشخصية في أوقات الصراعات العسكرية والسياسية تنطلق تحليلاتهم للأحداث الدولية من دافع عاطفي او ديني بعيدا عن سقف السياسة الشرعية او تعصبي لحزب او جماعة او دولة يؤيدها, والسؤال الذي يطرح كثيرا: هل ان الذي يحكم العلاقات بين الدول هو التعاون ام التخادم؟
فمنهم من يبدأ بالتفصيل من حيث العلاقات فيجعل التعاون من نصيب دول ما والتخادم من نصيب دول أخرى, والحقيقة التي يجب ان ينتبه اليها الكثير ان الذي يحكم العلاقات الدولية هو (التخادم) المبني على المصالح, لذلك وكما قالها رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل بعد انتصار الحلفاء على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية جملته المشهورة: «ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة»، لتصبح نظرية سياسية معتبرة, من هنا يجب ان نؤكد ان ما يحكم السياسة الشرعية هي نظرية السقوف المرنة وفق ضوابط شرعية وهي تختلف اختلافا جذريا عما يحكم المسائل الفقهية القطعية, وفق ما ذكر أعلاه نستطيع ان نضع اجوبة مقنعة للكثير من الأسئلة التي دار الحوار والجدال حولها:
１. هل أن حماس لها علاقة مع ايران
２. هل أن تركيا وقطر لهما علاقة بحماس
３. هل ان قطر وتركيا لهما علاقة مع اميركا وحليفتها إسرائيل(حسب النطق الإنكليزي)أو الأمريكي (حسب النطق العربي او اللغات الأخرى)
４. هل ان هناك علاقة بين ايران وحزب الله مع اميركا واليهود
５. ما نوع العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها المعتادين, خصوصا بعدما تخلت اميركا عن المملكة العربية السعودية ابان حربها في اليمن حتى وصل الحال بأميركا انها سحبت قواعد الدفاع الجوية الأميركية (صواريخ باتريوت) من السعودية في وقت محرج كانت بأمس الحاجة لها في حين ان المملكة السعودية قدمت لأميركا مساعدات كبير بغطاء اتفاقيات اقتصادية انفجارية كبيرة بمئات المليارات من الدولارات ابان حكم الرئيس الأمريكي ترامب
６. ما هو نوع التعاون بين روسيا وسوريا وايران
７. ما الذي يفسر الخوارزميات المعقدة السياسية والعسكرية للعلاقات بين (روسيا) عدوة اميركا حليفة بشار عدو تركيا وبين (تركيا) حليفة اميركا التي تتربص بها وتكيد لها المكائد وعدوة بشار الذي هو حليف روسيا.
８. كيف يمكننا تصور عودة العلاقة بين تركيا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات المتحدة وجمهورية مصر العربية, بعد كل تلك القطيعة
كل هذه الأسئلة يمكن الإجابة عنها من خلال فهمنا لحقيقة التخادم المبني على المصالح الذي يحكم العلاقات الدولية, وبذلك تجد المبرر للكثير من أ أسباب الضرورات الملجئة لمثل هذه العلاقات التي تحكم الدول والجماعات فيما بينها.
يبقى السؤال الأهم هل هناك علاقات عقدية تحكم الدول؟
بعد سقوط الخلافة العثمانية لم تشهد العلاقات الدولية مثل هذا القيد وإن وجدت بعض التصريحات من رؤساء دول كإيران وأميركا, كما قالها الرئيس الأميركي (بوش الابن) ابان غزوه للعراق (انها حرب صليبية ولقد امرني الرب بها).

د. أسعد الهاشمي
استاذ السياسة الشرعية