23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

خميني و صدام كانا صديقين مخلصين لبعضهما حتى وفاتهما

خميني و صدام كانا صديقين مخلصين لبعضهما حتى وفاتهما

التأريخ هكذا يقول ، بعد حادثة 15 خرداد 1963 في ايران و ملابساتها ، اختار القاتل خميني تغيير مكان إقامته من تركيا بعد ان مكث فيها سنتين ، الى النجف و قد تحول نفيه الى إقامة طوعية ، و استمر ما يقارب 13 سنة في النجف ، و قد تظاهر بانه يروم تغيير جهة اقامته من تركيا الى العراق بذريعة انه يريد ان يكون قرب الامام علي.
– كانت فرصة له ان يفتح قنوات إتصال بينه و بين حزب البعث و صدام حسين للتباحث في مشتركات كثيرة بينهم ، و كانت الدولة العراقية تعتني بالمجرم خميني و توفر له الحماية الامنية الكافية.
– بعد رجوع خميني الى ايران ، و من خلال الاتفاقات السرية السابقة مع صدام ، انتهزا الفرصة لشن حرب مرعبة بين الدولتين من أجل جني المكاسب التالية و اتفقا ايضا ان هذه الحرب لاتتوقف مهما كانت الاسباب ، الى ان تنجز مهامها و اهدافها المرسومة و ان يخدعا الناس بألاعيبهم و خططهم الجهنمية ، و هم قادرين على ذلك بسبب امكانياتهم الهائلة بالمراوغة ، فاذا وافق صدام على إنهاء الحرب إمتنع خميني عن إيقافها و إذا وافق خميني إمتنع صدام ، لتكون اللعبة بموازناتها أشبه بلعبة جر الحبل ، و هكذا الى أن إنتهت اللعبة و أكتملت فصول المسرحية ، بعد أن أغرقا البلدين في المصائب و المحن ، و زرعا الحزن و الاسى في كل ركن و زاوية في العراق الجريح و ايران.
– إن خميني و صدام كانا بأمّس الحاجة للحرب ، لانها فرصة مناسبة لهم في إيهام الشعب الغافل و صرف أنظاره عن المشاكل الداخلية و توجيه إنتباهه الى عدو وهمي مفترض خارج الحدود.
– إن خميني و صدام كانا قد نصّبا أنفسهما حاكمين مطلقين على ايران و العراق في زمنين متقاربين 1978 و 1979 و كان خصومهما كثيرون ، فكانت فرصة سانحة للانقضاض على جميع الخصوم و تصفيتهم تحت ذرائع و حجج شتى ، ليستتب الامر لهما و هذا ما حصل فعلا.
– إشغال القطعات العسكرية بمختلف صنوفها في كلا البلدين بالصراع العسكري أثناء الحرب ، و رميهم ليرابطوا في الحدود و إبعادهم عن بغداد و طهران ، و بهذا إطمأن الطرفان على سلامة موقفهما و إستحالة قيام أي إنقلاب عسكري ضدهما.
– في تلك الحرب ، وجدوها فرصة فانتهزوها في فرض الحياة العسكرية و تعميمها في أرجاء البلاد ، و إطباق الاحكام العرفية و قوانين الطواريء ، التي تلاحق كل من السياسيين و المعارضين عند أي حركة ، بحجة خيانتهم للبلاد في ظروف إستثنائية يمر فيها البلد و هو الان تحت طائلة نيران الحرب ، فضلا عن انشاء و تعزيز و تقوية مؤسسات أمنية و مخابراتية و قوات خاصة تعمل لحماية عروشهم.
– زج جميع الشباب المخلصين المتحمسين في الحرب ، ليكونوا حطبا لها ، و في هذا إبعاد شبح المعارضة المدنية و الانتفاضات و الاحتجاجات المحتملة.
– غلق منافذ التفكير للشباب ، بسبب خوضهم للحرب الباطلة ، مما حال بينهم و بين فرص التعلم و القراءة و متابعة البحوث المفيدة ، حينما وصلوا الى حالة اليأس ، بسبب شبح الموت الذي كان يلاحقهم ، و ما كان يضاف له من رعب ، بسبب فرق الاعدام المنتشرة من ورائهم ، و التي كانت تحصي عليهم أنفاسهم ، و هذا أهم الاهداف الذي كان يرومه خميني و صدام ، و قد وصل إمتهان عقول الناس و تحجيرها ، الى مرحلة من بائسة من التجهيل ، عندما كانوا يستلمون مفاتيح الجنة في ايران.
– بعد إشغال جميع شرائح المجتمع ، بلهيب الحرب المستعرة و الدائرة رحاها بين البلدين ، لم تكن هنالك أية فرصة للحصول على بصيص من الحرية ، فساد الاختناق و حُجبت الاصوات و كممت الافواه الشريفة ، و كل ما كان يدور بين الاوساط هو مجرد همس ترتعد الفرائص منه.
– كانت الحرب المسعورة التي شنّها الطرفان ضد الشعبين سبيلا الى بقائهم في الحكم مدة أطول ، بعد أن تلاعبوا بمقدرات البلدين في وقت إزداد نشاط إعلامهم المحموم و أزداد عدد الاعلاميين و الصحفيين المأجورين من داخل البلاد و خارجها ، و كلهم كانوا أبواقا قذرة يهتفون بحياة القائد.
– بعد ان حققا كل أهدافهما في خطتهم الشريرة ، و إنتهت الحرب الظالمة في الميعاد المتفق عليه ، خرج الاثنان منتصران و بكامل قوتهم و في أوج عظمتهم ، و هذا ما أراداه لامتداد حكمهما على حساب الضحايا الكثيرة التي أزهقت ارواحها في تلك الحرب المجنونة التي لم تذر شيئا إلاّ حطمته ، و كلنا يعرف أنه لم يكن في العرف العسكري أن تنشب حربا ضروسا لمدة ثماني سنوات ، من غير ان تكون هنالك هدنة بينهما أو توقف ، ثم لم يكن هنالك غالبا و مغلوبا ، إذا لم يكن هنالك إتفاقا مسبقا بينهما ، و كلنا يعلم ان صداما و خميني كلا منهما كان مكشوفا للاغتيال ، فكثرة زيارات صدام للاحياء و المدن العراقية و إقامة خميني المعلنة و خطاباته في حسينية جمران ، و كان لكل منهما طرقه الخاصة و إمكاناته و مرتزقته لعمليات الاغتيال ، ناهيك عن الطيران النشط الفاعل الايراني و العراقي ، الذي كان يصول و يجول في أجواء البلدين ليلقي بحممه على الناس الابرياء العزل ، و كان بامكانهما إقتناص فرائسهم بيسر و دقة ، و لكنهما لم يفعلا ذلك لانهما كانا متحابين و متفقين لتبقى مصلحتهما فوق مصالح الشعوب.