23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

خميس الخنجر و “مخبر” اميركا ” الكبير ” !

خميس الخنجر و “مخبر” اميركا ” الكبير ” !

شملت الخزانة الاميركية الامين العام لحزب المشروع العربي الشيخ خميس الخنجر بقائمة عقوباتها تحت مظلة حقوق الانسان والفساد . مبررة ذلك بأن مسؤولاً كبيراً في الدولة العراقية الهشة قد اخبرها بذلك !!

وبذلك نستطيع قراءة تخبط الادارة الاميركية في التعامل مع الملف العراقي ، التعامل القائم على اجندات مخبر سري ، في السياق العام هو ليس كبيراً في أي مستوى من المستويات ، حيث ينظر الشعب العراقي الى هذا ” الكبير” كجزء من جسم الطبقة السياسية الحاكمة المرفوضة من ساحات التحرير التي يخشى مثل هذا ” الكبير” وغيره من زيارتها ، فالكارت الاحمر امامه ليعود من حيث أتى !

وهذه الادارة احتلت العراق ايضا ، بناءً على مخبر ” كبير ” آخر ، قال لها ” ستنزلين اهلا وتحلين سهلا” فوجدت ان حصاد الكلام يختلف عن حصاد البيدر ، فدفعت ثمناً باهضاً بسبب انسياقها لجوقة من ” المخبرين ” واعترفت اكثر من مرّة انه تم تضليلها ، وهي دولة السيطرة العالمية والاقمار الإصطناعية واكبر واهم وكالات الاستخبارات العالمية !

واليوم تم تضليلها بإسم سياسي عراقي كان ممنوعاً من دخول العراق طيلة عقدين من الزمن بسبب معارضته الشرسة لمخرجات مابعد 2003 التي انتجت هذه الطبقة التي تسعى الولايات المتحدة الاميركية لازالتها أو تحسينها بعد ستة عشر عاماً من الخراب !

اتهامات الفساد لخميس الخنجر تفتقد الى ابسط السياقات المعرفية والمعلوماتية عنه ، او هكذا ارادت الادارة الاميركية ، فالرجل ليس جزءً من العملية السياسية حتى عام 2018 ولم يتسلم أي موقع رسمي ، بل انه رفض الكثير من العروض لمواقع رسمية كان بامكانه الحصول عليها بسهولة ، كما ان حزبه ، حزب المشروع العربي في العراق ، ليس له أي موقع رسمي في الدولة العراقية ولا في التشكيلة الحكومية ، حكومة عبد المهدي المقالة او المستقيلة ، بل جرى الالتفاف على حق انتخابي للحزب بوزارة التربية ، وسرقة هذا الحق بجهود المخبر ” الكبير” الذي جاء ببصمة ايرانية ، هذا المخبر الذي تتبنى ادعاءاته الخزانة الاميركية !

وشخصية وحزب  ليس لهما أي موقع رسمي كيف لهما ان بتهما بالفساد المالي الذي تغرق به الدولة العراقية برئاساتها الثلاث ؟

سؤال متروك اجابته للادارة الاميركية التي قد تقول لنا فيما بعد لقد تم ” تضليلنا” !!

واتهام دفع رشا لمسؤولين عراقيين لقمع الانتفاضة الشعبية ، اتهام يستحق وضعه في قائمة الكوميديا السياسية العراقية ، فالخنجر طالما اتهمه مخبرون كباراً وصغاراً ، بانه وقف خلف الحراك الشعبي في المحافظات الغربية عامي 2012- 2013 وقالوا فيه  ماتنازلوا عنه فيما بعد..وفي الانتفاضة الشعبية الحالية كان موقف الرجل وحزبه واضحا في اسناد حراكها السلمي المطالب بتغيير طبقة سياسية تطالب الادارة الاميركية نفسها بتغييرها الآن !

فكيف يرشي القتلة ؟

وكان على الادارة الاميركية من باب المصداقية ، مثلما ادرجت اسمه على قائمة العقوبات ” الرمزية ” كما اسمتها ، كان عليها ان تذكر وتفضح اسم المرتشين لغرض التصدي للانتفاضة الشعبية المباركة ، فالراشي والمرتشي كلاهما في سلّة واحدة !

لم ولن تفعل ذلك ، فاجندة اميركا السياسية في البلاد هي التلاعب بالمخبرين صغارهم وكبارهم كي يكونوا اصغر مما تريد ، وتكفر عن ذنبها في النهاية تحت مقولتها المحببة :

“لقد ضللونا ” !!

فأي ادارة كبيرة هذه ؟!