فيما كانت الاحتمالات تذهب الى ان تحالف السيادة بزعامة الشيخ خميس الخنجر سيكون من ابرز معارضي دعوة الصدر لحل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة ، أعلن وبعد مضي ساعت على خطاب الصدر في تغريدة له على حسابه الشخصي عن دعمه وتحالفه لـ ” جميع الجهود المخلصة لإنقاذ العراق، ومعالجة حالة الجمود السياسي التي عطّلت الدولة ومصالح الشعب” .
وكي لاتذهب التفسيرات الى عموميات غامضة ، حدد الخنجر وجهة الدعم لـ ” مضامين خطاب سماحة السيد مقتدى الصدر نحو انتخابات مبكرة” .
من الطبيعي ان يكون الدعم وفق رؤية مشتركة لأوسع مساحة للقوى العاملة في المشهد السياسي العراقي ” وفق معايير جديدة وماكنة وقوانين عادلة تسمح بمنافسة حقيقية”.
ان الخنجر وهو يذهب الى دعم مضامين خطاب السيد الصدر ، يعززها برؤية ان ترتبط تلك المضامين وتحديداً اجراء انتخابات مبكرة بـ ” معايير جديدة ” واقعية ممكنة التطبيق في تعقيدات الوضع السياسي الحالي ونمط الصراعات الجارية على ارضه ، و ” ” قوانين عادلة ” تتيح المنافسة الحقيقية والديمقراطية لحصول القوى المتنافسة بالفرص المتكافئة على وجودها البرلماني وفق مساحات تأثيرها الجماهيري .
لقد سنّت القوى السياسية الفاعلة قوانين انتخابية على مقاساتها كانت عادة ماتخل بالتوازنات الاجتماعية مما افقد فكرة ” تكافؤ الفرص ” حيويتها الديمقراطية مع وجود السلاح المنفلت واستخدام المال السياسي وتجيير امكانات الحكومة والدولة معا لصالح القوى المتنفذة ، ما انتج لنا واقعاً سياسياً مأزوما ومنفتحاً باستمرار على أزمات سياسية متوالية ” عطّلت الدولة ومصالح الشعب” !
ان الذهاب الى انتخابات مبكرة تستوجب البحث عن شكل ومحتوى ونوعية الـ ” معايير الجديدة ” التي ينبغي ان تنتج لنا واقعاً سياسياً جديداً يساعد بل ينتشل البلاد والعباد من مستنقع الازمات والصراعات التي شوّهت العملية الديمقراطية ، او هكذا يفترض ” في البلاد وأدت الى انسدادات استصعب فتح بواباتها والتي اوصلتنا الى مانحن عليه !
القوى الرافضة للتغيير والمتمسكة بمصالحها الانانية ، تتشبث ببعض الدستور ومتبنياته حين يخدم مصالحها،وهي نفسها التي خرقته وتخرقه وعطّلت وتعطل تنفيذ بنوده على رؤوس الاشهاد والاشهار معاً، حتى ان البعض يتفاخر بانه ساهم بتعطيل مواد دستورية حتى يتم حل الازمة باختلال التوازنات !
ان التغيير في أي عملية سياسية واجتماعية عادة مايكون وليد عمليات قيصرية وجراحية في اكثر من مكان من الجسد ، ويتطلب الخروج من العقلية الكلاسيكية الجامدة في طريقة فتح ابواب جديدة لهواء نقي يساعد هذا الجسد العراقي على ان ينفتح على علاجات جديدة ونوعية تتسم بالجرأة والشجاعة والارادة الحقيقية والاحساس الوطني الحقيقي ، من ان البلاد بدون تغيير حقيقي ذاهبة ونحن معها جميعا الى الفوضى والمجهول !
إما كيف ؟
المؤكد ان لاحلول جاهزة ومسلفنة وليس باستطاعة أي قوى ان تفرض حلولا ً على المشهد برمته ، المشهد العراقي الشديد التعقيد والمنفتح على احتمالات غاية في الخطورة يحاول الجميع تجنب الانزلاق اليها !
السؤال الاكثر خطورة وحيرة :
هل تستطيع نفس الطبقة السياسية التي قادتنا الى هذا المأزق والمنزلق ان تنقذ البلاد بنفس عقليتها التقليدية القابضة بقوة على مصالحها الخاصة ؟!!