لا يمر يوماً في العراق إلا ويذكر اسم الشيخ خميس الخنجر على وسائل الاعلام المقرءوة والمسموعة والمرئية، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تسجل كل ساعة حضوراً لإسمه. حيث بات الاعلام العراقي يتربص جميع تحركات هذا الرجل الذي لا يمتلك منصباً حكومياً أو تشريعياً منذ تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا، بل انه غادر العراق منذ عام 1996 بصفة رجل اعمال مهتم بتجارته التي ورثها عن أهله والتي أسهمت بتكوين ثروته، التي مكنته بأن يكون رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه خاصة بعد موقفه تجاه النازحين العراقيين الذين تركتهم الحكومة العراقية يواجهون مصيرهم لوحدهم حيث تكفل الشيخ خميس الخنجر بتوفير المدارس للطلبة النازحين وتقديم الرعاية الصحية اليومية والإغاثة المستمرة لهم بجهد ذاتي خالص، إضافة الى تجربته الوطنية في تأسيس القائمة العراقية التي تجاوزت الطائفية السياسية وأحرزت المرتبة الأولى في انتخابات 2010 . نبدأ من حيث اخر ضجة إعلامية أثيرت حول أسم “خميس الخنجر” وهي زيارته الى جامعة الدول العربية وإستقباله استقبالاً رسمياً من قبل أمينها العام الدكتور نبيل العربي والأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي. في صباح يوم الاحد المصادف 9/1/2016 ، عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة انتهاكات النظام الإيراني وتجاوزاته على المملكة العربية السعودية، وجه الأمين العام للمشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر رسالة مهمة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد ان كان الموقف الرسمي للحكومة العراقية لا يلبي طموحات أغلبية الشعب العراقي، حيث طلب الخنجر بأن تكون رسالته احدى وثائق المؤتمر التي تعبر عن موقف الشعب العراقي المتضامن مع اشقائه العرب ومصالحهم الحوية، وبالفعل وصلت رسالة الخنجر الى العربي ووجه العربي على الفور دعوة رسمية للخنجر لزيارة جامعة الدول العربية لسماع معاناة الشعب العراقي بعيداً عن الروايات الحكومية. وفي صباح يوم الاثنين الموافق 18/1/2016 توجه الأمين العام للمشروع العربي الشيخ خميس الخنجر الى مبنى الجامعة العربية في القاهرة وكان في إستقبالة أمين الجامعة نبيل العربي ومساعده احمد بن حلي، وأكتفى الخنجر بتصريح قصير نشره في حسابه الشخصي على تويتر حول مضمون زيارته للعربي قائلاً: ” وجدت تفاعلا من الجامعة العربية اتجاه الوضع العراقي، كما فوجئت بتقصير متعمد للسياسيين في شرح معاناة اهلهم للعالم !!”، وهذا ما يدل ان السياسيين العراقيين كانوا يضللون الجامعة العربية بالمعلومات. هنا جاء دور الألسن المناهضة للشرح الحقيقي لمعاناة العراقيين الغير منحازه للعالم الخارجي. وفي ردة فعل متوقعه وصف إئتلاف دولة القانون الذي يحكم العراق الآن وعلى لسان نائبتين تمثلانه داخل قبة البرلمان العراقي هما عواطف نعمة وعالية نصيف حيث وصفوا لقاء “نبيل العربي” بـ “خميس الخنجر” فضيحة دولية أظهرت حجم المؤامرة التي تحاك ضد العراق، ووصفوا نبيل العربي بالشخص الصهيوني المنحط الذي يتربع على منصب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ووصفوا الجامعة العربية انها مخزية وباتت نقمة على العراق وشعبه وداعمة للإرهاب. ووصف المحلل السياسي احسان الشمري ان “الجامعة العربية خاضعة للبعد المالي والسياسي الذي يمتلكه خميس الخنجر”. هذا كله لان الشيخ خميس الخنجر لم تكن له مصلحة بتضليل الجامعة العربية والعالم الخارجي بالمعلومات المفبركة كي يحافظ على منصباً يتسنمه كما يفعل جميع السياسيين العراقيين لكي يحافظوا على مناصبهم ويصوروا للعالم ان العراق بلد مستقر سياسياً وامنياً واقتصادياً، والعكس صحيح. حيث اكتفى الشيخ خميس الخنجر بالرد على هذه الضجة التي حدثتها زيارته الى الجامعة العربية بتغريدة قصيرة على حسابه الشخصي في موقع تويتر قائلاً: ” ان أزور أمين الجامعة العربية للدفاع عن حقوق أهلي فمؤامرة، أما تسليم مقدرات العراق للإيرانيين فوطنية !”. المنصب الوحيد الذي يمتلكه الشيخ خميس الخنجر هو منصباً مهماً وعزيزاً ويتميز به عن الآخرين وانه محسود عليه، وانا متأكد كمراقب انه يفتخر به مادام حياً وهو خادماً لأهله وأبناء جلدته من النازحين والطلبة والمرضى والمعتقلين والمظلومين، بعيدا عن معترك السياسة والمناصب التي لا تجني سوى الشر.