لدينا في عراق ما بعد الدكتاتورية , من يحاول أفلاس البلد , وجعله مطلوب مدى الحياة .. وهناك من يحاول تركيع الشعب وأذلاله , وجعل قندرة الاجنبي فوق رقبة العراقي .. وهناك من لا يهمه أمر البلاد والعباد , المهم أن يترس جيبه ويداري أهله .. رئيس جمهورية العراق , وكما هو معروف في الدستور, له منصب تشريفي رمزي , لا يؤثر على أحد .. بمعنى ( لا يهش ولا ينش ) .. غاب وأن حضر , فهو ثور الله في أرض الله .. وعندما تمرض مام جلال لسنتين متواصلتين , لم يتوقف العراقيين عن أكلة البامية , أو السمك المسكوف ..
العراق اليوم بحاجة الى أموال , لسداد رواتب الرئاسات الثلاث وحاشياتهم , والوزراء والسادة النواب وحاشياتهم , وما تبقى لسداد رواتب الموظفين والمتقاعدين .. فعندما يكون لرئيس جمهورية العراق , أحد عشر مستشارا , خمسة منهم , بناته المستشارات , حيث تتقاضى كل واحدة منهن بحدود , 13 مليون دينار .. وأزواج بناته الخمسة , ايضا في حقل المستشارين , أضافة الى خالد شواني , وشيروان الوائلي , ونخبة أخرى من المستشارين الاقتصاديين والسياسيين والامنيين وشؤون العشائر , وما خفي كان الاعظم .. كل هؤلاء بحاجة ماسة الى من يعيلهم وعوائلهم ومكاتبهم وحماياتهم .. بأختصار , القرض المالي من صندوق النقد الدولي 16 مليار دولار , لا يكفي رواتب لهؤلاء لشهرين فقط !!!
الرئاسات الثلاث وحاشياتهم , والوزارات والهيئات المستقلة وحاشياتهم , أهون الشر , ولكن الطامة الكبرى في محافظات العراق , التي تنهب أموال العراق والعراقيين , بالتحايل والتزوير.. وأذا تبقى الامور على حالها , بدون أصلاح حقيقي وجذري , وخزينة العراق برمتها , تحوي على مليار دولار فقط , فأننا سنشهد العراقيين , يتسولون على قارعة الطرقات , لا محالة .. وقد تخرس ألسنة الاكثرية حينما يتحدثون عن هيبة الدولة , مثل لعبة قمار !!!