كل من يريد ان يكون ( وطنيا ) عليه ان يهاجم الحاكم . هذه هي عقيدة العراقيين منذ 5000 عام . مهاجمة المالكي ليست أستثناءا . أنها اسهل الألعاب خصوصا حين لا تكلف شيئا وبلا عواقب . لقد وصل الأمر الى اشبه بالسعار . هنالك عقيدة تستولي على الكثيرين تجعل من المالكي مساويا للدولة . لا أعرف ان كان ذلك له علاقة بتسمية (دولة القانون ) . ولأننا معطلين فكريا ونميل الى الكسل العذب فنحن لا نكلف أنفسنا مشقة البحث عن حجم المالكي في هذه الدولة .
لا أحد يكلف نفسه ويرى ان المالكي وحكومته ليست سوى خمس الدولة . اما الباقي فموزع على البرلمان والقضاء والمفوضيات المستقلة ومسعود والامارات الارهابية .
رئيس الوزراء ليس سيف الدولة الحمداني بل خمس الدولة المالكي
أما أذا أضفنا المفخخات اليومية والذبح والقنص والخراب الناتج عن التفجيرات والقلق اليومي وتعذر السيطرة على الكثير من المناطق فان نسبة الخمس سوف تنخفض كثيرا .
لايمكن لأية حكومة حتى ولو يرأسها هولاكو ان تحكم في ظل هذا الجو.
. مهما كانت قدرات او أخطاء المالكي فاننا نرى ان مهاجمة الحكومة ذهبت ابعد مما هو مطلوب : لقد ذهبت الى محاولة تسقيطه واتهامه بالخيانة يضاف لها الهجوم المتواصل على أئتلاف دولة القانون بشكل متعمد ( الزين والشين ) ومحاولة تسقيطهم . وجاءت الاحداث المصرية فاصبحنا اشبه بالببغاوات وراح البعض يبحث عن ( سيسي عراقي ) واذا ما عاد مرسي فسوف نعود معه . نحن تقليديون ونخضع للأيحاء بسهولة . هذه العقيدة العراقية الاصيلة ( تسقيط الحاكم ) تتكرر مع كل حاكم وسوف تتكرر مع الحاكم القادم . لم نتعلم حتى الآن أن نعارض لأجل ألاصلاح وليس التهديم . الاشياء عندنا اما ابيض او اسود .
اليكم قائمة للاسباب التي تدعو البعض الى اختزال الدولة بشخص المالكي ومهاجمته :
– العراقيون عموما يعتقدون ان الحاكم الحقيقي في البلد هو قائد الجيش ولذلك تتطلب فلسفة العصيان والتمرد التي يتحلى بها العراقيون ان يهاجموا المالكي .
– المنطقة الغربية محتلة من قبل الارهاب وفلول البعث وهم يرون المالكي عدوهم لسببين : أولا السبب الطائفي ( المالكي شيعي ) , ثانيا : المالكي هو زعيم حزب الدعوة الذي هو العدو رقم 1 للبعث . وطبعا هو الذي وقع على اعدام صدام . وهم لايعترفون بالبرلمان لأن أعترافهم يجعلهم مضطرين للأعتراف بالعملية السياسية . كل هذه الاسباب تدعوهم الى رفض المالكي ورفض اي بديل له ما عدا البديل الذي يلغي العملية السياسية برمتها ( الانقلاب ) .
– القائمة العراقية : الغالبية هم قناع البعث والارهاب وهم مرتبطين شعوريا ولاشعوريا بالسعودية .
– التيار الصدري : المالكي ضد الميلشيات ومنها جيش المهدي والتي ادت الى تجميده في صولة الفرسان.
– جوقة فخري كريم : معظم المتحمسين لمهاجمة المالكي في هذه الجوقة يملكون أسبابا (وجيهة ) مثل : عدم دعوتهم الى المهرجانات الفنية والثقافية او أناطة مهمة الاشراف عليها او اللقاء بهم او وضعهم في المفاصل الاعلامية او منحهم منح ورتب عسكرية فخرية أو مساعدات او رواتب او ارسالهم في وفود رسمية خارجية .
– هنالك شخصيات هامة تعارض المالكي ( مثل أحمد الجلبي ) وتتهمه بالعجز اوالتواطؤ احيانا . لكن أختبار قدرة الجلبي على حل المشاكل التي يواجهها المالكي هي رهن بالغيب . الجلبي يقدم وعودا خلابة للعراقيين هذه الأيام ولكن هذا هو الأمر المعتاد في حملة أنتخابية .
– مسعود البارزاني : بسبب الافق اللامحدود لدولة مسعود اصبح بالضرورة خصما للمالكي .
– هنالك خصوم خارجيين للمالكي أعرف البعض منهم ( السعودية , تركيا , قطر , الأردن , البحرين ) وهناك أصدقاء غير مرغوب بهم ويتدخلون كثيرا مثل أيران . وهنالك اصدقاء لا غنى عنهم ولكنهم يتفرجون حاليا مثل الولايات المتحدة .
برأينا أن المشكلة الكبرى للمالكي وحكومته لا تكمن في شخص المالكي بل في طريقة تشكيل الحكومة . انها حكومة توافق ومحاصصة . انها حكومة خصوم ليس ألا .
اسألك بالله كيف يمكن لوزراء من القائمة العراقية او التيار الصدري وهما ألد أعداء المالكي وكتلته ان يعملوا على انجاح هذه الحكومة ؟
كيف يمكن للأعداء ان يتعاونوا . ؟
. ولو جاء محمد رسول الله (ص) او الخليفة عمر بن الخطاب (رض) او نيلسون مانديلا او ابراهام لنكولن او مارغريت تاتشر واصبح رئيسا لحكومة العراق وفق هذا الشكل فسوف يكون مصيره الفشل .
العقلاء في هذا البلد يصرخون منذ زمن طويل بضرورة ان تخرج من الانتخابات حكومة أغلبية . بمعنى ان يكون رئيس الوزراء يملك سلطة مطلقة لتعيين وزرائه (حتى لو يجلبهم من جزر الواق واق ) . عند هذه اللحظة يكون رئيس الوزراء مسؤول مسؤولية مباشرة عما يجري .
أذا كان لدينا أعتراض على المالكي فنقول له بصراحة : لماذا تقبل بحكومة مشلولة مثل هذه . ؟
لماذا تقبل بالخمس ؟
سوف تنتهي ولاية المالكي وسيخرج بنفس الطريقة التي أتى بها . لكن المهم هو القادم . رئيس الوزراء القادم ينبغي ان يتمتع بسلطة أكبر بكثير من سلطة المالكي . ولن يتحقق ذلك الا بحكومة الاغلبية :
حكومة الاغلبية هي الحل
أكرر
حكومة الاغلبية هي الحل