1 ــ هل يجوز للمواقف من التدخلات الأمريكية في الشأن العراقي, ان تبرر الولاء الجنوني لأيران, والذي اتخذ في اغلب الأحيان, سلوك فاضح للخيانة الوطنية, ليس لدينا تجارب ايجابية مع امريكا والغرب معها, لكن تاريخ العلاقات مع ايران, يفتقر الى الثقة والشرف وحسن الجوار, احتلالها (اجتياحها) الأخير للعراق, ترتب عليه تدمير مرعب للدولة العراقية, ثم شكلت فوق اضلاعها, الدولة العميقة لولاية الفقيه, لا نعاتب من لا يستحق العتب, كلصوص وفاسدي “ولائيي البيت الشيعي” حيث اثبتوا وعبر الثماني عشر عاماً الأخيرة, انهم لا يمكن ان يكونوا غير ما هم عليه, فهم نتاج تاريخي لعقائد منحرفة, عتبنا فقط على بعض الكتاب والأعلاميين الوطنيين, كيف انجرفوا لموالات ايران, تنكيلاً بأمريكا واسرائيل, ام انها نظرية “عدو عدوي صديقي” هذا اذا ما تأكدوا, ان ايران ليس عدواً لأمريكا واسرائيل, وهناك خلف كواليس المستقبل, ثمة توافق على اكمال تمزيق وتقاسم العراق, وايران طرف فاعل فيه.
2 ــ هل ان خمرة العداء لأمريكا, شديدة التأثير كما يبدو, قادرة على تغييب المدمن عليها, عن واقعه الوطني, ولم يصحو من تأثيرها الشديد, ألا ويجد نفسه رضيع, في حضن ولاية الفقيه الأيراني, فاقداً احاسيه بطعم الأنتما والولاء الوطني, وهل ان الأعذار التي يخادع بها نفسه, قادرة على اقناعه حقاً, ام ان الأمر اصبح جزء من نهج, لا يمكنه الفكاك منه, الأمر هنا محير, وتبقى الخسارة فادحة للشعب والوطن, لا نختلف مع الأخرين في الموقف من امريكا, لكن ان ينتهي الأمر, الى الولاء لدولة اطماعها في العراق متوحشة, وتاريخ تدخلاتها اكثر وحشية, الأجتياح الأيراني للعراق, المتزامن والمتخادم, مع الأحتلال الأمريكي بعد عام 2003, يشكل اخطر وابشع نكبة ضياع, في التاريخ العراقي الحديث.
3 ــ لا نعتب ايضاً على احزاب وتيارات البيت الشيعي, أو على كتابهم واعلامييهم وحثالات مستثقفيهم, ولا حتى على مراجعهم وآخر قناص في تسلسلهم, فخذلان الوطن والأحتيال على المجتمع, جزء من موروثات عقائدهم وتقاليدهم, ونسيج تاريخهم الملوث بالأكاذيب, هنا نشكر دماء شهداء وجرحى, انتفاضة الأول من تشرين, وحدها التي رفعت, اقنعة التقديس الزائف عن مظاهر والقاب, تلك الكيانات المسرطنة, وأسقطتها اجتماعياً وسياسياً واخلاقياً, وأخرجتها من التاريخ العراقي تماماً, وها هو نفسهم الأخير, يتعامل بشراسة الذخيرة الحية, لأيقاف حتمية المتغيرات الوطنية, التي تحفر الآن سعة وعمق, قبر نهايتهم العاجلة, هنا نحترم مواقف بعض الكتاب الوطنيين, من امريكا واسرائيل, لكن عليهم ايضاً, ان يروا ما خلف جدار التجهيل والأستغفال, ليكتشفوا حقيقة الأطماع الأيرانية المؤجلة, عندما تتقاسم مع امريكا واسرائيل, ارض العرب بعد اعلان موتهم.
4 ــ لا مقدس على ارض العراق, غير الوطن والأنسان, الأديان والمذاب والعقائد, قد تغير جلدها هنا او هناك, لكن مجرى الرافدين وسمرة الأرض, وتراكم الأرث الحضاري, وحده الخالد في حياة الناس وذاكرتهم, العراق لا يأخذه احد من احد, ولا يعطيه احد لأحد, العراقيون مشتركون في حبهم لوطنهم ودفاعهم عنه, ولا تعرف عراقة اخوتهم, ان بعضهم تنازعوا وتقاتلوا مع بعضهم, حول مشتركات جغرافيتهم, ما حدث ويحدث بدعة دخيلة, جلبتها سواقي الفتنة, من مستنقعات “فرق تسد” عابرة الحدود, شكراً والى الأبد, لجيل الأول من تشرين, مزق اقدم فتنة في التاريخ, وبدماء شهداءه وجرحاه, رسم جدار الوعي الجديد, بين شعب “يريد وطن” وسكان محمية التلوث والعدوى, في المنطقة الخضراء, وستدرك امريكا واخواتها, وايران وعبيدها, ماذا يعني ان العراقيين, قد اكملوا استعادة وطنهم.