23 ديسمبر، 2024 11:31 ص

 خليجي ٢٢.. هل سيساهم في تقريب وجهات النظر بين العراق ودول الخليج ؟

 خليجي ٢٢.. هل سيساهم في تقريب وجهات النظر بين العراق ودول الخليج ؟

منذ ان وجدت رياضة الانجاز كان لها أهداف اخرى غير البناء الجسمي والصحي للفرد الرياضي فتارة افتخارية وتارة رسالة قوة او ترفيه  ، كما كان يحدث في الحضارات القديمة و منها الإغريقية التي اشتهرت بذلك كالمصارعة في المسارح الإغريقية القديمة والتي أنتجت  الكثير من الحكايات  التاريخية التي انبثقت من تلك الممارسات الرياضية  كسبارتكوس وهرقل واخرين .
 قبل اكثر من قرن ونتيجة احتدام في الصراعات الناشئة بين البلدان لتحقيق توسعات استعمارية كبيرة  ابتكر الفرنسي ( بيير دي كوبرتان) الالعاب الأولمبية ، فقد صاغ جوهر هدفها الانساني بغية التقريب بين الشعوب من خلال المنافسات الرياضية التي تجمع شعوب العالم للتنافس تحت خيمة الاولمبياد ، ولايزال هذا التقليد سائدا  ويعتبر من اهم عوامل محاربة ثقافة الكراهية التي أفرزتها  السياسة بين الشعوب عامة .
وكنتيجة حتمية لتطور تلك المشاريع الحياتية  أخذت الرياضة  بالتطور والتوسع من خلال استحداث العاب جديدة وكذلك الاستفادة من الأحداث الرياضية المتنوعة  كمادة اساسية للوسائل الإعلامية  والتي  تقوم بالترويج للاغراض متنوعة ( البروبكاندا ) سيما التقارب المجتمعي  فضلا عن التسويق التجاري .
العراق وسياسته الخارجية ..
المبادرة  الاخيرة  التي اقدمت عليها حكومة الدكتور حيدر العبادي  تنم عن حس سياسي محترف  ، فقد قامت بانفتاح دبلوماسي على المحيط العربي ، فالعراق جزء لا يتجزأ من محيطه  السياسي والاجتماعي والجغرافي ولقد  ابتعد قليلا او كثيرا عن ذلك المحيط  مما اعاق عملية مكافحة الاٍرهاب وعجلة البناء وكان  ذلك نتاج لمسببات سياسية  لست في صدد الخوض فيها ، ان هذا الانفتاح تلقفته  العربية السعودية  وتوج بلقاء القمة بين العاهل السعودي والرئيس معصوم  وقد أنتج هذا اللقاء وعدا  من وزير خارجية المملكة باعادة فتح السفارة  في بغداد ومساعدة العراق .

 خليجي ٢٢ المقامة في العربية السعودية
 ان  الرياضة من ضمن اهم ملفات التقارب بين الشعوب ، واليوم ونحن نخوض منافسات بطولة خليجي ٢٢ علينا استثمار هذه البطولة -وبغض النظر عن نتائج المباريات – لمصلحة سياسة الانفتاح التي  ينتهجها العراق الان ، فعلينا اذن ان نتصرف بمسؤولية عالية وهذا يشمل  الفريق وطاقمه المصاحب وكذلك على صعيد الجمهور والإعلام العراقي ، فاذا ما وقع غبن و كان  لا بد من الاعتراض  فعلينا  ان نوجه الاعتراض والغضب على الأمور  الفنية الرياضية والابتعاد عن كل ما يُفٓسّر سياسيا او طائفيا او تبادلا للتهم ،  واعتقد ان علينا  ان نستثمر وجودنا امام الملايين الخليجية بان نؤكد على رسالة السلام والمحبة والتنافس الرياضي الشريف  .
 اننا اليوم  امام منعطف مهم في ديناميكية السياسة العراقية  من اجل بناء الخراب العراقي وحفظ ما تبقى من دماء لاهلنا  فقد مللنا  اليافطات السوداء ونوائح النسوة وانكسار الرجال .

كما قالوا ” الرغبة في الشفاء جزء كبير من العلاج “