ثلاثة اشهر مرت على تشكيل خلية الاعلام الحربي التي اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي في ١٠تموز الماضي عن تشكيلها لتنظيم الاعلام العسكري وعدم السماح بتمرير معلومات تنفع عصابات داعش الارهابية في حركة القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي.
السؤال الاكثر الحاحا هل تمكنت هذه الخلية من ايصال انتصارات القوات الامنية بالشكل الذي يناسب الدماء التي وقعت في ارض المعارك؟
بداية الاجابة يحتاج العراق بالفعل الى “رأس معلوماتي” ينظم المعلومات التي تاتي من الجبهة مع داعش ولايسرب المعلومات التي تكشف تحرك القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي ونفر من ابناء العشائر في المناطق المغتصبة لدى داعش، لكن لابد ان يكون هذا الرأس المعلوماتي واضحا للناس وقادرا على اقناعهم بالمعلومات العسكرية التي تصدر عنه.
ثلاثة اشهر من العمل لم تتمكن خلية الاعلام الحربي من رفع مستوى التقنيع عند الجمهور ويكاد يتحول عملها الى قسمين؛ اولا:”خلية حكواتيه ” تصدر اخبارا شبه انشائية عن الجبهة وعن دور التحالف الدولي من دون أن تدعم ذلك بصورة فيما يتغيب اي دور لفصائل الحشد الشعبي ونشاطاته الحربية.
ثانيا : خلية نفي الشائعات بطريقة بدائية لاتنسجم مع حجم التحديات التي يواجهها العراق وتطور الاعلام الذي يدعم داعش ويساندها من القلب واللسان.
لم يستفد العراق من تجارب الدول المجاورة في الاعلام الحربي التي تخوض حربا معقدة مع داعش والحركات المتطرفة الاخرى ، في سوريا مثلا خلية الاعلام تمثل اعلى هرم في الخط العسكري يرأسها وزير الدفاع فهد جاسم الفريج ووزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار ويشرف عليها بشار الاسد ويشارك فيها اكثر من مئة شخصية عسكرية وامنية واعلامية( اغلبهم في الجبهات )تشرف على عملية ايصال المعلومات الدقيقة بالصورة والصوت الى الشعب السوري من دون مراوغة أو تقطيع للحقائق.
قد تكون رسالة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر ( ابو مهدي المهندس ) قبل ايام عن مستوى العمل الاعلامي للخلية في عمليات تحرير بيجي واضحة وصريحة وتعطي انطباعا أن هذه الخلية تحتاج الى مراجعة مستوى عملها ممايتناسب مع حجم التضحيات الكبيرة، فالعراق يواجه ماكنة اعلامية مضادة وداعمة لداعش لايمكن لخلية ليس لها خطاب واضح ولامؤتمرات اسبوعية ولاتتواصل مع وسائل الاعلام سوى بالمسجات والرسائل الواتسابية ووتعامل مع الاسماء الوهمية مثل مقتل ابو دعاء الشامي وابو بكر التونسي من دون أن تنشر صورهم ولاتمنح القادة الامننين في الجبهات حرية التصريح عن الانتصارات الذي لايوفر معلومات للعدو الداعشي بل الاكثر دهشة وغرابة أنها تعلن انطلاق عمليات لتحرير المدن، تصوروا معي كيف نوفر للعدو الداعشي فرصة للهرب او الاستعداد عندما نعلن له عن انطلاق العمليات لتحرير المدن التي يتواجد فيها.
العراق لايحتاج إلى خلية إعلامية مكتبية ليس لها تواجد في ارض الجبهات ومتقاطعة مع فصائل الحشد الشعبي وماتزال تتخيل ان لغة بيان رقم واحد اجدى وانفع ولاتستغل الاعلام الالكتروني بالشكل الصحيح واخبارها غزارة في الانشاء والحشو وشحة في المعلومات الخبرية، كل ذلك يحتم مراجعة نقدية وصريحة لا اخوانية … لاتحزنوا ولاتتأثروا فأني لكم من الناصحين!