7 أبريل، 2024 8:52 م
Search
Close this search box.

خلود في الجنان ونسيان في الأوطان

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد سقوط النظام العفلقي في عام  (2003) اكتشفت اول مقبرة جماعية في محافظة بابل،  بعد سبعة وثلاثون يوما من سقوط النظام ألبعثي،  وتلتها بايام قلائل اكتشفت عدة مقابر جماعية أخرى في محافظات الوسط والجنوب فقط .
ان ظاهرة المقابر الجماعية وضحت مدى وحشية وهمجية النظام الحاكم،  وسياستة الجبروتيه الذي تربع على هرم السلطة أكثر من ثلاث عقود من الزمن،  بعد انقلابه على السلطة الحاكمة آنذاك وانتزع السلطة بالإرهاب وتحت وطئة السيف. 
تعاد علينا هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة والعشرون لجرائم البعث التي مازالت تقشعر من ذكرها الأبدان،  وتذكرنا بانين الثكالى والأيتام وأحواض التيزاب  وماكنات الثرم البشري وغياهب السجون…  والكثير الكثير لا مجال لذكرها،  لقد كانت جريمة إبادة جماعية بعيدة عن القيم الانسانيه والأعراف العشائرية والاخلاقيه.
وستظل عالقة في الأذهان دلاله على وحشية الحاكم وحزبه،  وكانت جرائم أضافت صفحة سوداء آخرى  في سجل حافل بالجرائم الانسانيه ضد ابناء الشعب العراقي،  لا ذنب لهم الا ان رفضوا الخنوع والخضوع للدكتاتورية ونظام الحكم القائم على جماجم الشعب.
لكن كل هذا لم يمنع القوى الوطنية من الوقوف بوجه النظام المستبد،  ومنذ اليوم الأول رفضت سياسات النظام العفلقي من اجل إنقاذ الوطن والمواطن،  من يد الجلاد وسافك الدماء آنذاك وسجلت بطولات شهد لها التاريخ واسقط أعتا نظام دكتاتوري مقيت.  بالمقاومة المسلحة والعمل الدبلوماسي وفضح سياسته وجرائمه ضد ابناء شعبه في جميع المحافل الدولية والاقليميه،  وتحشد الرأي العام ضد ذلك النظام بالدلائل والبراهين الواضحة،  وإسقاطه شعبياً ودولياً قبل دخول القوات الاجنبيه الى العراق. 
اما بعد سقوط ذلك النظام قامت القوى الوطنية بتأسيس دوله عصريه (دوله المواطن وليس دوله المسؤل)  وسن دستور دائم للبلاد وتداول سلمي للسلطة وكفل حقوق الجميع ووضع قانون يكفل حقوق ذوي المقابر الجماعية وإرجاع حقوقهم التي سلبها النظام المقبور. 
ما احزن قلوبنا وأضاف جرحا الى الجروح التي حملنها أكثر من ثلاث عقود،  هو تسلل الطائشين وأصحاب المنافع الشخصية الى السلطة واستغلال الشعب بشعارات مناديه بحقوقهم ومظلوميتهم.
مرت عشر سنوات والمنادين بالمظلوميه متربعين على هرم السلطة،  ونسوا او تناسوا الذي قدموا أجسادهم ونحورهم من اجل كرامة وحرية الآخرين، (والجود بالنفس أقصى
غاية الجود  ) لم يحصلوا ذويهم  على قيراطا واحدا من حقوقهم التي سنها لهم  الشرفاء بالدستور،  ولم يحصلوا على مأوى ليستروا اعراضهم من الناظرين،  اما في المقابل نرى الجلاد حصل على مكتسبات وامتيازات  لم يحصل عليها حتى في حكمهم وقال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب