18 ديسمبر، 2024 9:18 م

تعالت الأصوات المطالبة بتشكيل الأقاليم هذه الأيام في عدد من المحافظات والمناطق ولم يعد بإمكان اي احد ان يتهم المطالبين بتشكيل الأقاليم بالطائفيين والصفويين والخونة كما حدث قبل سنوات خلت يوم طالب الراحل السيد عبد العزيز الحكيم بتشكيل إقليم الوسط والجنوب،يومها اعتبر الكثير ان تلك الدعوات تهدف الى التقسيم والخيانة وان الحكيم إنما ينطلق من منطلق حزبي وشخصي ضيق وانه اي الحكيم طالب بالإقليم حتى يكون رئيسا له.

دعوة الحكيم بعد هذا الرفض الممنهج توقفت في حدود أمنياتها مع ما كانت تمثله من فرصة جوهرية حقيقية لأكثرية أبناء الشعب العراقي لإعادة ترتيب أوراقهم واعمار مدنهم واستثمار ثرواتهم وحماية مناطقهم لكن الرفض أضاع فرصة لا يمكن ان تعوض.

ويعلم الجميع ان أكثر الأطراف التي رفضت دعوة الراحل الحكيم منذ إطلاقها في وقتها وحتى إلى أشهر قليلة كانت دولة القانون وبمسمى أوسع حزب الدعوة الإسلامية بشبهات ومبررات ذكرناه أنفا بل ان الدعاة مع رفضهم للفدرالية والأقاليم كرسوا مبدأ السلطة المركزية بدرجة مقيتة وسالبة ورفضوا منح الصلاحيات القانونية التي منحها الدستور بحجج وأعذار لا تتجاوز حدود رغبتهم في إحكام سيطرتهم على العباد والبلاد وإبقائها تحت سطوتهم ونفوذهم طالما ان رئيس الوزراء نوري المالكي مصان بسطوة وهج السلطة وكاريزما القائد والحكم الذي لا ينفد.

ولان الدنيا تدور باهلها حال بعد حال انفصمت عرى المالكي،وأنزل من على صهوة مركزيته التي امسك بها بقوة جهله وغباء من حوله فتغيرت التوجهات والأهداف بسرعة تفوق سرعة الضوء وقرر الدعاة التصدي والترويج لفكرة الأقاليم والقبول بها لأنها تحفظ حقوق أبناء الأكثرية وتمنحهم فرصة تغيير أوضاعهم وحماية مناطقهم.رغم انها “اي فكرة الأقاليم” كانت في زمن خلف عبد الصمد تهدف الى التقسيم وتفتيت وحدة العراق واستنزاف أموال البصرة.

اهم ما في الأمر هو ان ظروف تشكيل الإقليم كانت وقت إطلاقها من قبل الراحل عبد العزيز الحكيم رحمه الله أفضل بكثير من الظروف التي يعيشها العراق اليوم داخليا فلا حرب ولا داعش ولا تدخلات كبرى أضف ما هو اهم من المهم هو ان سطوة الأكثرية وميزان القوى في الداخل وفي الخارج كانت تميل الى صالحهم الى حد التخمة وكان ترسيم الحدود وضم المناطق اسهل من شربة ماء ،وحتى لو كانت هناك معارضة فانها لن تتجاوز حدود أرنبة الأذن او قناة اوستاكي.

الغريب ان خلف عبد الصمد محافظ البصرة السابق رفض يوم كان محافظا تشكيل الاقاليم ولم تخرج أطروحته عن أطروحة حزب الدعوة في اتهام المنادين بها بالعمالة والخيانة وتفتيت وحدة العراق وإضعافه وتنفيذ مخطط بايدن،اليوم خلف يطالب بتشكيل الاقاليم ويطالب بمنح البصرة حقها الدستوري.

خلف هذا رفض الاقليم من قبل ورفض منح البصرة مبلغ الخمسة دولار ورفض منح الحكومات المحلية مزيدا من الصلاحيات ورفض تفعيل قانون 21 الخاص بصلاحيات المحافظات ورفض ورفض ،اما اليوم فانه يقف الى جانب المطالبين بالفدرالية والسؤال هنا لماذا رفض خلف الاقليم من قبل وقبله الان.

الجواب هو ان خلف رفض الاقليم من قبل لانه يتعارض مع مصالحه الحزبية والشخصية وقبل بالاقليم لانه يتعارض مع مصالح خصومه ومنافسيه كما يعتقد اما الشعب الذي انتخب خلف فليس له وجود في مفكرته حتى عندما بنى الجسور الطائرة ونصب الباذنجانة.

انا لا الوم خلف ومن هو على شاكلة خلف انما الوم من يقف الى جانب خلف يوم رفض الاقليم ويوم قبل الاقليم ويوم يبعث عريانا.