18 ديسمبر، 2024 11:42 م

ما كنت أرى أن البعض ممن يصنع أقواسا وسهاما من الكلمات ويقذفون بها بسرعة أحيانا وببطء أحيانا أخرى على البعض الأخر من دون حاجة إلى ذلك إلا ليتشبهوا بالغربان التي تجتمع على لغة لا ترتبط بمفاصل اللغة التي تنساب في نفوس الآخرين كما ينساب العسل فوق اللسان التي يشترك بها أهل الحب والجمال .
ففي يوم من الأيام ظفر صديقي ” نبيل ” بعلاقة مع زميلته الموظفة “غميس” التي تعمل في قسم الأغذية من دون أن يلاحظ باقي الموظفين ذلك , حتى إنني لم أر أي إشارة تدل على تلك العلاقة على الرغم من معرفتي الوثيقة بهما من ناحية كونهما من ذوي العدل وصيانة حقوق الآخرين . لم يتغير شيء في علاقتنا نحن الثلاثة طيلة السنتين اللتين امضيا فيهما الحياة الزوجية المنقطعة , إذ لم يبد عليهما أي أمر سلبي سواء في نمط السلوك أو الشكل ليدل على تغيّر ملحوظ في خصائص شخصيتهما أو نشوء خصائص جديدة تكشف عن تلك العلاقة .
وكنت لا انظر إلى غميس طيلة السنتين بغير نظرات التقدير وبدافع الحب , وقد بلغت من الأمر ما أجرؤ على القول بأنني أحببتها على الرغم من أنني لم أنتبه إلى التحذيرات التي يطلقها بعض الزملاء في العمل ممن أجد فيهم البصيرة والعقل في الكثير من الأمور , بل العكس من ذلك فقد أهملت تلك التحذيرات وكنت أدافع عن تصرفاتها وكنت أحسبهم من ذلك القطيع من دون أن يدور في خلدي موضوع الزواج المنقطع الذي يربطهم والذي اختبأ كما تختبئ الشمس خلف الغيوم الداكنة زمنا طويلا.
في صباح يوم خريفي كانت السماء مثقلة بالغيوم البيضاء وبالتالي فأن خيوط الشمس الداخلة من خلل نوافذ سقيفة الأغذية كانت تارة تحيلها إلى نهار وتارة أخرى تنحجب فتحيلها إلى ليل , فتدافعت الحمائم الزرق في أعلى السقيفة وهي ترفرف فزعة كما هي الحال في كل مرة ادخل فيها مع غميس تلك السقيفة , ثم تطير فوقنا مندفعة بصخب ملحوظ نحو نهاية السقيفة وهي تقذف بعدد طفيف من ريشها ليتساقط فوق الباحة الفسيحة المحاطة بالجدران العالية من دون أن نؤول السبب إلى ذلك الفزع .
كانت الشكوك حول علاقتهما قضية مقلقة وخاصة من جانب السيد ” نور” الموظف المسيطر على حركة العمل في المخازن , الذي روي عنه انه وجد غرفته , مرة , مغلقة فترة طويلة أثناء قيامه بجولة تفقدية خارجها وعند عودته وجد أن النافذة التي تطل على الساحة الداخلية للمخازن مفتوحة بشكل نبه إلى خيالات مرفوضة ولكن بفطرته أدرك أن الفوضى في مكتبه ترتبط بعمل يتخطى الأخلاق ويتطلب التدقيق في علاقات الموظفين لتبرير سوء الظن .
في ذلك الصباح وفي أثناء قضاء بعض الأعمال الروتينية , توقفت الحمامات عن الطيران واستقرت في نهاية السقيفة فتناهت أصواتها الخافتة ثم انقطعت تماما فأبصرت غميس وهي تنظر إليَّ بغموض قائلة :
– ترى ما الذي أصاب الحمائم يا ناجي ؟
– لا أدري, ولكن ربما تشعر لأول مرة بحركة الزمن الغريبة داخل السقيفة, أو يبدو إنها تفزع من الحركة ! أو أن أمرا غريبا يحدث لها وهي تعجز, كما تعرفين, أن تعبر عنه بشيء آخر غير الطيران بفزع .
ابتسمت غميس , وساد الصمت بيننا ثم قالت :
– الله .. أنت تضع الأمور بشكل متناغم وتفسرها بجدلية أدبية, وهذا يعني أنك بارع في تفسير الانطباعات التي تأتيك من الخارج وتعرف كيف تقرأ قلوب الحمائم.
توقفت غميس عن الكلام وساد الصمت ثانية إلا من حركة الأوراق التي تتداولها بيديها ثم استدركت قائلة :
– فهل تقرأ قلوبا أخرى ؟!
– ماذا تقصدين
ارتبكت غميس وبدا عليها الضيق ثم أدارت ظهرها وهي تقول :
-ها …لا..لا.. أقصد أنك تبالغ في أمرها أو انك شديد الثقة بنفسك. أجابت بخجل حتى رأيت أن حمرة خديها بدت كخطوط الغسق الأحمر في سماء بيضاء ناصعة, ثم دفعت بأصابعها خصلات شعرها الذهبي الظاهرة داخل حجابها الزيتوني باهتمام بالغ.
نظرت إليها وهي تخطو باتجاه نافذة السقيفة, ثم قالت بعصبية غير معهودة:
– ولكن قل لي لماذا لم تكتشف الحقيقة بدلا من الاستغراق في عالمك التأملي ؟
– أية حقيقة تلك التي تتكلمين عنها ؟!
اندفعت غميس تغادر السقيفة وكأنها في حالة من التمرد على حال لم تعتد عليه , أما أنا فقد خرجت وراءها وكأنني خرجت من كهف مظلم . في تلك اللحظة أحسست أن هناك كلمات بدأت تهرب من بين شفتيها وان الكلمات التي يطلقها البعض عنها ينبغي أن أعطيها إلى ” نبيل ” لأنني أريد أن اسمع أصدائها منه أولا فهو الوحيد الذي لا يحتمل وخزها.
في صباح اليوم التالي كان الصمت يلف غرفتها وهي تجلس خلف ميز الكتابة محدقة بإحدى معاملات صرف المواد من دون أي حركة ومن دون أن ترخي أصابعها عن تلك الأوراق كأنها لم تجد ما تقوله , ثم راحت تنقر بأصابع كفها الأيمن فوق طاولة الكتابة كنقار الخشب بتوتر ملحوظ تارة وتغرز بإظفارها بين خصلات شعرها الذهبية الظاهرة تحت مقدمة حجابها من دون أن تلتفت إلي تارة اخرى . فوقفت أمامها أحدق في خديها اللذان اصطبغا بلون البرتقال وعينيها العسليتين الصافيتين بعد أن أدركت أنها ترمي إلى إظهار قدرتها على التحمل من خلال لغة جسدها فقلت مازحا:
– صباح الخير أيها النقار الذهبي, ثم أنني لم أجد دليلا يرتكز على تغيير ملحوظ في هذا الواقع الذي تتكلمين عنه. لكنني أجزم أنني بالغت بشدة في الثقة بأصدقائي وفي هذا المكان الذي أطعمني مع أطفالي والذي, ربما, سيوفر لي بيتا في المستقبل, وهذه إجابتي على حديث البارحة.
أجبتها وقد شعرت لأول مرة بأنني خفت من أن تتعفن مشاعري المغمدة فحان الوقت للكشف عنها كما يحين الكشف عن نصل السيف الذي يتقاطع دوما مع السكون, وعرفت, أيضا, أنها تلمّح إلى حقيقة اجهلها.
– المكان لا يصلح للحديث في هذه الأمور, وأرجو أن تكف عن هذه الأغنية, فقد سمعتها منك مرارا وهناك دخان يتصاعد من كلمات في الأجواء. أجابت وهي ترفع عينيها من الأوراق التي أمامها.
– لعلك تعنين انك سمعت ما يتهامس به البعض يوميا, فباطن الناس مملوء بالكلمات ولا سبيل إلى معرفتها بشكل نهائي ما لم يعترف صاحبها ويستسلم لها ويعي أن كشف الحقيقة أمر لا مفر منه. أما أغنيتي فهي لا تثير القرف كالأغاني التي يرددها الموظفون يوميا والتي أسمعها على مضض .
– ماذا تقصد ؟
– اقصد أن مشروعنا قد قضي عليه.
– بل ينبغي تجاهله الآن . أجابت بثقة .
أحسست بالضيق وشعرت برغبة في البحث عن أبجدية تؤول ذلك الواقع الذي يتجسد بشخصية غميس التي بدا عليها التشظي مثل حجر كبير إلى قطع صغيرة بألفاظ تدعو إلى قراءة شخصيتها ثانية وتأويل ما يتردد حولها من أقاويل .
خرجت من غرفتها بهدوء وقد استبد بي شعور غريب في مقابلة نبيل لأرى ما يقدمه من عرض وأنا أحدث نفسي : ” كيف استنتج أنها مرتبطة بعلاقة مع احد ما وهي تعلم من خلال أحاديثنا السابقة أنني ألمحت إلى الاقتران بها لأرفع قامتها الاجتماعية وشطب ما يتفوهه به الآخرين , فكيف إذن تخرج عن الأخلاق يا ترى ؟!
دفعني أمران للذهاب إلى نبيل , الأول أن اصدق الشائعات والثاني أن يعترف بها ويتقبل الحال بعد غميس . وكنت اعتبر ذلك بمثابة الثورة التصحيحية في مسار صداقتنا . فالعلاقة المزعومة بين نبيل وغميس هي تعبير عن حقيقة تلك الصداقة .
لمحت نبيل عند بوابة مخزنه الكبير وهو يراقب حركة العمال وهم يعملون بهمة النحل , يغدون ويروحون من مكان إلى آخر , بينما وقف البعض الآخر فوق سطح الشاحنة وهم يتناولون المواد الخارجة من المخزن من أيدي العمال وقد اختلطت أصواتهم تحت سطوة العمل الذي أوحى بالتوازن بين العمل فوق الأرض والعمل فوق سطح الشاحنة.
اقتربت من البوابة لمواجهة نبيل وأنا لا احمل سوى ذخيرة النقاش لما بعد السؤال الذي أثارني لأيام مضت . ابتسم نبيل في بادئ الأمر, ربما لافتا إلى استعداده في الاشتباك معي في ذلك النقاش رغم أنني أقف ضد تلك الابتسامة. فبادر بالتحية ثم أردف يقول :
– أنا اعرف يا ناجي أنك كنت تسقي نباتا بلاستيكيا لفترة طويلة.
دهشت وهو يجتاز عتبة الاستهلال في السرد ليقفز إلى الموضوع مباشرة, ربما ليوحي لي أن التفاصيل لا تفي بحاجة الزارع أو الحاصد, رغم أن عبارة نباتا بلاستيكيا أحالتني إلى معانٍ كثيرة أولها أنه يعلم بعلاقتي مع غميس .
حدّق نبيل في عيني وكأنه مستعد للاشتباك معي بمخزونه الخاص عنها في الرد على ما أتفوه به فأضاف قائلا :
– أنت لا تستحقها, فهي نتاج عائلة ملعونة, وكانت في كل مرة تقول لي ” لا تخبر ناجي عن علاقتنا ” , ربما كانت تضعك على منصة الاحتياط من دون أن تعلم وأنا لم أقبل بخيارها هذا وتكون أنت الخاسر في النهاية.
أزال نبيل بلحظات قليلة ذلك الغموض الذي لا يستطيع احد على نفيه ولكن ليطمئن قلبي قلت له :
– في إطار هذا الكلام , لابد انك تعلم بعلاقتنا ؟
– نعم . رد نبيل , ثم أضاف :
– ومن خلال حديثها معي , فقد حدثتني عنك قائلة ” إن ناجي خاتم بيدي ” وهذا يثير مشاعرك بالطبع وأنا ارفض مطلقا أن تكون كذلك ومطلوب منك أن تقوم بالتوازن بين حياتك الخاصة والعامة , أما أنا فمطلوب مني أن أقوم بواجب الصداقة النظيفة والتي تعني النبالة والثقة .
توقف نبيل عن الحديث فجأة وذهب نحو العمال لإضافة شيء من رؤيته الشخصية للعمل الذي يقومون به كما يفعل معي الآن في قضيتي مع غميس ولكن من دون أن يتحدث بشيء عنها وخاصة عن زواجهما المؤقت . أما عن نفسي فقد أدركت أن نبيل كان صادقا وأمينا على صداقتنا وهو يكشف عن شجاعة أخلاقية واعتبار لهذه الصداقة . أما غميس فقد أظهرها وكأنها تنطلق من رؤيا مزدوجة لذلك لم تسلم من كلام الناس مما ينبغي عليها الاعتراف لأن الأمر لا يمكن إخفاؤه وإلا ستفكك كلمات التلميح والتجريح شخصيتها وتضعف قدرتها على التواصل والعطاء مع الموظفين داخل العمل .
عاد نبيل وعلى الفور اخذ بيدي نحو المخزن الكبير قبل أن أبادره بالسؤال عن علاقته بغميش . دخلنا بخطوات وئيدة تحت أعمدة الشمس المنبعثة هي الأخرى من النوافذ الكبيرة وهي تغمر المواد المخزنية المتعددة التي تنبعث منها رائحة الدهون المختلطة برائحة المحامل الخشبية . تسلل الدفء رويدا رويدا إلى جسدينا ونحن نصل إلى نهاية المخزن صامتين , فلم يتفوه نبيل بكلمة واحدة وكأنه لا يجد ما ينمق كلامه به. كان هناك صندوقا كبير من الخشب بحجم متران مربعة مفتوح من جانب واحد محشورا في الزاوية اليسرى من المخزن وقبل أن يدخل نبيل فيه قلت له :
– هل يمكنني أن أطرح سؤالا عليك ؟
– تفضل . أجابني وهو يقف على عتبة الصندوق .
– الإنسان ليس إلاهآ ليعرف ما ستكون عليه نتائج أفعاله , ولكن دعني أسألك ” هل كنت زوجا لها بزواج وقتي حسب الشرائع أم كنت تريد الإساءة لها فحسب ؟
– وهل ترى من الواجب أن تسألني هذا السؤال ؟ أجابني وهو يفتح لي بابا للجدل .
– كلا , لكنني أقصد هل أرغمتها على هذا الزواج بسبب أمر ما أم أنها قبلت بك بمحض إرادتها ؟
– وهل تظنها تحبك وقد رأيتها تفعل ذلك خلف ستار الحب؟ أجابني هذه المرة بعصبية وهو يتقدم بخطوة داخل الصندوق وهو يقول :
– وأعلم أنني أعرف جميع أسراركم !
– لكن ينبغي أن تقول لي ذلك قبل أن تصلا إلى منتصف العلاقة وليس بعد أن بلغتما النهاية وأنا مازلت متعلقا بأهداب الحب.
في تلك اللحظة خفت حركة العمال داخل السقيفة وصرت وحدي الذي يسمع أصواتهم المكبوتة بين الفينة والأخرى وكنت أود لو ترتفع أصواتهم لتزداد وضوحا.
حدق نبيل بعيني وقال :
– خطر على بالي ذلك يوما, إلا أنها قالت لي ” سأسقط في الحضيض وسينقضي كل شيء بيننا “.
في ذلك اليوم وقفنا تحت ظل نخلة باسقة وأشارت إلى ثمارها قائلة:
– ماذا تصنع بنخلة بلا ثمار يا نبيل ؟
– لاشيء غير الحرق. أجبتها بذهول . فعادت تقول وهي مقطبة الجبين:
– هكذا سيفعل ناجي بي , أما الآن فأنت مقيد بعهد شرعي ولابد من مراعاة هذا العهد وتكتم السر لمزيد من المتعة.ثم أضافت تسألني :
– أم أنك تريد التخلص مني لأنني أراك متحمس لهذا الأمر ؟
– كلا لا أستطيع الاستغناء عنك وهذا سبب صمتي.
صمت نبيل للحظة وأنا أحدث نفسي داخل الصندوق : ” انه يستمتع بها بينما أنا استمتع بأحاديثها الخيالية عن زواج في النجوم ويا لي من ساذج أبله ” .
اطرق نبيل برأسه وهو يقول لي :
– هنا كتبنا العهد وأخرجنا الآهات المكتومة !
صرخت مندهشا .. هنااااااا في هذا الصندوق البائس ؟! وتسمونه عهد شرعي ؟!
جفل نبيل قائلا:
– نعم هنا مرّت أناملي فوق كل جزء من جسدها!
بصقت على الصندوق, ثم دخلت فيه وبصقت كثيرا ونيران الغضب تتوهج في داخلي, بينما بقي نبيل في الخارج صامتا , ثم جلست ابكي لأنني أدركت أن لا قيمة للمرء وهو معصوب العينين عن رؤية الحقيقة , ثم خرج صوتي ,من حنجرتي تلقائيا كومض البرق بوجه نبيل :
– نعم لقد كنت معصوب العينين وأنت تنظر إلي من ثقب المفتاح ولم تجرؤ يوما أن تطرق الباب لأرفع العصّابة عن عيني أو تتمنى لي محض حبا سليما معها, بل جعلتني كالدمية بين يديها أيها الخائن البائس .
تلعثم نبيل في حديثه وهو يقول :
– حاولت, قلت لك, ولكن دون جدوى فقد كانت وسوسات الشيطان وشبح جسدها العاري تطاردني فخفت أن تمتنع عن مضاجعتي إن فعلت ذلك.
– فانصعت إليها ايها المتزوج المنافق كما ينصاع الخنزير إلى ديدان الوحل . قلت له بلهجة ساخرة.
وفجأة تعالت أصوات العمال وهم يتدافعون بخطوات واسعة وبحلقة صغيرة:
” ع الدنيّة ما تركض ابد حرّة
شديدة حيا والحيا منها أنعرف قدره
ما يبلغ زنيم عتبة مضايفها
ولازاير يجيها أبليل وبكمره
من دلال الشرف والعز شرفها
ومن ظهر عدنان هي ومن بطن بكره
سقيمة اتعيش دنياها ومن المحذور تبقى دوم متحذره
ها خوتي ها ..الحرّة موقد عاج … تزهي أبليل جمراته “
انكمش نبيل لسماعه هوسات العمال ثم التفت نحوهم وكأنه يسألهم عن التبرير لهذه الهوسة, إذ لم تخطر بباله أن تؤول علاقته ب ” غميس ” لتصل إلى هذه النتيجة فخاطبهم قائلا : هكذا تجتمع الغربان أيها السادة ! ثم التفت نحوي وهو يقول :
– ويحتمل أنهم على وهم فيما ينطقون به لأن تلميحاتهم تتخطى الحقيقة.
– مهما يكن فتلميحاتهم أفرغت كيس الحقيقة من محتوياته ولم يبق إلا أن يلتقطوا الاعتراف منها كما تلتقط النفاية ! فهم رغم الظروف الصعبة أتقنوا صنعة الكشف عن أسرار من هم أمثالك لكنهم افسدوا الود الذي بيننا.
تركت نبيل واقفا بجانب الصندوق الخشبي وحيدا وقد بدت على وجهه تعابير الهزيمة ثم مضى إلى مكتبه كأنه ثمل.